مراكش... قوافل تدريبية للحد من التسرب المدرسي وزواج القاصرات
يعد تسرب الفتيات من المدارس في الأرياف من أهم الروافد التي تغذي زواج القاصرات، مما دفع بعض الهيئات النسوية والحقوقية بمراكش، إلى تنظيم قوافل تدريبة في المناطق الريفية، لحثهم على أهمية تعليم الفتيات.
رجاء خيرات
مراكش ـ نظمت الهيئات النسوية والحقوقية بمراكش قوافل تدريبة في إطار برنامج مشروع "باراكا شباب" لمناهضة العنف المبني على النوع، الذي انطلق في نيسان/أبريل 2021، وسينتهي في آذار/مارس 2023.
حول القوافل التدريبة التي نظمت في العديد من المناطق الريفية بمراكش قالت رئيسة فدرالية حقوق النساء سناء زعيمي أن القوافل تدخل في إطار الجانب التوعوي من مشروع "باراكا شباب"، وقد حملت كلها شعاراً موحداً هو "باراكا"، لافتةً إلى أن كل الملصقات والإعلانات التي تم استعمالها لتمرير الرسائل التي يحملها المشروع كانت تتضمن هذه الشعارات.
وعن الفضاءات التي ولجها المشاركون أشارت إلى أن الإعلانات كانت تعلق عند مدخل الأسواق الأسبوعية، حيث توجد التجمعات السكانية، بالإضافة إلى الجانب التوعوي والتدريبي، وعمل المشاركون في القوافل على تقديم الاستشارات القانونية للسكان.
وأوضحت أن القوافل استهدفت مجموعة من الفتيات اللواتي تتابعن دراستهن في المرحلة الإعدادية والثانوية، كما نظمت ورشات تفاعلية لفائدة هؤلاء الطالبات، في حين يقوم فريق ثان بزيارة الأسواق والالتقاء بالآباء من أجل ملء استبيانات تبرز واقع الحال بالمنطقة، ويتم اعتماد هذه الاستمارات في التعرف على المشاكل والاحتياجات التي ستساعد فيما بعد في الترافع حول الظاهرة "التسرب المدرسي" وأسبابها واقتراح الحلول الممكنة لتجاوزها والحد منها.
وأكدت على أن القوافل صاحبها كذلك إطلاق أغنية "باراكا شباب" للفنانة المغربية كوثر بو دراجة التي تضمنها المشروع عن طريق مكبرات الصوت، وهي الأغنية التي تهدف إلى الحد من العنف المبني على النوع والتحرش ضد النساء، إضافة إلى الكبسولات الإذاعية التي تم إطلاقها في 2022 عبر عدد من المحطات الإذاعية.
ولفتت إلى أن القوافل التي سبق ونظمتها نفس الهيئة قبل عشر سنوات من الآن أبانت عن اصطدام المشاركين فيها بعقلية متحجرة ترفض تعليم الفتيات وتفضل تزويجهن في سن مبكر، وهو الأمر الذي تغير بشكل جذري، في القوافل الحالية، حيث يدرك الآباء أهمية التعليم بالنسبة لبناتهم.
وعن اللقاءات التي سيتم تنظيمها مع مختلف الفاعلين في المجال الحقوقي، أكدت على أن الفدرالية ستنظم لقاءات مفتوحة مع مختلف الفعاليات بمدينة الصويرة غرب مراكش، بشأن ظاهرة زواج القاصرات وعلاقتها بالتسرب المدرسي، وذلك خلال هذا الشهر شباط/فبراير.
وأوضحت أن المشكلة الأساسية التي تؤدي إلى التسرب المدرسي في صفوف الفتيات هو البعد عن المؤسسات التعليمية وعدم توفر النقل المدرسي، وحتى في حال توفر فإنه يبقى غير كاف لتغطية حاجيات الساكنة، حيث الطلب يفوق العرض، مما تضطر معه بعض الفتيات إلى مغادرة بيوتهن في أوقات جد مبكرة من الصباح "الخامسة صباحاً" للوصول إلى المدارس عند الثامنة، و يتم تركهن عند مداخل المؤسسات التي لا تفتح أبوابها إلا عند الثامنة والنصف مما يهدد سلامتهن، ويدفع الآباء إلى اتخاذ قرار منعهن من متابعة الدراسة خوفاً عليهن.
واعتبرت رئيسة الفدرالية حقوق النساء سناء زعيمي أن هذه المشاكل يمكن حلها بسهولة إذا ما توفرت بعض الإرادة للمسؤولين، وتم العمل على توفير المزيد من حافلات النقل المدرسي، وتوفير الأمن عند مداخل المؤسسات التعليمية صباحاً.
وأضافت أن بعض الآباء يرفضون اختلاط الفتيات مع الشباب داخل الحافلات المدرسية، حيث يكون من الصعب توفير نقل مدرسي خاص بالفتيات وآخر خاص بالشباب، مما يدفع بعضهم إلى منع الفتيات من التوجه إلى المدارس.