ما بين القصف والحصار وتأثيرات الزلزال... الطلبة يؤكدون على الاستمرار في التعليم

مع حلول كل عامٍ دراسي جديد تواجه هيئة التربية والتعليم في عفرين-الشهباء عواقب وصعوبات أكثر من الأعوام التي سبقتها في ظل استمرار القصف التركي وحصار حكومة دمشق وتأثيرات الزلزال الذي ضرب المنطقة في شباط/فبراير الماضي.

فيدان عبد الله

الشهباء- افتتحت الإدارة الذاتية الديمقراطية أبواب المدارس أمام الطلبة في 10 أيلول/سبتمبر الجاري، في ظل  استمرار جيش الاحتلال التركي وفصائله المسلحة قصفهم الهمجي واستهدافه المنطقة بالمسيرات وكافة الاسلحة الثقيلة والخفيفة لكن الطلبة والمعلمين يؤكدون على استمرارهم في تحدي جميع الصعوبات التي تواجههم.

تجاوز عدد الطلاب في مدارس ناحية شيراوا بعفرين ومقاطعة الشهباء للعام الدراسي الجديد أكثر من ١٤ ألف و500 طالبة وطالب منتشرين في أكثر من 68 مدرسة، أعدت الإدارة لهم 750 معلمة ومعلم.

وعن الوضع الدراسي في عامه الجديد مع استمرار الهجمات وقصف الاحتلال التركي قالت عضوة منسقية المرأة في هيئة التربية والتعليم بمقاطعة عفرين-الشهباء عروبة خليل أنهم طيلة العطلة الصيفية من هذا العام وهم يعملون على ترميم وصيانة المدارس في ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء والتي أغلبها تضررت من الزلزال الذي وقع في بدايات عام 2023 ومدارسٍ أخرى تضررت بقصف الدولة التركية خاصةٍ المدارس المتاخمة لخطوط الجبهة.

ترى عروبة خليل أن مكان الدراسة وأجواءه تؤثر بشكلٍ مباشر على الطلبة والعملية الدراسية حيث أن الألوان والمظاهر البعيدة عن الحرب ومخلفاته تشكل حافز وطاقةٍ كبيرة لدى الطلبة عموماً من الناحية النفسية والفكرية، منوهة إلى أن هيئة التربية والتعليم تعمل على تأمين جميع المتطلبات للمدارس والطلبة كتوزيع الكتب، القرطاسية والمنظفات وغيرها من المستلزمات لمساندة العملية التعليمية في المنطقة.

وعن التدابير ومساعي هيئة التربية والتعليم لحماية حياة الطلبة في ظل استمرار هجمات الاحتلال التركي على قرى ومناطق مقاطعة الشهباء وناحية شيراوا قالت "طيلة الأعوام الماضية استهدفت الكثير من المدارس بقصف تركيا على القرى في الشهباء وشيراوا وعليها في هذا العام سنعمل على دمج طلبة مدرستي قرية وردية وحساجك الواقعة بالقرب من حدود الجبهة معاً وتدريسهم في مدارس بعيدة عن القصف".

تنقل هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتية الديمقراطية بمقاطعة الشهباء وناحية شيراوا بعفرين الطلبة المتواجدين في القرى البعيدة عن المدارس طيلة العام الدراسي من المدرسة إلى منازلهم والعكس وذلك حرصاً على مستقبل الجيل الصاعد وعدم حرمانهم من التعليم.

وعن الصعوبات والعراقيل التي تواجه الإدارة من هذا الجانب أشارت عروبة خليل إلى أن حكومة دمشق باستمرارها فرض الحصار على مقاطعة الشهباء وفقدان المنطقة للمحروقات يتسبب ذلك في صعوبة تنقل الحافلات التي تقل الطلبة وكذلك صعوبات العملية التعليمية مع قدوم فصل الشتاء وفقدان وسائل التدفئة للطلاب.

وأكدت في ختام حديثها على أن حكومة دمشق بحصارها والاحتلال التركي بهجماته يزيد إصرار المعلمين والإدارة والطلبة على الاستمرار وتحدي جميع الصعوبات والعوائق التي تواجههم في العملية التعليمية لإنشاء جيل واعي ومتعلم.

ومن جانبها قالت معلمة مدرسة السلام في قرية أم حوش بمقاطعة الشهباء عائشة شيخ سيدي وهي من القرى التي تتعرض بشكلٍ شبه يومي للقصف "بينما نكون في الحصص الأولى من اليوم الدراسي يقصف الاحتلال التركي وفصائله المسلحة محاور القرية ويسمع التلاميذ أصوات القذائف والهجمات وهذا ما يشتت ذهنهم وأفكارهم عن التعليم والدرس".

ونوهت إلى أن مهنة التعليم ونشر العلم هي مهنة إنسانية ونبيلة وهو السلاح الأقوى والأكثر تأثيراً في الظروف الراهنة وهجمات الاحتلال التركي وقصفه الشبه يومي على المنطقة أمر غير إنساني ولا يقبله العقل والواقع.

وشددت على ضرورة وقف القصف والهجمات التركية على المنطقة بأسرع وقتٍ ممكن لحماية ما تبقى من الجيل الجديد والسعي إلى نشر التعليم واللغات والثقافات بين أبناء المنطقة والتفاف الطلبة إلى دراستهم وتعليمهم بعيداً عن أجواء القصف والحرب.

أيمان الأحمد طالبة في المرحلة الابتدائية عبرت عن حبها وحب جميع أصدقائها الطلبة للعلم والدراسة والمعرفة "استهداف القصف التركي لقرانا ومدارسنا يعرقل دراستنا وتسبب في نشر الهلع والرعب لدينا ولدى أهلينا".

وقالت "القصف يؤثر على فكرنا كثيراً حيث أن المعلومة التي نتلقها في المدرسة مع سمعنا لأصوات القصف سواء كنا في المدرسة أو المنزل ننساها ونتجاهلها ويتوجه تفكيرنا على الفور إلى القصف وما سيحدث وما سيخلفه من أضرار علينا وعلى حياتنا".