محاضرات توعوية لدعم الأهالي ومساعدتهم في إنشاء جيل واعي في ظل ظروف صعبة
تسعى لجنة الرعاية الاجتماعية في مقاطعة الشهباء بشمال وشرق سوريا عبر سلسلة محاضرات لتوعية الأهالي حول طرق التربية الحديثة لاستيعاب ابنائهم في ظل النزوح والتهجير القسري
فريدة زادة
الشهباء ـ .
تتواصل سلسلة الفعاليات والنشاطات التي بادر بها اتحاد المثقفين في مقاطعة عفرين بشمال شرق سوريا بالتعاون مع مؤسسات وهيئات الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا بعفرين انطلاقاً من مبدأ الطفل أمل ومسؤولية وذلك تحت شعار "نماء ورقي الطفل".
ويتضمن برنامج النشاطات إلقاء سلسلة محاضرات توعوية للأهالي حول ضبط سلوك الأطفال في السنوات الأولى، بتعاون من لجنة الرعاية الاجتماعية في هيئة الشؤون الاجتماعية، وتأتي هذه المبادرة لتوعية الأهالي حول تأثير التربية على الأطفال والفرق بين تعديل سلوك الأطفال بطريقة مباشرة وغير مباشرة، وتقديم نصائح حول التعامل مع الطفل خاصةً في ظل ظروف الحرب التي تشهدها المنطقة، ويعيشها الأطفال والتأثيرات السلبية التي خلفها النزوح.
ويعيش نسبة كبيرة من نازحي عفرين التي احتلت منذ 18 آذار/مارس في مقاطعة الشهباء التي تعيش حصاراً خانقاً من قبل قوات النظام، ما يمنع عنها أساسيات الحياة ويعاني أهل المقاطعة والنازحين من ظروف إنسانية صعبة.
وانطلقت هذه المبادرة فور بدء العطلة الصيفية للمدارس في مقاطعة الشهباء، إذ ألقت اللجنة عدة محاضرات توعوية في مخيمات المقاطعة وناحية شيراوا، بهدف الاستفادة من وقت الأطفال بالفعاليات الهادفة لتنمية قدرات الطفل والأهالي معاً.
وحول أهمية المحاضرات قالت لوكالتنا المُرشدة الاجتماعية، وعضو لجنة الرعاية الاجتماعية في هيئة الشؤون الاجتماعية والعمل هيفين شاميو "نقوم بالعديد من المشاريع منها توعية الأهالي من الناحية الاجتماعية، ومساعدتهم لتعديل سلوك الأطفال نحو الأفضل".
وأضافت "شاركنا اتحاد المثقفين بمشروعهم المنطلق بعنوان الطفل أمل ومسؤولية، وألقينا سلسلة محاضرات على مدار شهرٍ متواصل في مخيم المقاومة، وننظم المحاضرات في مخيم العصر".
ويتضمن المشروع محاضرات توعوية للآباء والأمهات ونشاطات ترفيهية للأطفال، "يشارك الأطفال بمواهبهم في المجال الذي ينتمون إليه من رسم، ونشاطات رياضية، وتقوية الكتابة والقراءة باللغة الكردية، والعربية والإنكليزية، وكذلك توعية الفئة الشابة، لتنمية القدرات الثقافية من قبل حركة الهلال الذهبي، للاستفادة قدر الإمكان من فترة العطلة الصيفية".
وتركز المحاضرات التوعوية للأهالي على كيفية التعامل مع الطفل، وتعديل سلوكه من عمر السنتين حتى الست سنوات، ومن عمر الست سنوات حتى 12 سنة، "نتحدث عن الاهتمام بسلوك الشبيبة في مرحلة المراهقة، وآخر المحاضرات كانت عن كيفية التعامل مع كبار السن".
وحول ضرورة البدء بشكل مبكر في تعليم الطفل قالت "تعتبر الأعوام الأولى من حياة الطفل الأهم، إذ أن الأساس السليم والبناء مهم لبناء الشخصية، والطفل يرغب على الدوام في اللهو واللعب وإفراغ ما يملكه من طاقة وحيوية. غالبية الأمهات لا يتفهمنَّ النشاط الكبير لأطفالهنَّ فيلجأن للضرب".
وبينت أنهم لاحظوا خلال النقاشات أن العديد من الأمهات لا يعرفنَّ كيفية التصرف مع الأطفال العنيدين الذي يرفضون تناول الطعام ويطلبون دوماً الاستمرار باللعب "الضرب ليس الحل لإنشاء طفل سليم، لكن الحل الأمثل يكون من خلال الحوار والنقاش مع الأطفال بطريقة غير مباشرة من خلال اتباع أسلوب اللعب وإطعام الطفل في الوقت ذاته".
وأضافت "إن كان الطفل بعمرٍ أكبر نستطيع مشاركته في حل مشكلةٍ ما، على سبيل المثال في حال طلبت المعلمة ذوي الطفل للحضور، على الأم أن تسأل بطريقةٍ هادئة عما فعله الأطفال من أسلوب خاطئ، هنا يبدأ الطفل بأخذ الثقة من والدته وسيعتمد على نفسه ويجد الحلول".
مرحلة المراهقة في حياة الشبيبة هي الأهم وتعتبر مرحلة تكوين الشخصية من الناحية الثقافية والاجتماعية، "تطرقنا في محاضراتنا للعوامل التي تؤثر بهم والسلوك الذي يظهر عليهم، وأغلب المسببات هي التغييرات الهرمونية، وعليه طلبنا من الأهالي التعامل معهم برفق واستيعاب وأن يكونوا الملجأ لهم".
وركزت المحاضرات على نشر التوعية في المخيمات على وجه الخصوص "نزوح الإنسان من منزله أو مدينته يؤثر على نفسيته وتعامله مع الآخرين، وتكون ردود فعله عنيفة، حتى يتأقلم مع حياته الجديدة".
ونوهت هيفين شاميو إلى أن الأطفال يقلّدون آبائهم وأمهاتهم في كل شيء "في حال تشاجر الأب والأم أمام الأطفال، عندها الأطفال يتخذون هذا الأسلوب في معاملتهم مع غيرهم، لذا على الأهالي الانتباه إلى أسلوبهم وطريقة تعاملهم مع بعضهم".
وعن تفاعل وتأثير المحاضرات على الأهالي، قالت "كانت نسبة التفاعل والمشاركة جيدة، ففي أحد الدروس تحدث الأهالي عن قصص مرت معهم ومع أطفالهم، كما طلبوا مساعدتنا، وطلبوا أيضاً الاستمرار في إلقاء مثل هذه المحاضرات".
وبينت أنهم سيتابعون تأثير المحاضرات على الأهالي من خلال الكومينات، والمجالس ومؤتمر ستار، لمعرفة مدى الفائدة التي ستنعكس على طرق التربية.
وطالبت جميع الأمهات والآباء أن يخصصوا وقتهم لأطفالهم قدر الإمكان، وعدم إهمالهم وإعطائهم الرعاية والاهتمام المطلوب، حتى لا يلجؤوا لرفاق السوء، أو التأثر السلبي بمواقع التواصل الاجتماعي.