ممرضات كرماشان: نريد تغييرات جذرية
قالت ممرضة في كرماشان عن احتجاجات الممرضات "لقد نفد صبرنا، ولا يملك هذا النظام القدرة على حل الأزمات الاقتصادية والسياسية والجنسانية. نريد تغيرات جوهرية. هدفنا ليس فقط زيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، بل المساواة على مستوى المجتمع بأكمله".
هلن أميني
كرماشان ـ أصبحت الممرضات، وخاصة في إيران، أحد أصوات المجتمع بسبب عدم المساواة في التوظيف والمعيشة والظروف القانونية، وتواجه هذه الشريحة من المجتمع، وخاصة الكرديات، اضطهاداً مزدوجاً ناجماً عن مزيج من عدم المساواة بين الجنسين والقومية.
سنتناول في هذا التقرير أسباب احتجاجات الممرضات وتأثيرها على حالة الممرضات الصم، وضرورة الاهتمام بهذه الفئة.
الوضع المهني والمعيشي للممرضات
باعتبارهن الركائز الأساسية لنظام الرعاية الصحية، فإن الممرضات يتعرضن لضغوط عمل وضغوط اقتصادية شديدة. ووفقاً للإحصاءات الرسمية، يبلغ متوسط راتب الممرضات في إيران حوالي 10 إلى 15 مليون تومان شهرياً، في حين أن الحد الأدنى لنفقات المعيشة اليومية في طهران ومدن أخرى مثل كرماشان أعلى بكثير من هذا المبلغ.
وفي الوقت نفسه، تشير التقارير إلى أن 60% من الممرضات في البلاد قررن ترك مهنتهن بسبب انخفاض الرواتب وضغوط العمل.
وتشير الإحصاءات المتاحة إلى أن حالات الانتحار بين الممرضات زادت في السنوات الأخيرة، وفقاً للأبحاث، فكرت حوالي 18% من الممرضات في الانتحار في السنوات الأخيرة، وهي إحصائية مثيرة للقلق بالنسبة للمجتمع الطبي وخاصة بالنسبة للممرضات.
كما اشتدت احتجاجات الممرضات في السنوات الأخيرة، خاصة منذ عام 2019، وبحسب الإحصائيات، تم تنظيم أكثر من 100 مسيرة احتجاجية في إيران، وقد جرت هذه الاحتجاجات بشكل رئيسي بسبب عدم الرضا عن الحقوق وظروف العمل، ونقص الموارد البشرية وعدم وجود مرافق كافية لتقديم الخدمات الصحية.
الاحتجاجات على الصعيد الوطني
وتزايدت حدة احتجاجات الممرضات على تشغيلهن ووضعهن القانوني، خاصة منذ تفشي فيروس كورونا، وتظهر هذه الأزمة عدم قدرة النظام الصحي على الاستجابة لاحتياجات هذه الفئة، وكذلك عدم توفير الموارد اللازمة لها في هذه الاحتجاجات، تطالب الممرضات بأجور عادلة وظروف عمل أفضل واحترام كرامتهن الإنسانية، وتُسمع أصوات الممرضات في هذه الحركات الاحتجاجية كرمز للمقاومة ضد القمع المزدوج.
وضع الممرضات في كرماشان
تواجه الممرضات في كرماشان تحديات أكثر من النساء الأخريات بسبب الهياكل الاجتماعية والثقافية المحددة، وتتحمل العديد من هؤلاء النساء عبئاً ثقيلاً بسبب التمييز المزدوج بسبب الجنس والجنسية. في الواقع، تعاني الممرضات الكرديات من عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في مجتمع لا يزال متأثراً بالثقافات التقليدية، ولا يؤثر هذا الوضع على حياتهم المهنية فحسب، بل يؤثر أيضاً على عملية النضال من أجل الحرية لهذه المجموعة.
وقالت "م. ب" إحدى الممرضات المحتجات وتعمل في مشفى كرماشان عن وضعها الوظيفي والمعيشي كممرضة كردية "وضعنا مقلق للغاية. راتبنا لا يكفي لتغطية حتى نفقات حياتنا الأساسية، وكامرأة كردية، فإن الضغوط مضاعفة. نحن نواجه المزيد من التحديات في مكان العمل وكذلك في المجتمع، ويحظى زملائنا الذكور بمزيد من الدعم، وفي الوقت نفسه، يتعين علينا أيضاً أن نتحمل عبئاً ثقيلاً من المسؤوليات العائلية. هذا النظام لا يعالج القضايا الاقتصادية فحسب، بل لا يهتم أيضاً باحتياجاتنا كنساء وممرضات".
وبينت أنها تعرضت للتحرش اللفظي والجسدي والجنسي في مكان العمل "نواجه التحرش اللفظي وأحياناً الجسدي والجنسي في بيئة عملنا، وبدلاً من تقديم الدعم لنا، يسخر منا العديد من زملائنا الذكور ويهينوننا، وتضعنا هذه المضايقات تحت ضغط كبير، وتظهر هذه السلوكيات النظام الأبوي غير المتكافئ والقمعي الذي يحكم المجتمع، والذي لا يسمح لنا بالحصول على حقوقنا الأساسية كممرضات وكنساء".
وعما كانت ستشارك في الاحتجاجات الأخيرة أما لا قالت "سأشارك بالتأكيد في الاحتجاجات وقد شاركت من قبل. هذه الاحتجاجات هي فرصة لنا لإسماع أصواتنا والقول إن صبرنا قد انتهى. ولا يملك هذا النظام القدرة على حل الأزمات الاقتصادية والسياسية والجنسانية. نريد تغييرات جوهرية، وهدفنا ليس فقط زيادة الرواتب وتحسين ظروف العمل، ولكن أيضاً النضال من أجل حقوق المرأة والمساواة الاجتماعية على مستوى المجتمع بأكمله".
وأضافت "كنساء كرديات، علينا أن نناضل من أجل حقوقنا ولن نقبل أي شيء أقل من الحرية والمساواة، ولكن التغيير لا يمكن تحقيقه إلا من خلال الوحدة والنضال. نحن بحاجة لمساعدة بعضنا البعض، وتبادل الخبرات ودعم بعضنا البعض. كما يجب علينا أن نستخدم قوتنا كمجموعة كبيرة للحصول على حقوقنا، وعلى هذا النظام أن يعلم أننا لن نستسلم وسنواصل النضال حتى نحصل على حقوقنا".
واختتمت حديثها بالتأكيد على أن "احتجاجات الممرضات في جميع أنحاء البلاد، وخاصة النساء الكرديات، تظهر استيائهن العميق من عملهن ومعيشتهن ووضعهن القانوني، وهذه الشريحة من المجتمع، باعتبارها رمز المقاومة ضد الظلم المزدوج، يجب دعمها والاهتمام بها، ولن تساهم نضالات هؤلاء النساء في الضغط من أجل تحسين ظروف عملهن فحسب، بل يمكن أن يكون لها آثار إيجابية على المجتمع بأكمله. إن دعم الممرضات وخاصة النساء الكرديات ليس مجرد عمل ضروري، بل ضرورة إنسانية يجب وضعها على جدول الأعمال من أجل تحقيق العدالة والمساواة خاصة لهذه الفئة".