مركز صرين الصحي يسعى لمساعدة النساء صحياً ونفسياً

لمساعدة الأهالي والنساء خاصةً يحرص المركز الصحي في بلدة صرين بإقليم الفرات على استقبال نحو 200 حالة مختلفة لتخفيف العبء والتكاليف عنهم.

نورشان عبدي

كوباني ـ يعمل المركز الصحي في بلدة صرين الواقعة جنوبي مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا، على مدار الـ 24 ساعة ليقدم المساعدات والأدوية اللازمة بشكل مجاني لأهالي المنطقة.

يستقبل المركز بشكل يومي ما بين 150 إلى 200 حالة، أما في حال وصول حالات كبيرة يتم إحالتها إلى المشافي في المدن المجاورة إن استدعى الأمر، ويعتبر المستوصف رغم الظروف التي تمر بها المنطقة من تهديدات أمنية من أكثر المراكز نشاطاً واستقبالاً للمرضى.

ويتضمن عدة أقسام رئيسية وهي قسم النسائية والولادة والإسعاف وقسم الدعم النفسي، وقسم مخصص للاشمانيا، وقسم الأطفال، والعيادات، وتقدم الصيدلية بشكل يومي الأدوية الضرورية لمرضى داء السكر والقلب، بالإضافة إلى قسم التلقيح الشهري للأطفال.

وافتتح المركز الصحي قبل الثورة السورية لكن بعد ثورة 19 تموز/يوليو 2012 تم تفعيله بشكل أكبر وبخدمات مجانية لكي يخدم الأهالي في المنطقة، ويعمل المركز 24 ساعة.

 

"المركز يستقبل أكبر عدد ممكن من الأهالي"

تقول كوثر مسلم وهي ممرضة في قسم الاسعاف أنه "نستقبل بشكل يومي من 150 إلى 200 مريض/ـة ما بين المعاينات والمراجعات، وبحالات مرضية مختلفة، والدعم المقدم للمركز هو من قبل هيئة الصحة لإقليم الفرات فقط"، مشيرةً إلى أنه "يلجأ الأهالي من القرى البعيدة كالقادرية والمليحة إلى المركز".

وأضافت "للمرأة دور فعّال في المركز ويصل عدد العاملات فيه 20 ممرضة، إضافةً لقابلتين"، مبينةً أن عملهن إنساني "خلال حزيران الماضي وصلت الإحصائيات في المركز إلى 5858 حالة، تتضمن ولادات ومعاينات وحالات مرضية كداء السكر والضغط والقلب ولقاحات اللاشمانيا ولقاح الأطفال الشهري".

وأشارت إلى أنه "بالنسبة لتفعيل قسم الولادة فقد كانت خطوة مهمة لدعم النساء في المنطقة بشكل مجاني، ويصل عدد الولادات في الشهر إلى نحو 40 حالة، فيما يتم تحويل الولادات القيصرية إلى مشفى التوليد في كوباني لكونها الأقرب للمنطقة".  

 

"لقسم الدعم النفسي أهمية كبيرة في المركز"  

وحول قسم الدعم النفسي وأهميته قالت المرشدة النفسية رودين عمر "تعد الصحة النفسية هامة للشخص بشكل كبير في بعض الأحيان، فقد يمر المرء ببعض الضغوطات التي لا يستطيع التحدث بها لأحد بسبب عدم الثقة بمن حوله، وتتسبب له بحالة من الاكتئاب، ونحن بدورنا هنا نستمع لمشاكله بسرية تامة ونحاول مساعدته ودعمه نفسياً لإخراجه من هذه الحالة".

وعن تقبل الأهالي لفكرة الدعم النفسي بينت أنه "نستقبل في قسم الدعم النفسي كافة الفئات العمرية من 5 أعوام وحتى المسنين، لكن تقبل الأهالي للدعم النفسي ضعيف فيما المرأة تتقبل ذلك أكثر من الرجل من أجل هذا يكون أغلب المراجعين للقسم هم من النساء والأطفال". مشيرةً إلى أن النساء تتعرضن لضغوط نفسية أكثر من غيرهن "العادات والتقاليد تظلم المرأة ليس هنالك من يقف معها لكي تتخلص من تلك العوائق، والشيء الذي يدفع النساء أكثر للجوء إلينا هي السرية التامة، فنحن يهمنا الاستماع لها ومساعدتها".   

وأضافت "بالنسبة للأطفال يتم التعامل معهم بحسب حالتهم فهنالك أطفال يعانون من مشكلة التبول اللاإرادي والتوحد وغيرها من الحالات، وبحسب حالتهم نتعامل معهم ونعالجهم وفي بعض الأحيان يحتاج الأمر لتحويلهم لقسم آخر لأنهم بحاجة للعلاج الطبي والنفسي معاً".

وأوضحت أنه "كل مرشد نفسي في المركز يعالج نحو 200 حالة شهرياً"، وترى أنه يعود سبب ازدياد هذه الحالات إلى الخوف من الحرب والتهديدات التي تطال على المنطقة بشكل مستمر من قبل الاحتلال التركي، مضيفةً أن "مشاكل المرأة تعود للعادات والتقاليد التي تسيطر عليها من قبل المجتمع فمعظم الحالات تعرضن للعنف الجسدي ومحاولات الانتحار".

وعن فائدة الدعم النفسي للمجتمع قالت "بعد عدة جلسات نلاحظ تغيرات إيجابية في معظم الحالات، إضافة إلى جلسات الصحة النفسية في المركز لدينا قسم الدعم النفسي المتنقل مكون من عشر أشخاص يعملون على زيارة المنازل والقرى وينظمون جلسات توعوية وتثقيفية، وهنالك حالات لا تستطيع القدوم إلى المركز فنحن نخصص لهم يوم في الأسبوعي لزيادة تلك الحالات ومعالجتها".    

ويعمل المركز الصحي في صرين على توسيع نطاق عمله وتشكيل أقسام أخرى وفي مخططه المقبل افتتاح قسم للحماية الصحية لمتابعة وضع النساء الحوامل حتى أوان الولادة.