مدينة كوباني تستعد لاستقبال مهرجان آرين جدائل السلام
تستعد مدينة كوباني لاستقبال مهرجان آرين جدائل السلام للعام الثاني، والذي يعد خطوة مهمة من أجل تطوير المسرح في شمال وشرق سوريا.
نورشان عبدي
كوباني ـ بتنظيم الدورة الثانية من مهرجان آرين جدائل السلام تستذكر مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا الشهيدة آرين ميركان. وكانت هيئة الثقافة في إقليم الفرات وحركة الثقافة والفن في كوباني قد بدأت التحضيرات للدورة الثانية منذ بداية أيلول/سبتمبر الجاري.
تحت شعار "هنا من الأمل ما يجب أن يعرض" تبدأ الدورة الثانية من مهرجان آرين المسرحي في مقاطعة كوباني بإقليم الفرات والذي سيقام في 5 تشرين الأول/أكتوبر المقبل، على خشبة مسرح مركز باقي خدو للثقافة والفن وسيستمر حتى 14 من الشهر نفسه.
رمز للمدينة
أطلق اسم آرين ميركان على المهرجان نظراً لرمزيته بالنسبة لمدينة كوباني وعموم مناطق شمال وشرق سوريا، فلا يمكن نسيان العملية الفدائية التي قامت بها الشهيدة أثناء هجوم مرتزقة داعش في عام 2014 لتستشهد في الخامس من تشرين الأول/أكتوبر من العام ذاته وهو اليوم الذي سينطلق فيه المهرجان.
حول تحضيرات المهرجان قالت الإدارية في مركز باقي خدو للثقافة والفن والعضو في اللجنة التحضيرية أمينة حسين "نتحضر لانطلاق مهرجان آرين جدائل السلام في كوباني للعام الثاني على التوالي وسيتضمن المهرجان 10 مسرحيات منها مسرحية غنائية ستكون في يوم افتتاح المهرجان، وتسع مسرحيات من مدن مختلفة من شمال وشرق سوريا".
وأشارت إلى أن عملية آرين ميركان أثرت على كافة الشعوب في مناطق شمال وشرق سوريا "بات العالم يعرف من هي آرين وماذا فعلت من أجل شعبها وأرضها، كما أثرت عمليتها بالفنانين لذلك منذ عامين ونحن كحركة الثقافة في إقليم الفرات ننظم مهرجان 'آرين جدائل السلام' في المدينة التي استشهدت فيها آرين ميركان لتحميها، وهدفنا من ذلك ترك ذكرى نخلد فيها اسم تلك المناضلة".
"كل فرقة مسرحية تعرف بثقافة مجتمعها"
وحول الأعمال المسرحية التي ستقدم بينت أمينة حسين أنه "منذ ما يقارب 6 أشهر بدأنا بالتحضيرات للمهرجان كونه على مستوى شمال وشرق سوريا لذلك يحتاج متابعة وتحضيرات مكثفة، وكانت التحضيرات على عدة مراحل فتضمنت المرحلة الأولى كتابة السيناريو وتقديمها للجنة مؤلفة من 6 أعضاء/وات للقراءة، وبعد قبول النص تبدأ المرحلة الثانية وهي تشكيل لجنة المتابعة لمتابعة التدريبات والممثلين/ات المشاركين/ات في المسرحية بحيث تكون المسرحيات متوافقة مع هدفنا من المهرجان، وبدأنا مرحلتنا الأخيرة من التحضيرات وتم الإعلان عنه ودعوة الجميع للحضور".
وأوضحت أن المدن المشاركة في المهرجان هي "كوباني ومنبج، والرقة وحلب، وعفرين"، مشيرةً إلى أنه "يحق لكل مدينة تقديم أكثر من مسرحية، ويتراوح توقيت كل مسرحية ما بين 40 حتى 45 دقيقة".
مشاركة أكبر
وعن الفرق بين مهرجان آرين جدائل السلام العام الماضي وهذا العام قالت أمينة حسين "كان عدد الفرق المشاركة في العام الماضي أقل، لكن هذا العام ستكون عشر مسرحيات لعشر أيام متتالية"، مبينة أنه "عبر المسرحيات يعبر كل مكون عن ثقافته ويعرف باقي الشعوب بهويته وعاداته وتقاليده".
وأوضحت أن المسرحيات المشاركة تعكس الواقع المعاش، مضيفةً "نأمل أن ينجح المهرجان هذا العام أيضاً ويكون أفضل من العام الماضي"، مشيرةً إلى أن الدورة الأولى من المهرجان شابتها بعض الأخطاء وسيعملون هذا العام على تجاوزها لكنها أشادت بالتجربة التي وصفتها بالمميزة.
وأكدت أن النجاح هو بمشاركة الجميع ودعمهم "نسعى لتكون الدورة الثانية أفضل من الماضية لأن هنالك عدد أكبر من المسرحيات المشاركة ومناطق أكثر لذلك سيكون المهرجان على مستوى أوسع، وأصبح لدى الفنانين/ات المشاركين/ات تجربة وسيقدمون الأفضل هذا العام".
وفي ختام حديثها قالت أمينة حسين "للمسرح أهمية خاصة لجميع المجتمعات فهو مرآة تعكس للعالم ثقافة وحقيقة كل مكون، هنالك زوايا في المجتمع لم يستطع أحد رؤيتها لكن المسرحيين تمكنوا من ذلك، وعملوا على إظهارها للعالم فالمسرح يطرح المشاكل والعراقيل التي تواجه الشعوب وأيضاً يجد الحلول لها".