معاناة مضاعفة تعيشها الصحفيات الأمهات في إدلب

تتحمل الصحفيات في إدلب الكثير من الصعوبات لإثبات ذاتهن وقدرتهن على العمل بمهنة الصحافة التي لاتزال حكراً على الرجال في نظر المجتمع.

هديل العمر

إدلب ـ تواجه الصحفيات الأمهات في إدلب، تحديات عديدة أثناء عملهن الصحفي، نتيجة صعوبة الموازنة بين رعاية أطفالهن وتأديتهن لعملهن الصحفي، مما شكل لهن معاناة مضاعفة وسط ظروف العمل السيئة والمحفوفة بالمخاطر.

"بيد أمسك بها طفلي، وأخرى اضغط بها على الكاميرا" بهذه الكلمات تلخص الصحفية حلا أحمد (32عاماً) معاناتها في تأدية عملها وواجباتها الصحفية بعد أن رزقت بمولود جديد بات يقاسمها ساعات عملها، بعد عدم قدرتها على ابقائه مع أشقائه في المنزل نتيجة حاجته لرعاية واهتمام أكثر.

تقول حلا أحمد لوكالتنا إنها لم تتمكن من الجلوس مع أطفالها ورعايتهم طيلة الأسبوع الماضي، نتيجة ضغوط العمل وظروفه الصعبة، إذ أن أطفالها لا يحصلون على الرعاية والاهتمام بالشكل المطلوب والصحيح نتيجة بيئة العمل الصعبة والشاقة.

وأضافت أن صعوبة عمل الصحفية أو المراسلة تكمن في عدم وجود أوقات عمل محددة، إذ أنها تضطر للابتعاد عن أطفالها لأكثر من تسع ساعات أحياناً لأداء الواجبات والمهام التي تطلب منها من مناطق مختلفة وبعيدة، ما يجبرها على تأدية عملها على حساب تربية أطفالها الذين يبقون مع والدهم أثناء فترة غيابها عن المنزل.

وأشارت إلى أن انتهاء عملها وعودتها للمنزل لا يعني بالضرورة قضاء ما تبقى من وقتها مع أطفالها نتيجة التعب والإنهاك الذي تتعرض له بعد يوم عمل كامل من السفر والتنقل، وهو ما يحرمها حقها في تربية أطفالها ورعايتهم بالشكل المطلوب والصحيح، خاصة وأن سن أطفالها يتطلب وجودها بجانبهم والاهتمام بهم.

ولا تخفي محاولاتها العديدة في موازنة عملها مع واجبها كأم، إلا أن جميع هذه المحاولات باءت بالفشل نتيجة ضغوط العمل الذي يحتاج إلى وقت وجهد كبيرين على حساب أطفالها.

من جهتها تضطر الصحفية ولاء المحمد (28عاماً)، لقطع مسافة 25 كيلو متر لوضع أطفالها عند والداتها، لتتمكن من القيام بعملها نتيجة عدم وجود خيارات متاحة أمامها.

تقول ولاء المحمد إن فترة غيابها عن أطفالها تشعرها بحجم التفكك الأسري الذي تعيشه أسرتها، وهو ما دفعها لرفض عروض عمل عديدة تحتاج إلى الالتزام بوقت ودوام إداري ثابت، إذ أن عملها كمراسلة لا يتطلب وقتاً معيناً، ولكنه أيضاً يجبرها على ترك أطفالها لفترات طويلة.

وأشارت إلى أن عملها يشعرها بالقلق وحالة من الهلع المستمر، خوفاً من عمليات القصف أو المخاطر التي من الممكن أن تعترضها أثناء أداء واجبها الصحفي، لافتةً إلى أن المسؤولية تكون على الصحفية مضاعفة وتجعلها ضمن خيارات ضيقة تجبرها في بعض الأحيان على العزوف عن مهنتها، لتربية أطفالها وحصولهم على الرعاية.

بدورها أكدت الصحفية رويدة خلوف (36عاماً)، على ضرورة تفهم الوسائل الإعلامية للظروف والأوضاع التي تعيشها الصحفية، وذلك من خلال محاولة تخفيف حدة العمل عليها، أو إعطائها إجازات أسبوعية أو شهرية لمتابعة أطفالها وقضاء بعض الوقت بجانبهم.

وأضافت أن الصحفية تتحمل الكثير من الصعوبات لإثبات ذاتها وقدرتها على العمل بمهنة الصحافة التي لاتزال حكراً على الرجال في نظر المجتمع.