مبروكة شحات تؤكد على ضرورة العمل الجماعي لتحسين الأوضاع الاجتماعية
كسرت مبروكة شحات الصورة النمطية التي كبلت المرأة لسنوات بترأسها للجنة التنمية في المجلس البلدي ببلدة جالو، وحققت العديد من الإصلاحات لدعم الأهالي هناك.
ابتسام اغفير
بنغازي ـ عملت مبروكة شحات خلال فترة عملها كرئيسة للجنة التنمية في المجلس البلدي على العديد من المشاريع لدعم الأهالي في بلدة جالو ببنغازي ومنها تأسيس لجنة للحفاظ على المواقع والمباني الأثرية، وتأسيس جمعية خيرية لمساعدة النساء، مؤكدة على ضرورة العمل "بروح جماعية، لاجتياز الأوضاع الاجتماعية التي نعيشها".
بحسب المادة 26 من القانون رقم 59 لعام 2012 بشأن نظام الإدارة المحلية، فإنه لتنظيم المجالس البلدية يجب أن يتشكل المجلس البلدي من عدد من الأعضاء على أن يكون من بينهم عضو على الأقل من النساء وعضو من ذوي الاحتياجات الخاصة، وإذا كانت البلدية عدد سكانها يفوق 250 ألف نسمة يتكون مجلسها البلدي من 9 مقاعد 7 عامة ومقعد للمرأة وآخر لذوي الاحتياجات الخاصة، ويتم انتخاب مقعد المرأة بالنظام الفردي، وكلما قلت نسبة السكان قلت عدد المقاعد في مجلس البلدية.
ومبروكة إبراهيم شحات عضو المجلس البلدي لبلدية جالو، وهي بلدة صغيرة تقع جنوب مدينة بنغازي وتبعد عنها 407 كيلو متر، عملت بشكل دؤوب لتحقيق ما آمنت به.
تقول مبروكة شحات عن تجربتها كعضو بالمجلس البلدي لبلدية جالو "على الرغم من محاولتي على مدى عامين، تحقيق تغيير في المجلس، لكن لم أستطيع فعل شيء، وكان وجودي في المجلس شكلي فقط، فقانون الحكم المحلي في ليبيا غير منصف وهناك بنود كثيرة تحتاج إلى التعديل والتغيير، لتكون القرارات جماعية، وليس بيد عميد البلدية فقط".
وأوضحت أنه عند "تأسيس المجلس البلدي وبدء العمل، كانت أولى الأعمال هي تشكيل لجان تخصصية، فلكل بلدية سبعة لجان، وبالتالي وكشيء متعارف عليه وأصبح وكأنه عادة أن يتم إعطاء المرأة لجنة الأمومة والطفولة، وهذا ليس انتقاص من عمل اللجنة، لكن هدفي عدم وضع المرأة في الأدوار النمطية المتعارف عليها دوماً، لذلك توليت رئيسة لجنة التنمية بالبلدية، وعضو في لجنتي الاقتصاد والاستثمار".
وقالت إنه خلال عملها في لجنتي الاستثمار والاقتصاد، كان أولى الأعمال التي قامت بها ترأس الوفد الليبي في مهرجان القاهرة، للتمور والصناعات الطبيعية، "عملت على جميع ترتيبات المشاركة في هذا المهرجان، الذي حقق العديد من النجاحات".
رغم عملها الدؤوب وكسر الصورة النمطية للمرأة في البلديات الصغيرة، إلا هناك جملة من العوائق تواجه مبروكة شحات أثناء عملها منها "عدم تنظيم ميزانية البلديات يقيد جميع الأعمال، ويعيق قدراتنا على تقديم شيء، وكل هذا سببه الحكومة التي همشت دور البلديات".
وعن تكليفها بلجنة التنمية بالبلدية تقول "بدأت بمجموعة من الأعمال ومنها إقامة معرض جالو السياحي الذي من المفترض انطلاقه في شهر تشرين الثاني، كما أسست لجنة أطلقت عليها (لجنة الحفاظ على الموروث المادي لبلدية جالو)، للحفاظ على المواقع والمباني القديمة، وتعاملت مع جهاز المدن القديمة بمدينة طرابلس، وبعض المتطوعين في صيانة وترميم الآثار ببنغازي".
وعن العوائق التي تواجه عمل البلديات أوضحت "المشكلة الأساسية التي تعيق عمل البلديات هي العائق المالي بالدرجة الأولى، إضافة إلى حدوث انقسام سياسي، بين أعضاء المجلس، وحاولت رغم هذا الانقسام، أن أفرق بين العمل والرأي، على الرغم من أن لنا حرية طرح الأفكار والمواضيع إلا أن عدم تجانس الأعضاء، يجعل من الصعوبة تقبل الأفكار التي أقوم بطرحها فبينما هم يركزون على موضوعات الطرق والبناء، أنا أركز على التنمية بمختلف أشكالها الاقتصادية والثقافية، وافتتاح مدارس جديدة ومراكز ثقافية، وساحات، ومناطق خضراء، ولكن لم يتم ادراجها كأولوية في عمل البلدية نظراً لعدم تسيير الميزانية، وكذلك كان التركيز الأكبر على إصلاح الطرق".
وحول صعوبة عملها كامرأة في بلدة صغيرة كجالو بينت "الوضع صعب في ليبيا ككل فكيف ببلدة صغيرة كجالو، فهناك استياء كبير يواجهني في الاجتماعات الدورية للمجلس، بحكم أن معظمهم يرون أنني دائماً مسيطرة على دفة الحديث والنقاش، فالعادات البالية مستمرة بعدم تقبل المرأة في العمل وسط الرجال فهم يرونها عضو قاصر، ولا تفقه كثيراً ما يحدث في العمل، ولكن في كل مرة أتعرض لهذه المواقف أقابلها بالتجاهل، وفي مرات كثيرة أضع حداً لمثل هذه الشخصيات التي ليس لديهم عمل سوى إحباط المرأة والتقليل من قدرها".
كما أنه منذ تأسيس جمعيتها الخيرية "جمعية اللبة النسائية الخيرية"، هناك ثقة متبادلة بينها وبين أهالي جالو.
وأوضحت أن أغلب عضوات البلديات من مختلف مدن ليبيا واللاتي تعرفت إليهن من خلال الملتقيات التي تقام بين الحين والآخر، يعانين من التهميش، بسبب اللوائح التي أصدرتها وزارة الحكم المحلي، التي حاولت أن تعطي معظم السلطات للعميد، وتهمش عمل الأعضاء.
واختتمت عضو المجلس البلدي لبلدية جالو مبروكة شحات حديثها بالقول "يجب العمل بروح جماعية، لنحاول اجتياز الأوضاع الاجتماعية التي نعيشها ونطرح مشاريع لصالح الأهالي في المنطقة، ولدي أمل كبير أن أحقق ما وعدت به أثناء حملتي الانتخابية".