ما هي كونفدرالية التنظيمات ودورها في تطبيق مبدأ الديمقراطية وحرية المرأة؟

بناء مظلة نسوية تحت سقف كافة الاتحادات وتمثيل المرأة ضمنها من أبرز مساعي كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي.

يسرى الأحمد

الرقة ـ أكدت الرئاسة المشتركة لكونفدرالية التنظيمات الديمقراطية نسرين حسن، على أهمية تعزيز وتمكين دور المرأة وتوحيد صفوفها وتمثيلها في كافة الاتحادات وفق كل اختصاص، لتتمكن من ضمان حقوق كافة النساء سواء الكادحات أو المستقلات، للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر بريادة المرأة.

في 31 كانون الثاني/يناير 2024 تأسست كونفدرالية تنظيمات المجتمع الديمقراطي بإقليم شمال وشرق سوريا، حيث جاءت كحاجة ضرورية لتلبية تطلعات ورؤى شعوب مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، ولتكون مظلة تشمل كافة الاتحادات والتعاونيات والغرف وتنظيمات المرأة والشباب من كافة المكونات في إطار ومبادئ وأهداف واحدة ومجتمع ذي معرفة ووعي ديمقراطي.

وحول تشكيل كونفدرالية التنظيمات قالت الرئاسة المشتركة للكونفدرالية نسرين حسن "جاء تشكل تنظيمات المجتمع الديمقراطي بعد نضال أكثر من عشرة أعوام بعد تنظيم الصفوف والعمل الدؤوب وتحرير كل من الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور، وكحالة إسعافية وضرورة ملحة  لتسيير الأمور المجتمعية تم تشكيل مؤسسات المجتمع المدني، ومع بداية عام 2024 تم تشكيل كونفدرالية التنظيمات الديمقراطية التي انبثقت عن ميثاق العقد الاجتماعي لتكون مظلة تشمل كافة الاتحادات والتعاونيات والغرف وتنظيمات المرأة والشباب من كافة المكونات ضمن إطار ومبادئ وأهداف واحدة".

وعن المبادئ التي تشكلت على أساسها الكونفدرالية ذكرت "انطلقت من الساحة الاجتماعية وعملت على توحيد السياسيات وتنظيم الفئات المجتمعية، تتكون من التنظيمات الحقوقية والبيئية والتنموية والإغاثية والخيرية، وإدارة الموارد البشرية تعتبر القاعدة الأساسية في المجتمع  بدءً من النظام الكومنالي والتشاركي، كما تعد معززة ومكملة لقرارات الإدارة الذاتية لكافة مجالس الأمة الديمقراطية لبناء مجتمع ذي معرفة ووعي ديمقراطي، تعمل على أسس وأفكار المجتمع الأخلاقي والسياسي وتعزيز وتطوير الأنشطة التطوعية والخيرية، وتطوير الفكر المتنوع والحرية والديمقراطية بين شرائح المجتمع".

وعن طبيعة عمل الكونفدرالية أوضحت "تعتبر الكونفدرالية جهة غير حكومية وعملها يتمركز على الدفاع عن حقوق الشعب كونها تمثل كافة المكونات والمقاطعات في جسم الكونفدرالية، فقد خطت خطوات منذ تأسيسها نحو التقدم من خلال إعداد البرامج وورشات العمل والحملات والاجتماعات لتجسد واقع الاتحادات في كل مقاطعة وتُعرف بآلية عمل وتنظيم الكونفدرالية والإنتسابات التي تشكلت لتجمع إرادة كافة الشعوب من خلال تنظيمها الاجتماعي".

وعن هيكلية الكونفدرالية قالت نسرين حسن إنها تتألف من ستة أعضاء موزعين في الهيئة الإدارية والرئاسة المشتركة والنواب، وأعلى جهة فيها المجلس العام الذي يتألف من 120عضو وعضوة، وتتشكل من كافة الاتحادات، وتنبثق عنها المنسقية المؤلفة من 31 عضو وعضوة بالتساوي ومراعاة كافة المكونات، كما تتابع آلية سير العمل واستراتيجية وتطبيق القرارات على أرض الواقع، وينبثق عنها 17 اتحاد على مستوى إقليم شمال وشرق وسوريا".

وعن المكاتب التي تتألف منها الكونفدرالية وآلية عملها بينت "تتألف من 9 مكاتب بالتنسيق مع هيئات مجالس الأمة الديمقراطية، منها المكتب التنظيمي المسؤول عن عمل المؤسسات وإعداد البرامج والأنشطة، ومكتب المرأة ينظم صفوف المرأة وتوحيدها تحت سقف التنظيمات ويعمل على مناهضة العنف الاجتماعي ضدها، بالإضافة للجنة الرقابة والانضباط التي تتدخل في حال حدث خلل في تطبيق النظام الداخلي لتنظيمات الكونفدرالية، أما المكتب القانوني يعمل على توثيق الممتلكات والاستشارات القانونية".

وفي ذات السياق أضافت "هناك مكتب الشبابية يعمل على تنظيم فئة الشباب المنتسبين ضمن الاتحادات إلى جانب تأسيس اتحاد نادي الشباب، والمكتب البيئي العامل على برامج التوعية البيئية ونشرها وترسيخها لدى كافة الأفراد لتعزيز ثقافة وحضارة المجتمع وبناء مجتمع إيكولوجي بيئي، ومكتب العلاقات الخارجية لتعزيز الدبلوماسية في الداخل السوري والشرق الأوسط لنشر والتعريف بآلية عمل الكونفدرالية التي من مبادئها تحرير كافة المجتمعات ذهنياً وبناء العلاقات التشاركية الفدرالية وترسيخ الكونفدرالية في سوريا والشرق الأوسط".

وعن دور كونفدرالية التنظيمات في حماية الموارد البشرية من السياسات الممنهجة للاحتلال التركي أكدت أن "التنظيمات حملت على عاتقها الرد على التصعيد العسكري للاحتلال التركي على مناطقنا واستهدافه للمنشآت والبنى التحتية لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة ومعاداة مبدأ أخوة الشعوب الذي طرحه مشروع الأمة الديمقراطية، وتوفر كونفدرالية التنظيمات الظروف المناسبة لجميع أفراد المجتمع ولحماية الموارد البشرية التي تعتبر المصدر الرئيسي للأهالي".

وعن أهمية الكونفدرالية أكدت "جاء تطبيقها كقفزة نوعية وتاريخية في إقليم شمال وشرق سوريا ونموذج عالمي لمحاربة الفكر الرأسمالي والذهنيات السلطوية الحاكمة على غرار النظام الذي يتبع نظام الحاكم والمحكوم إذا تعود إدارة الاتحادات بشكل مباشر إلى السلطة الحاكمة، أما الكونفدرالية تعتمد على القرارات المأخوذة بشكل مشترك من آراء ومقترحات الشعوب لتصدر القرارات والتعاميم الهادفة لتوحيد المسار الاجتماعي".

وعن مشاركة المرأة ضمن التنظيمات الكونفدرالية بينت نسرين حسن "يعتبر التنظيم النسوي الركيزة الأساسية التي تشكلت منها الكونفدرالية إذ لعبت المرأة دور بارزاً وهاماً بتعزيز دورها وتمثيلها في كافة الاتحادات والشرائح لتدافع عن المرأة العاملة وحقوقها من خلال زيارة الكادحات في المعامل والمصانع وتسليط الضوء على قضاياهن، فقد تمكنت الكونفدرالية من تفعيل دورها بشكل حقيقي على الصعيد المحلي والإقليمي فرغم كل الصعوبات والتحديات التي تواجه عملها حافظت على المكتسبات التي حققتها وطورت ذاتها في كافة المجالات الطبية والحقوقية والثقافية".

ووجهت رسالة في نهاية حديثها قالت فيها "أدعو جميع النساء لدعم وتعزيز دور التنظيمات الكونفدرالية بشكل فعال أكثر من خلال توعية النساء وتوحيد صفوفهن وانخراطهن وتمثيلهن في كافة الاتحادات لتلبية متطلعات الشعوب وأخذ آرائهن على محمل الجد وإيصالهن الى أماكن صنع القرار، بريادة المرأة الحرة المثقفة وإيماناً منا بنضالها وجهودها البناءة سيتم تطوير المجتمع على أساس مبدأ الديمقراطية وحماية البيئة وحرية المرأة".