من خلال عملهن في المطاحن النساء تساهمن في أحد أبرز القطاعات

للنساء دور بارز في تأمين مادة الطحين التي تعد من المواد الأساسية لسكان شمال وشرق سوريا من خلال انخراطهن في العمل بالمطاحن.

شيرين محمد

قامشلو ـ حتى سنوات قليلة لم تكن النساء تعملن في إدارة المطاحن في مناطق شمال وشرق سوريا بل ربما اقتصر وجودهن على العمل كموظفات، فكيف تشارك نساء المنطقة في إدارة هذا القطاع البارز؟

تأمين حاجة الأهالي من الحبوب والاكتفاء الذاتي من القمح هو أحد أهم أعمال مطحنة القمح في منطقة الجزيرة، كما تؤكد الرئيسة المشتركة لمطحنة القمح في إقليم الجزيرة شيرين علي، لكن تحديات كبيرة تواجه عملهم جراء سنوات الجفاف التي ضربت المنطقة.

وبينت أن الإدارة الذاتية نفذت خططاً بديلة لتوريد القمح والدقيق للأهالي، وأكدت أنه يتم توزيع 450 طن من الدقيق يومياً.

ومنذ بداية الثورة وحتى الآن تقوم الإدارة الذاتية بشراء الحبوب من المزارعين لتلبية احتياجات القمح والطحين، وسجلت في الموسم الأخير من هذا العام أعلى سعر لشراء القمح، حتى لا يحرم الأهالي من الخبز تجنباً لأزمة معيشية قد تضرب المنطقة.

وعن نظام العمل داخل المطحنة قالت شيرين علي أنه "يتم توزيع 450 طن من الدقيق يومياً في جميع أنحاء شمال وشرق سوريا، وهناك 7 مطاحن في الجزيرة، 4 منها تابعة للإدارة الذاتية تتوزع في الحسكة، وناحيتي عامودا، وتربسبيه التابعة لمقاطعة قامشلو، و3 منها خاصة، تعمل المطاحن على مدار الساعة لتأمين الطحين وتخزينه في المستودعات ليتم توزيعه على الأفران من قبل المعتمدين والمجالس".

وأضافت "بعد غربلة الحبوب تدخل إلى قسم الصوامع وهناك تمر عبر الجرارات من ثم يتم إرسالها إلى قسم التصويل للغسيل، وبعدها تتجه إلى قسم التخمير الذي يستغرق 48 ساعة، وبعدها إلى قسم الطحن ليصبح طحيناً ناعماً من ثم يوضع في أكياس تملأها العاملات".

وعن جهود وعمل المرأة في المطحنة قالت شيرين علي "عمل النساء في مطحنة القمح ظاهر وقيم للغاية بالنسبة لهن، هناك نحو 85 موظف يعمل في المطحنة 15 منهم من النساء، وبعد جَرَشَ القمح في العديد من الأماكن المتخصصة، تبدأ النساء عملهن في قسم التعبئة، في كل مجال تقدم المرأة نفسها إلى الأمام، حتى لو كانت مهمة صعبة، فإنها لا تتراجع وتعمل بجد، وبالتأكيد المطحنة تؤمن فرص عمل للنساء".

وأشارت إلى أن "الإدارة الذاتية لديها إجراءات مختلفة لسنوت الجفاف لتأمين الحبوب وتحقيق الاكتفاء الذاتي لأهالي المنطقة، وأن الناس يتجهون الآن بشكل متزايد إلى الخبز الذي تصنعه مخابز الإدارة الذاتية لأن سعره منخفض وهذا يزيد من واجبنا ورسالتنا لزيادة العمل، رغم مواجهتهم للعديد من الصعوبات تقوم الإدارة الذاتية بالحصول على القمح من خلال حملة تنمية الزراعة المجتمعية في السنوات الأخيرة من الجفاف، وعلى هذا الأساس توصلت الإدارة الذاتية إلى خطة لشراء الحبوب من الخارج".

 

أهمية قسم المختبر لتحليل ومعرفة جودة الحبوب

وعن أهمية قسم التحليل لمعرفة جودة القمح قالت عضو قسم المختبر داخل المطحنة لورين أحمد "نقوم بتحليل الدقيق الذي يأتي من المستودع إذا كانت جودته جيدة نقبله، ويوجد العديد من الأدوات لتحليل الحبوب، بما في ذلك الجزئية والوزن، والتأكد من عدم رطوبة الحبوب، والأداة الأكثر شيوعاً التي نستخدمها هي أداة التحبيب، والتي توضح جودة الحبوب جيدة أم لا، وأخيراً يدخل القمح فرن رماد خاص بالدقيق ويبقى فيه لمدة ساعتين حتى تظهر النتيجة النهائية".