لتعزيز دورها... وقف المرأة الحرة يفتتح دورات تدريبية
يعمل وقف المرأة الحرة على تطوير قدرات النساء في شمال وشرق سوريا ودفعهن إلى تحقيق الاستقلال الذاتي من خلال افتتاح العديد من الدورات المهنية.
دلال رمضان
الحسكة ـ بهدف صقل شخصية المرأة وإثبات قدرتها على تحقيق الاستقلال المعنوي والمادي والانضمام إلى مختلف الفعاليات والنشاطات الاجتماعية، افتتح وقف المرأة الحرة في مقاطعة الحسكة بشمال وشرق سوريا العديد من الدورات المهنية.
تحت شعار "المرأة الحرة أساس المجتمع الحر" تم افتتاح وقف المرأة الحرة في روج آفا في أيلول/سبتمبر عام 2014، للمساهمة في حل المشاكل المجتمعية في شمال وشرق سوريا ويسعى إلى تطوير المجتمع من كافة النواحي الحياتية، وبهدف الوصول إلى جميع النساء في المنطقة وبفضل التقدم الكبير الذي حققه في عموم مناطق شمال وشرق سوريا قرر في كونفرانسه لعام 2021 تغيير اسمه إلى "وقف المرأة الحرة في سوريا".
وتوجد عدة أقسام لوقف المرأة الحرة منها قسم التدريب الذي يعمل على تطوير مهارات النساء وقدراتهن وتطوير علاقتهن الاجتماعية والصحية في كافة مجالات الحياة، بهدف تعزيز البنى التحتية للمجتمع وإيجاد سياق تنموي ملائم لمشاركات المرأة في البرامج والمشاريع التنموية.
وعن دور هذه المؤسسة في المجتمع قالت الإدارية بوقف المرأة الحرة في مدينة الحسكة وعضوة قسم التدريب أحلام إسماعيل "يمكننا القول إن أهم أهداف الوقف وأبرزها هو تعزيز دور المرأة وتمكينها اقتصادياً وتوعيتها فكرياً وصقل شخصتها وإثبات استقلالها من خلال إقامة عدد من الدورات التدريبية المهنية وإلقاء المحاضرات الفكرية، وفي كل مرة يتم تغيير المكان الذي تقام فيه الدورات بهدف الوصول إلى أكبر عدد من النساء في شمال وشرق سوريا، ويتم تطبيق هذه الدورات نظرياً وعملياً ليكتسبن مهارة أكثر في هذه المجالات وفي نهاية الدورة يتم إجراء مجموعة من الاختبارات وعلى خلفيتها تمنح الشهادات المهنية لكل واحدة استطاعت اجتيازها".
وعن كيفية وصول وقف المرأة الحرة لأكبر شريحة ممكنة من النساء في شمال وشرق سوريا بينت أن التنسيق مع المجالس والكومينات له دور كبير في الوصول الى النساء واستقطابهن للمشاركة في الدورات المهنية وحضور المحاضرات التوعوية "من خلال محاضراتنا التوعوية نعطي النساء فكرة واضحة حول الوقف وأعماله، كما نلفت أنتباههن إلى ضرورة تقوية ذاتهن في مجال العمل والتدريب والتعليم، فمنذ افتتاح مكتب الوقف في مقاطعة الحسكة نسعى للوصول إلى كافة النساء اللواتي لم تحصلن على فرصة للعمل".
ونوهت أحلام إسماعيل أن "أهم ما يميز وقف المرأة الحرة هو المحاضرات التوعوية التي تسلط الضوء على مشاكل المجتمع التي تنعكس على المرأة التي تتعرض للتهميش في دورها بسبب العادات والتقاليد البالية التي تحد من مشاركتها وتقلص دورها، لذلك نسعى دائماً لإعطاء الحلول المناسبة للمرأة من الدورات التدريبة المهنية، وكذلك نسعى للقضاء على كل أشكال التمييز والعنف ضد المرأة".
وفي ختام حديثها وجهت أحلام إسماعيل رسالة لكافة النساء "لا يوجد شيء مستحيل في الحياة لذا على المرأة أن تتحلى بقوة الإرادة وأن تنضم الى الدورات التدريبة والفكرية التي ينظمها الوقف من أجلها".
من جانبها قالت مدربة بقسم الإسعافات الاولية لوقف المرأة الحرة في مدينة الحسكة نهجين قاسم بأنها تقوم بإعطاء دروس حول الإسعافات الأولية منها سحب الدم وقياس الضغط والحرارة وتركيب السيروم، وأضافت "هذه المرة الأولى التي أعطي فيها هذا النوع من الدروس وعلى الرغم من ذلك فإنني لا أجد صعوبة في ذلك، فعندما ألتمس أن هناك فائدة يكتسبها المتدربون وبشكل سريع فأنني أشعر بسعادة كبيرة".
وأكدت على الأقبال الشديد للنساء على الدورات التدريبية حيث تزداد أعدادهن يوماً بعد يوم "أنني ألتمس شغف الفتيات بحب تعلم المهن التي ينظم فيها الوقف الدورات تدريبية بين الحين والأخر لهن، وأتمنى من كافة النساء الانضمام إلى هذه الدورات وخاصة الاسعافات الأولية لما لها من نفع كبير سيعود عليهن".
وفي سياق متصل قالت المتدربة بقسم الإسعافات الأولية آفين خالد البالغة من العمر 20 عاماً وهي من مدينة الحسكة " انضممت إلى دورة الإسعافات الأولية التي نظمها وقف المرأة الحرة منذ ثلاثة أيام، في البداية تم إعطائنا دروس علمية حول مواضع عديدة في الإسعافات، فاليوم تحديداً تلقينا درساً عن كيفية القيام بعلمية قياس الضغط"، وبينت أن أحد أهم أسباب انضمامها إلى هذا النوع من الدورات تحديداً هو لمساعدة أهلها وجيرانها وتقديم يد العون لهم في حال احتجاج أحدهم للمساعدة الطبية.
ومن جانبها قالت المعلمة صبا حسن من مدينة الحسكة أيضاً "قصدت مركز المرأة الحرة بهدف أن أتعلم مهنة التمريض والإسعافات الأولية خاصة كونه لدي أطفال وهم دائماً يحتاجون لرعاية صحية، وكذلك لأقدم المساعدة لأهلي وجيراني ولكل شخص يحتاج للمساعدة الطبية في الحالات التي تعلم في المركز كيف نتعامل معها وبأي طريقة نعالجها".
وأضافت أنها تعلمت العديد من القواعد في مجال الإسعافات الأولية كانت تجهلها سابقاً وكيفية تقديم المساعدة للأشخاص في حالة الطوارئ "في بعض الأحيان كنا نسعف الأشخاص الذين يتعرضون لوعكة صحية أو ما شابه بطرق خاطئة أم اليوم ومن خلال الدروس العملية والنظرية التي تلقيناها في الدورات التدريبية تعلمت كيف يمكنني أنا أسعف المريض بالطرق الصحيحة لتجنب وتفادي الخطر المحدق به".