مشروع الحضانة دافع وقوة لاستمرار فعالية دور الأمهات العاملات

لمساندة ودعم الأمهات العاملات، عملت هيئة المرأة في عفرين ـ الشهباء بشمال وشرق سوريا، على افتتاح عدة حضانات أطفال ضمن مخيمات النزوح.

فيدان عبد الله

الشهباء- افتتحت هيئة المرأة في عفرين ـ الشهباء بشمال وشرق سوريا حضانتين للأطفال في مخيم المقاومة وآخر في مخيم العصر، وسط ما تملكه من إمكانيات محدودة لفتح أبواب العمل أمام الكثير من الأمهات اللواتي تسعين لتطوير أنفسهن في المجتمع وضمن المؤسسات.

ساهمت هيئة المرأة في عفرين ـ الشهباء التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، في افتتاح حضانتين لحماية الأطفال من التشرد والإهمال، فتمثل بذلك قوة للأم العاملة، وعمل المشاركات في المشروع على خلق أجواءٍ من الفرح وسط ظروف الحرب والنزوح من خلال رسم الشخصيات الكرتونية والمناظر الطبيعية على حائط الحضانة التي تضمن العديد من الألعاب وما يحتاجه الأطفال.

وفتح مشروع الحضانة باب العمل لخمسة نساء عينتهم هيئة المرأة للعمل على رعاية الأطفال الذين يتواجدون في الحضانة لأكثر من 8 ساعات في اليوم، بتقديم كافة المتطلبات لهم إلى جانب اللعب معهم وتعليمهم الأحرف والرسومات والغناء.

وتقول النائبة في هيئة المرأة في عفرين -الشهباء وردة شيخو "افتتحت هيئة المرأة حضانتين على مستوى المنطقة الأولى في مخيم المقاومة والآخر في مخيم العصر من ضمن أعمال ومشاريع هيئة المرأة في مقاطعة الشهباء وذلك بعد التهجير القسري لأهالي عفرين وعودة الكثير من أهالي مقاطعة الشهباء الأصليين لديارهم بعد تحرير منازلهم".

وأوضحت أن "السبب الرئيسي لافتتاح الحضانة في المنطقة كان مشاركة النساء بشكلٍ ملحوظ في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية والمؤسسات المدنية الأخرى، وجاء المشروع لمساندتهن والوقوف إلى جانبهن والدفع بهن نحو التطور، وجاء العمل على افتتاح مشروع الحضانة ضمن شروط وظروف ملائمة"، لافتةً إلى أن الحضانة افتتحت أبوابها منذ ما يقارب الـ 4 أعوام تستقبل أطفال من عمر الـ 5 أشهر حتى الخمس سنوات، حيث هناك نسبة جيدة من الأطفال في الحضانة تنقص وتزداد من فترةٍ لأخرى على مدار العام حيث أن عدد جيد من الأمهات المعلمات تضعن أطفالهن في الحضانة خلال العام الدراسي فقط وهذا ما يجعل العدد غير ثابت، إلا أنه في الوقت الراهن هناك ما يقارب الـ 50 طفل متوزعين على حضانة مخيم المقاومة والعصر".

وأكدت على أن مشروع الحضانة وحتى مستوى ما تمكنت من تحقيق أهدافها بمساندة ودعم النساء ووصفته بمشروع القوة والدافع الكبير للنساء العاملات ضمن المؤسسات، كونها وجدت من يرعى ويحمي أطفالها وقالت "هناك خمسة مربيات تداومن بشكلٍ متواصل من الساعة 8 صباحاً حتى الـ 4 عصراً في الحضانتين وتعملن بروح المسؤولية والأمومة تجاه جميع الأطفال وتسيعن لتأمن الظروف المناسبة وتقديم جميع المتطلبات لهم".

وقالت في ختام حديثها أن من ضمن مشاريعهم ومخططاتهم المستقبلية في عام 2023 افتتاح حضانة في ناحية تل رفعت بمقاطعة الشهباء، بعد أن تلقوا إقبالاً ورغبة كبيرة من النساء في الناحية للعمل ضمن المؤسسات إلا أن أطفالهم الصغار كانوا عائق أمام عملهم، ولمساندة هؤلاء النساء وتقديم الدعم لهن عملوا على افتتاح هذا المشروع.

وبدورها قالت زلوخ صبحي أم لطفلتين تعمل في مؤسسات الإدارة الذاتية الديمقراطية منذ ما يقارب العام تضع أطفالها في حضانة مخيم المقاومة "بعدما سمعت الكثير من التفاصيل والأمور الإيجابية والاهتمام التي تقدمه الحضانة للأطفال تشجعت وتمكنت من العمل بشهادتي الجامعية وسط أجواء من الراحة والاطمئنان".

ورأت أن هذا النوع من المشاريع تدعم النساء من جوانب وجهات عدة "أن الأطفال الصغار والحياة بظروفها تفرض الكثير من الضغوطات على النساء في الحياة الزوجية هذا ما يسد الطريق أمام تطورها ويمنعها من العمل بشهاداتها بعد أعوام طويلة من الجهد والدراسة، لذا فأن الحضانة تفتح المجال للنساء بالعمل بعد الزواج والإنجاب كما أنه يفتح مجال العمل أمام النساء اللواتي تعملن مربيات في الحضانة".

وعبرت عن سعادتها وراحتها من الحضانة والمربيات العاملات فيه لما يقدمونه من خدمات وراحة ورعاية لأطفالهن وهذا ما يمنحها استمرار يومها في العمل وسط أجواء من الاطمئنان كما وكأنها تضع أطفالها عند أمٍ ثانية.

ومن جانبها تقول فاطمة محمد إحدى المربيات اللواتي تعملن في حضانة مخيم العصر "أنها تعمل منذ ما يقارب العاميين في الحضانة وتحظى بالكثير من الطاقة الإيجابية والمعنويات من الأطفال ووجودها بينهم خاصةً أنها متزوجة ولم ترزق بالأطفال حتى الآن إلا أنها تعتبر كل طفل في الحضانة كأولادها.

وأضافت "نسعى بكل ما نملك من إرادة وقوة بأن نكون أصحاب للثقة والمسؤولية التي منحتها لنا الأمهات وهيئة المرأة برعاية كل طفل كما يجب، من تقديم الطعام والشراب لهم في أوقاتها وتلبية جميع احتياجاتهم ومتطلباتهم بأجواءٍ من الهدوء في ساعات النوم وأجواء فكاهية وروح طفولية أثناء اللهو واللعب".

وتطرقت إلى أنهن "تعملن على أن لا تكون الحضانة مكان لبقاء الأطفال فيه فحسب إنما تسعين من خلال نشاطات وأعمال متنوعة على مدار الساعة واليوم بتنمية قدرات الأطفال من خلال اللعب بأشكالها المتنوعة وتقديم نشاطات رياضية بالإضافة لساعات من التعليم كالإحراف والأرقام".