'عمليات الولادة القيصرية تؤثر على صحة المرأة'

قالت القابلة مريم قوقاز المعروفة بوالدة كويه أنه يتم استغلال النساء من أجل إجراء العمليات القيصرية مؤكدةً أنه "ليست جميع عمليات الولادة القيصرية ضرورية والأطباء لهم نصيب من الربح".

شیا کوی

كويه ـ أصبحت الولادات القيصرية كالوباء حتى أن منظمة الصحة العالمية وصفت انتشارها الكبير دون الحاجة الطبية إلى إجرائها بـ "الوباء"، ولكن رغم ذلك في إقليم كردستان ما تزال هناك العديد من الكبيرات في السن اللواتي تعملن كـ "قابلات أو دايات"، وتفضلن الولادة الطبيعة.

مريم يوسف قوقاز التي تعرف بالأخت مريم في كويه ويطلق عليها اسم والدة كويه لأنها كما تقول قطعت الحبل السري لآلاف الأطفال بمنطقتها بينت أنه "أثناء عملي في القبالة، كانت النساء تلدن بشكل طبيعي، ونادراً ما كانت لدينا حالات تتطلب إجراء عملية جراحية، وقد أنجبت العديد من النساء توائماً، حتى أن امرأتين أشرفت على ولادتهما انجبتا ثلاثة أطفال دون أي مشاكل".

ومريم قوقاز ممرضة مخضرمة في كويه، ولدت عام 1934 في عنكاوا في أربيل بإقليم كردستان، ودرست حتى الصف السادس لكنها تركت المدرسة بسبب بعد المسافة، وفي عام 1952 درست التمريض في كركوك، ومع خمسة آخرين تم تعيينها في المشفى في قسم النساء.

ولفتت إلى بداية عملها في هذا المجال بالقول "في ذلك الوقت، قالوا إن الفائزين بالمركزين الأول والثاني يمكنهم اختيار المكان الذي يريدان العمل فيه، وكنت في المركز الثاني، وقررت أن أذهب إلى كويه، قال لي من حولي أنها بعيدة لكنني أحببت الذهاب هناك لأن والدي كان يعمل شرطياً فيها، ولقد حصلت على تصريح العمل عام 1953".

وأضافت "في وقت لاحق جاءت العائلة للعيش في كويه وكنت الممرضة الوحيدة في مستشفى المنطقة، وعملت كقابلة وطبيبة نسائية وكان لدينا طبيب واحد"، مبينةً أنه "منذ حوالي 10 سنوات، كنت أقوم بتوليد جميع النساء اللواتي تقصدن المستشفى بمفردي ولم يكن هناك طبيب نسائي".

وبعد نحو 10 سنوات تم تعيين طبيبة في المستشفى لتجد مريم قوقاز نفسها تحن للعمل بعد التقاعد "عملت قابلة في المنزل وخارج كويه ليلاً ونهاراً. غالباً ما كانوا يأتون من القرى ليلاً، وكنت أذهب لإنقاذ النساء من مخاطر الولادة، خلال 67 عاماً من العمل في كويه وضواحيها يمكن القول إنني قمت بقطع سرة جميع أطفال المنطقة". مستدركةً "كنت أذهب أحياناً إلى رانيا".

وتوقفت مريم قوقاز عن العمل منذ عام 2003 "بعد تقاعدي ظلت النساء تأتين وتعملن معي في المنزل حتى عام 2012 عندما توقفت عن كوني قابلة تماماً".

وقالت عن ازدياد عمليات الولادة القيصرية "تسارع النساء الآن إلى الخضوع لعملية جراحية لتجنب آلام المخاض. بخلاف ذلك، يمكن لكل امرأة أن تلد وترضع طفلها بشكل طبيعي، إلا في حالات نادرة، ويقع اللوم على الأطباء بتشجيعهم إياهن لإجراء عملية جراحية دون داع ولا تحتاج النساء إلى إجراء عملية جراحية للولادة إلا في حالات معينة، منذ عدة سنوات، تم إرسال العديد من النساء إلى أربيل لإجراء الولادة لقد جاؤوا إلي وأخبرتهم أنني لا أستطيع القيام بذلك الآن لأنني متقاعدة".

وأضافت "لم أواجه أي حالة سيئة طوال سنوات عملي، ونصيحتي للنساء هي ممارسة الرياضة كثيراً أثناء الحمل وعدم التباطؤ ليست هناك حاجة لإجراء كل هذه العمليات الجراحية وتربية الأطفال على الحليب المجفف فالحليب الطبيعي أفضل وهو غذاء ودواء للطفل".