مرض كاواساكي النادر يصيب الأطفال تزامناً مع كورونا
يُعتبر مرض كاواساكي أحد أكثر الاضطرابات الوعائية شيوعاً لدى الأطفال، تزامن انتشاره مع وباء كورونا وأصاب عدد من الأطفال في بريطانيا وفرنسا وسويسرا والولايات المتحدة وغيرها من الدول
مركز الأخبارـ .
يصيب مرض كاواساكي الذي ظهر لأول مرة في اليابان عام 1967 الأطفال دون سن الخامسة، وتؤثر حالة الالتهابات اللمفاوية الجلدية على 8 أطفال من بين كل 100 ألف طفل في المملكة المتحدة، وتبين الإحصائيات أنها مميتة في 3% من الحالات التي لا يتم علاجها.
لا تزال أسباب تطور مراحل المتلازمة بعد الإصابة بفيروس كورونا لدى الأطفال مجهولة، لكن بعد الدراسات العلمية التي أجراها بعض الأطباء وبعد التشخيص العلمي والمخبري، توصلوا أنها ربما تكون ناتجة عن رد فعل مبالغ من الجهاز المناعي للجسم، الذي يتسبب في تلف الخلايا نفسها، إضافة إلى وجود صلة الوصل بين المرض وبين البكتيريا أو الفيروسات المعدية.
متلازمة الالتهابات متعددة النظم للأطفال
بحسب الدراسات المخبرية والعلمية التي توصل إليها فريق من الأطباء فأن إصابة الأطفال بفيروس كورونا المعروف بـ كوفيد 19 تسبب لهم آثار جانبية تؤثر سلباً على حياتهم، وهم الأكثر عرضة لإصابتهم بحالة من التهابات تشبه أعراض داء "كاواساكي".
وكشفت دراسة أجراها فريق طبي من جامعة برمنغهام في انكلترا على ثمانية أطفال مصابين بفيروس كورونا تم إدخالهم إلى مستشفى برمنغهام في شهر نيسان/أبريل عام 2020، يعانون من ظهور أعراض مرض كاواساكي.
يعتبر مرض كاواساكي المعروف بـ "متلازمة العقدة اللمفية المخاطية الجلدية" التهاب شامل يصيب الأوعية الدموية الصغيرة والمتوسطة الحجم، يؤثر على جدرانها مما قد يسبب توسعات شريانية بالشرايين التاجية التي تغذي القلب، إلى جانب تأثيرها على العديد من الأعضاء كالجلد والعقد اللمفاوية والأغشية المخاطية.
تم إطلاق تسمية PIMS-TS على المتلازمة التي تصيب الأطفال بشكل مبدئي تدريجي تبعاً لمراحلها، وهو اختصار لـ "متلازمة الالتهابات متعددة النظم للأطفال" المرتبطة بفيروس كورونا للطفل المصاب. وقد قال بعض الأطباء والعلماء إن اختبارات الأجسام المضادة هي السبيل الوحيد لنقل العدوى عند الأطفال، الذين يعانون من هذه المتلازمة والتي يمكن أن تودي بحياتهم.
حسب قول الأطباء البريطانيين إن متلازمة الالتهابات متعددة النظم للأطفال المصابين بفيروس كورونا لا ترتبط مؤقتاً بفيروس كورونا وإنما هو ناجم عن العدوى بالفيروس. ويمكن للأطباء علاج أعراض مرض كاواساكي عند الكشف المبكر. كما تم الابلاغ مؤخراً إثر تفشي وباء كورونا عن حالات لدى الأطفال وانتشاره بكثره في المملكة المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وسويسرا.
الأعراض
يعاني مرضى كاواساكي من أعراض وعلامات تظهر على الطفل وفق مراحل تكوينه، والتي يمكن أن تستمر لمدة تصل إلى أسبوعين، ففي المراحل الأولى من بداية تكوّن المرض تظهر أعراض منها الحمى لأكثر من 5 أيام وطفح جلدي، يليها احمرار الأصابع والأعين، وبعد تطور مراحل المرض تتضخم الغدد اللمفاوية في الرقبة، وتظهر تشققات على الشفاه يرافقها جفاف في الفم وظهور نتوءات حمراء على اللسان والتهابات مزمنة في الحلق، ومشكلات في الجهاز الهضمي، والتهاب الأوعية الدموية، إضافة إلى صعوبة في التنفس.
غالباً ما تظهر في المراحل الأخيرة من المرض أعراض كـ آلام البطن والقيء والإسهال والصداع، وبعدها تختفي على الرغم من نقص طاقة الطفل جسدياً.
مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب
يمكن أن يعاني المريض من مضاعفات خطيرة تؤثر على القلب وتؤثر سلباً على حياته إذا لم يتم الكشف عنها مبكراً وعلاجها كـ تمدد الأوعية الدموية من الشرايين التاجية والتي تمد القلب بالدم، والتهاب عضلة القلب والصمامات والغشاء الخارجي حول القلب، عدم انتظام ضربات القلب، ووجود مشاكل مع بعض صمامات القلب.
العلاج بالأسبرين وجرعات محلول الجلوبيولين
تسبب المتلازمة التهاباً في جدران الشرايين، ويمكن أن تحد من تدفق الدم إلى القلب، لذلك يتم في البداية علاج الحرارة عن طريق تناول جرعة عالية من الأسبرين، كما ويعطى المريض جرعات من الجلوبيولين المحلول المناعي الوريدي IVIG لعلاج الالتهابات، وخفض وتيرة مضاعفات المرض على القلب.
تعد الجرعة العالية من الجلوبيولين المناعي الوريدي جزءاً جوهرياً من العلاج القادر على تقليص فرصة وقوع تشوهات الشرايين التاجية، وبالنسبة للمرضى المعرضين لعوامل خطر خاصة، ولا يستجيبون لجرعات الجلوبيولين المناعي الوريدي المضادة، تعطى لهم جرعة عالية من منشطات الكورتيكوستيرويدات الوريدية التي تساعد في منع الأوعية الدموية التاجية أو يتم علاجهم بالأدوية البيولوجية.
الأثار الجانبية للعلاج بالأدوية
غالباً ما يتحمل الجسد جرعات الجلوبيولين المناعي الوريدي ويكون أمناً، ونادراً ما يحدث التهاب السحايا العقيم، لكن بعد أخذ الجرعات يجب إرجاء تقديم التطعيمات "اللقاح" ومناقشتها مع طبيب الأطفال الذي يقرر تلقيها، كما يمكن أن ينتج عن زيادة جرعة الأسبرين غثيان أو اضطرابات في المعدة.
التشخيص
يتم تشخيص مرض كاواساكي بخبرة الطبيب المختص على أساس التقييم السريري أو إكلينيكي سريري، وذلك إذا استمرت الحمى لمدة خمسة أيام، إضافة إلى توابعها الملحقة كـ التهاب الغدد اللمفاوية أو التهاب الغشاء المحيط بمقلة العين، وبروز الطفح الجلدي وتأثر الفم واللسان، وحينها يتوجب على الطبيب التأكد من عدم وجود أي دليل لمرض أخر الذي يفسر وجود نفس العلامات.
وقد تظهر على بعض الأطفال صور غير مكتملة من المرض مما يعني أنهم يطابقون عدداً أقل من المعايير السريرية الموضوعة بما يصعب من عملية التشخيص، حينها لم تكن قد ظهرت جميع الأعراض.
توصيات للوقاية
من أجل الحماية والوقاية يتوجب ممارسة الألعاب الرياضية لأي طفل، وتوفير بيئة مناسبة للعيش، واتباع نظام غذائي متوازن ومناسب مع عمره يحتوي على كميات كافية من البروتينات والكالسيوم والفيتامينات، وينبغي للمرضى الذين يتناولون الكورتيكوستيرويدات تجنب الإفراط في الأكل، حيث أن هذه الأدوية قد تعمل على زيادة الشهية.
وظهر فيروس كورونا كوفيد ـ19 لأول مرة في مدينة ووهان الصينية أواخر العام 2019 وأصبح وباءً عالمياً بعد أن انتشر في مختلف دول العالم ولم يتم التوصل لدواء له حتى كتابة هذا التقرير، بينما تعمل عدة دول كـ روسيا والولايات المتحدة الأمريكية على انتاج لقاح.