مركز الحراير بانطلاقة جديدة لصقل المواهب وتطوير المهارات

عاد مركز الحراير بحلة جديدة إلى الساحة لدعم النساء في تحقيق تطلعاتهن في فضاء الفن والثقافة وتطوير مهاراتهن.

نزيهة بوسعيدي

تونس ـ لدعم النساء المسكونات بالخلق والابتكار في مجال الحرف ولصقل مواهبهن ومساعدتهن على الترويج قام اتحاد المرأة في تونس بتجديد مركز "الحراير" كفضاء للعرض والتدريب.

"الحراير" باللهجة التونسية هن "الحرائر" النساء القادرات على الفعل والإنجاز، ومن معانيها العديدة أنها تطلق على القادرات على تحدي الصعوبات في جميع المجالات خاصة الصعوبات المادية والعمل باليد لتوفير دخل لنفسها ولعائلتها.

وتيقناً بصلابة هؤلاء النساء ودعماً لقدراتهن عاد المركز الثقافي "الحراير" التابع للاتحاد الوطني للمرأة التونسية مؤخراً إلى العمل في حلة جديدة، ودعم تطلعات النساء لإيجاد فضاءات لعرض المنتوجات النسائية باختلاف أنواعها من رسم وموسيقى وغناء وفضاء لتدريب وتطوير مهارات النساء "بشكل مجاني للحالات الاجتماعية وبمبلغ رمزي للبقية".

 

فضاء متنوع

وعرفت مديرة مركز الحراير الفة عبد القادر المركز على أنه "ينشط وفقاً للاستراتيجية الوطنية للاتحاد الوطني للمرأة التونسية الخاصة بالثقافة، ويتميز بموقعه الاستراتيجي فهو بحي الخضراء بالعاصمة التونسية حيث تكثر فيه الحركة بفضل قربه من محطة 'الميترو الخفيف' الذي ييسر عملية التنقل للراغبات في التدريب فضلاً عن قربه من المؤسسات التربوية والجامعات الحرة".

وأضافت "حاولنا إحياء المركز بنواد جديدة مثلاً نادي الحرف والصناعات التقليدية لتثمين موروثنا المادي ونظمنا دورتين في تغليف القفة وسنواصل بدورات مستقبلية بعد أن لاقت الدورات الأولى استحسان الجميع وكذلك افتتاح نادي الرقص الرياضي للشباب والأطفال وهناك نواد ننوي افتتاحها كنادي الغناء ونادي الرسم".

وأشارت إلى أن طاقة استيعاب المركز تتجاوز الـ 400 شخص وتوجد قاعة عرض مفتوحة للرسامين والفنانين والنحاتين رجالاً ونساءً لعرض لوحاتهم الفنية.

ولفتت إلى أن المركز أحتضن معرضاً للحرفيات في إطار تنفيذ الاستراتيجية الوطنية والتمكين الاقتصادي للمرأة والتعريف بالحرفيات ومنتوجاتهن وتسويقها لاسيما في ظل نقص إمكانية الترويج كما احتضن يومي 26 و27 شباط/فبراير معرضاً للحرفيات لعرض منتوجاتهن الحرفية والغذائية.

وبخصوص أنشطة المركز بينت الفة عبد القادر "هناك أنشطة مجانية خاصة بكافة الشرائح العمرية أطفالاً ونساء وشباباً أيضاً ونحدد على العرض والتدريب مبلغاً رمزياً مع أخذ الحالات الاجتماعية بعين الاعتبار لأن الهدف ليس كسب الأرباح، بل لأجل تغطية المصاريف الضرورية للمركز".

وبخصوص إمكانية الحصول على شهادة بعد التدريب وماذا يخول للمتدرب قالت "بالنسبة للدورات التكوينية السريعة التي نقوم بها تختتم بمنح شهادة مع إعلام المشتركات بأنه توجد وحدة للقروض الصغرى في الاتحاد الوطني للمرأة التونسية، هدفها إنشاء مشاريع صغرى ومن لديها فكرة تريد تطويرها يمكن التقدم بطلب".

وأشارت إلى أن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية بصدد افتتاح مقهى ثقافي بالمركز أيضاً وكذلك وحدة بيع لمنتوجات مركز الفتاة الريفية "سنعمل بالتعاون مع وزارة الثقافة عبر المندوبية الجهوية للثقافة بولاية تونس على تنظيم عروض وورشات لأحياء المشهد الثقافي بالمنطقة".

 

 

ومن النوادي التي انطلقت في نشاطها نادي يوغا الضحك، فالمرأة بحاجة للخروج من الضغوطات اليومية التي تعيشها في ظل غلاء المعيشة وتواتر أخبار الحروب والنزاعات في بلدان العالم، حيث تقول الأستاذة الجامعية ومديرة النادي ماجدة الكاتب "جئت لمركز الحراير رغبة في تحفيز نساء تونس على يوغا الضحك كنوع من أنواع العلاج من ضغوطات الحياة وهو ما أكده دكتور هندي عندما لاحظ أن المرضى الذين يضحكون ولو بصفة مفتعلة يمتثلون للشفاء بصفة أسرع"، وأوضحت أن النادي بدأ بأربعة نساء وتسعين لرفع العدد ليكون 12 امرأة.

 

 

ويوفر مركز الحراير تكويناً في الحرف للراغبات في التدريب والحصول على شهادة وحول الإقبال على ذلك قالت الحرفية رجاء بكعبية "بدأت بتدريب مجموعة من النساء في تغليف القفة بدورتين متتاليتين ولاقت هذه الدورات استحسان المتدربات وطلبن دورة أخرى سوف يتم تنظيمها"، مضيفةً أن منطقة الرفراف المعروفة تاريخياً بالحرف والصناعات اليدوية وأنها تعلمت من جدتها أشياء عديدة ساعدتها حالياً على أن تكون مكونة جيدة بالمركز.

وعن ارتباطها بالحرف قالت "كنت موظفة بشركة واستقلت من وظيفتي وعدت إلى مجال الحرف كفن تعلقت به منذ صغري كما أواصل دراستي في مجال الحقوق لأنه أصبح لدي الوقت لذلك"، لافتةً إلى أنها "تدرب النساء على تغليف كل أنواع الاقفاف التي نستعملها للأطفال أو النساء وأيضاً إعداد تحف الديكور كما لديها ورشة في المنزل لعملها الشخصي الذي تعتبره مصدر دخل إضافي وفي نفس الوقت مجال للابتكار والخلق وفي ذلك تكمن راحتها وسعادتها".

 

 

وفي نفس الإطار تقوم المدربة آمال الهواوي بتدريب النساء على تغليف الحقائب اليدوية بالصوف 'كروشيه' وأيضاً التطريز ولفتت إلى أنها "تعلمت هذه الحرف في الصغر خلال العطل الصيفية ورغم أنها كانت موظفة بالبريد إلا أنها بمجرد إحالتها إلى التقاعد عادت إليها بشغف كبير وتقوم بها يومياً كما تولت تعليمها للنساء بالمركز".

وأضافت أنها طورت هذه المهارات عبر حصص التدريب الإلكترونية على اليوتيوب، كما تقوم بترويج منتوجاتها عبر الانترنت بمساعدة أولادها، ونصحت كل امرأة لديها حرفة أن تسعى إلى تطويرها من خلال فرص التدريب الموجودة بمركز الحراير.