مسيرة 17 عاماً من الرصد ومتابعة الحقائق تتكلل بحصد جائزة التميز والشجاعة

يقيناً منها بأن هناك حاجة ماسة للإعلام، تمارس نوروز رشو منذ 17 عاماً عملها الصحفي بجهد وشجاعة كبيرة، وتقديراً لجهودها حصلت على جائزة "ديفيد بيرك" الأمريكية للتميز الصحفي والشجاعة في نقل الأخبار.

فيدان عبد الله

الشهباء ـ حصلت عضوة اتحاد الإعلام الحر الصحفية نوروز رشو على جائزة "ديفيد بيرك" الأميركية للتميز الصحفي والشجاعة والنزاهة والاحترافية المهنية في عملها كمراسلة لـ "صوت أميركا" لرصد الأوضاع والتطورات في إقليم شمال وشرق سوريا.

نوروز محمد رشو، صحفية من أهالي قرية جولاقا التابعة لناحية بلبلة في مقاطعة عفرين بإقليم شمال وشرق سوريا، بدأت مسيرتها في عالم الإعلام والصحافة عام 2007 في العمل ضمن عدة وسائل إعلامية منها قناة روج TV التي كانت من أوائل القنوات الإعلامية الكردية كمراسلة ومحررة.

واجهت خلال عملها الصحفي في تلك الأوقات كغيرها من الصحفيين/ات الكرد الكثير من الضغوطات وممارسات حكومة دمشق وكان عملهم حين ذاك على مستوى سوريا وبشكلٍ سري وضمن ظروفٍ حساسة، فكانت تسلط الضوء على قضايا الشعب الكردي في سوريا من اعتقالات لساسة الكرد وحقوقهم الثقافية والفنية وما يتعرضون له من استبداد وقمع على يد النظام البعثي ووضع المرأة ومساعيها للوصول إلى الحرية وإثبات ذاتها ووجودها.

خبرة وعمل الصحفية نوروز رشو خلال هذه السنوات كان مكسب لها وقدمته لخدمة ورصد أوضاع شعبها مع اندلاع الأزمة السورية وانطلاق شرارة الثورة في شمال وشرق سوريا، فكانت مراسلة ميدانية على مدار الساعة تتابع، تصور وتكتب الأخبار والملفات والتقارير الإخبارية للعديد من وسائل الإعلام الكردية، ورصدت الأحداث والأوضاع التي مرت بها سوريا وخاصةً في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا منها الهجمات على حيي الشيخ مقصود والأشرفية ومن ثم هجمات الاحتلال التركي على مقاطعة عفرين وحملة تحرير مقاطعة الشهباء وغيرها الكثير من التطورات والأحداث ضمن الثورة.

وفي عام 2017 بدأت العمل كمراسلة "لصوت أميركا" التي تحوي قرابة 4 آلاف صحفي وتصل خدماتها لقرابة 345 مليون شخص حول العالم بـ 59 لغة أرادت من خلال هذه الوكالة العالمية أن تنشر الثقافة والفن والفلكلور الكردي العفريني للعالم أجمع، إلا أن هجمات الدولة التركية في عام 2018 على مقاطعة عفرين قلبت الموازين وعليها اتخذت نوروز رشو على عاتقها فضح انتهاكات وممارسات الدولة التركية للعالم أجمع، فتمكنت بإصرارها وعزيمتها القوية مواصلة عملها الصحفي ضمن صوت أميركا ساعيةٍ لإيصال الصوت الذي لا يسمعه ولا يراه العالم في الجغرافية التي تعيش بروح الوحدة والدفاع عن حقوق شعبها وما يتعرضون له من انتهاكات.

تقول نوروز رشو أن حصولها على جائزة "ديفيد بيرك"، كمراسلة كردية ومهجرة من عفرين له معنى وأهمية كبيرة ويشعرها بالفخر "من واجبي كصحفية إيصال قضايا وتطورات وانجازات شعبي للعالم ولكل بقعة جغرافية، خاصةٍ بعد سنوات الأزمة السورية والثورة في إقليم شمال وشرق سوريا ومع احتلال أراضي عفرين".

وأشارت إلى أنه من خلال التقارير والأخبار والقصص التي تسردها في عملها الإعلامي تحاول رفع صوت الحقيقة وكشف الوقائع التي تجري في المنطقة وتسليط الضوء على الأحداث التي تحاول بعض الجهات المعادية لشعوب المنطقة إخفائها. 

وأكدت أن العمل الإعلامي يتطلب الكثير من الشجاعة والإصرار للاستمرارية "كنت استمد القوة والإرادة من المرأة العفرينية التي تتحلى بالشجاعة والتكاتف والاستمرار رغماً عن الصعوبات والعوائق التي تتعرض لها"، قائلة "جميع العوائق والعراقيل التي تعرضت لها في عملي كانت بمثابة امتحان تمكنت من النجاح فيه بقوة وشجاعة".