مهجرات عفرين: أجسادنا في الشهباء وقلوبنا تنبض في عفرين
أكدت مهجرات عفرين القاطنات في المخيمات بمقاطعة عفرين ـ الشهباء، تشبثهن بأرضهن وإصرارهن على المقاومة والنضال ضد جميع السياسات التي تمارس ضد أهالي عفرين، وأن أجسادهن في الشهباء وقلوبهن تنبض في عفرين وبهذا الإصرار سوف يتخطوا كافة أشكال المعاناة.
روبارين بكر
الشهباء ـ تحت كل خيمة قصص متنوعة من المقاومة والنضال أثبتت لكل من حاول القضاء على إرادة شعب عشق الحياة من أجل أرضه وقاوم الظروف في سبيل تحرير مدينته، أن الكرامة مادامت أساساً للشعب المضطهد فلن يستطيع أحداً القضاء على مقاومته وإصراره في المطالبة بحقوقه.
مهجري عفرين تحدوا كافة الظروف منذ بداية تهجيرهم وإلى اليوم، سبعة أعوام وشعارات المقاومة تتعالى في سماء مقاطعة عفرين ـ الشهباء، أثبتوا مدى تعلقهم بعفرين والمقاومة باتت تخجل من ذاتها أمام إرادتهم القوية في البقاء بالشهباء حتى تحرير عفرين.
منذ عام 2018 ويقطن الآلاف من مهجري عفرين في خمسة مخيمات في مقاطعة عفرين ـ الشهباء بإقليم شمال شرق سوريا، فمخيم سردم يضم 992 خيمة فيها 992 عائلة، أما مخيم برخدان فيه 765 خيمة تأوي 750 عائلة، ومخيم عفرين يحتوي على 133 خيمة فيها 124عائلة، وبالنسبة لمخيم العودة يوجد فيه 174 خيمة و142 عائلة، ومخيم الشهباء 90 خيمة و90 عائلة.
وحول أوضاع المهجرين ومقاومتهم في مخيمات عفرين ـ الشهباء تحدثت حنيفة محمد من المهجرات القاطنات بمخيم سردم، وقالت "سبعة أعوام ونحن نقطن بمخيمات النزوح، وعلى مدار هذه الأعوام عشنا وتخطينا كافة أشكال المعاناة والصعوبات تحت هذه الخيام".
وأكدت أنهم سيتجاوزون معاناة برد الشتاء القارص كما فعلوا في السنوات الماضية، وأن المعاناة والظروف لن تكسر من إراداتهم ولن تبعدهم عن أهدافهم وقلوبهم ما تزال تنبض لمدينتهم عفرين.
ومن مخيم برخدان ناشدت المهجرة سلوى بطال المنظمات الحقوقية والإنسانية "نتمنى النظر إلى أوضاعنا ومحاسبة الاحتلال التركي على أفعاله اللاإنسانية ضد منطقتنا وضدنا، وكل ما نعانيه اليوم تحت هذه الخيم سببه الاحتلال التركي والمنظمات الإنسانية، فبصمتها تفتح المجال أمامه ليمارس ضدنا هذه الأعمال الوحشية، لهذا عليها الخروج عن صمتها وإخراج الاحتلال التركي من أراضينا".
كما لفتت المهجرة فاطمة عثمان في مخيم العودة إلى أنه "على مدار عدة أعوام من النزوح ونحن نتحمل برد الشتاء القارص وحر الصيف، كل هذا لأننا اخترنا طريق المقاومة والصمود ضد سياسات الاحتلال التركي التي تمارس ضدنا، صمودنا في الشهباء سيفشل جميع مخططات أعدائنا وسيوفر لنا العودة الآمنة إلى عفرين، لهذا كما تحملنا المعاناة في السنوات التي مضت، ومع قدوم هذا الشتاء أيضاً سنتحمل وسنرفع من وتيرة مقاومتنا لنثبت للجميع بأن إرادتنا قوية وستبقى قوية ما دمنا نملك الأمل بتحرير عفرين والعودة إليها".
بدورها بينت دليفان محمد ايبش من مخيم العودة أن "معاناتنا في المخيمات تتضاعف كل عام، خاصة في فصل الشتاء حيث تنتشر الأمراض في المخيم كوننا نعاني ظروف معيشية وصحية صعبة في ظل الحصار الخانق الذي تفرضه حكومة دمشق وقلة مواد التدفئة الأمر الذي زاد من معاناتنا".
وأكدت أنهم في المخيمات يتحملون كافة أشكال المعاناة من أجل تحرير مدينتهم عفرين، واختاروا التوجه إلى الشهباء ليكونوا قريبين منها، وبإصرارهم على البقاء والرفع من مستوى مقاومتهم سيفشلون جميع مخططات الاحتلال التركي ضدهم.
وفي ختام حديثها أكدت دليفان محمد ايبش مدى تعلقهم بأرضهم وقضيتهم "لا هجمات الاحتلال التركي ولا حصار حكومة دمشق سيبعدنا عن طريق المقاومة، نعم أجسادنا في الشهباء لكن قلوبنا تنبض داخل عفرين وهذا دليل على أننا سنعود إليها وسنحررها".
ومن مخيم الشهباء تحدثت إيمان حسن شحادة من نساء قرية تل ضمان التابعة لمدينة حلب والتي هُجرت مع أهالي عفرين عند سيطرة الاحتلال التركي عليها "مخيم الشهباء من أكثر المخيمات التي تعيش المعاناة بكافة أشكالها، كون هذا المخيم يقع بالقرب من القرى التي تتعرض للقصف المستمر من قبل الاحتلال التركي الذي يتعمد في أحيان كثيرة قصف المناطق المجاورة للمخيم حيث يقع جرحى في صفوف الأهالي من المخيم".
وعن تكاتف وتضامن المكونات داخل المخيمات قالت "ضمن هذا المخيم يعيش المكونان الكردي والعربي جنباً إلى جنب ولا يوجد فرق بينا، نتحمل المعاناة سوياً، وهدف الاحتلال التركي وغيره من الدول تفكيك هذا النسيج الاجتماعي، إلا أننا في كل مرة نثبت لهم أننا سنبقى صامدون في وجه مخططاتهم".
وأوضحت أنها من سكان مدينة نبل وسكنت بقرية تل ضمان وبسبب تعرض قريتها للقصف نزحت إلى مدينة عفرين وبعد احتلالها هُجرت مع أهاليها إلى مقاطعة عفرين ـ الشهباء لتقطن في مخيماتها.
وحول الوضع المعيشي في عفرين قبل احتلالها بينت إيمان حسن شحادة "كانت مدينة تتصف بالأمان والسلام جمعت كافة المكونات، شعبها فتح أبوابه لكل من عانى من الحرب، العمل كان متوفر في عفرين كونها مدينة غنية بخيراتها وجمال طبيعتها لهذا بقينا في الشهباء لنقاوم من أجل تحرير عفرين، وحتى أن تحسنت الأوضاع في قريتنا سأبقى هنا وأقاوم وسأعود إلى عفرين مع سكانها".
وفي النهاية تطرقت إلى مدى تعلقها وحبها لعفرين "فترة وجودي في عفرين زادت من تعلقي وحبي لها، وفي الحقيقة عفرين تستحق أن نسميها مدينة السلام والزيتون لكن الاحتلال التركي يعمل الآن على تدميرها وتغير ديموغرافيتها لكن بعزيمتنا وإرادتنا سنحررها".
ومن جانبها تحدثت خانم قنبر من نساء مخيم عفرين "الاحتلال التركي تسبب بتهجيرنا والآن يسعى لتهجيرنا من الشهباء أيضاً، لهذا يستهدفنا بشكل مستمر بالقصف العشوائي، الحياة في المخيمات قاسية نعاني كثيراً لكن نحن أصحاب الحق وسنقاوم من أجل الحصول على حقوقنا التي سلبها منا الاحتلال التركي، سننقاوم حتى آخر يوم من حياتنا لتحرير عفرين".