لقلة الأمطار... تراجع محصول الزيتون في كوباني
انخفض إنتاج الزيتون في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا هذا العام بسبب تأخر هطول الأمطار من جهة وقلة رش المبيدات والأسمدة لارتفاع أسعارها من جهة أخرى.
نورشان عبدي
كوباني ـ شهد موسم الزيتون هذا العام في مدينة كوباني بشمال وشرق سوريا، تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج وذلك بسبب قلة الأمطار وارتفاع دراجات الحرارة.
يعتمد معظم أهالي مقاطعة كوباني بشمال وشرق سوريا على زراعة الفستق، واللوز، وأشجار الزيتون التي تحتل مساحات واسعة في المنطقة، كونها ذات إنتاج جيد وهو أكثر ما يستفيد منه الأهالي لأنه يعد من الموارد الأساسية.
وبحسب إحصائيات مديرية الزراعة يبلغ عدد أشجار الزيتون في المنطقة حوالي مليون و635 شجرة، يبدأ الأهالي في جني محصولها في أوائل تشرين الأول/أكتوبر من كل عام بعد هطول الأمطار.
تقول أمينة أحمد البالغة من العمر 70 عاماً، وهي من قرية زرافيك بمقاطعة كوباني، أن لديها حوالي 950 شجرة وأعمارها تتجاوز الـ 30 عاماً، مشيرةً إلى أن هذا العدد الكبير من الأشجار يحتاج اهتماماً ورعاية جيدة.
وعن مراحل نمو الأشجار وجني المحصول تقول "موسم أشجار الزيتون يمر بعدة مراحل بعد زرع الشتل في التربة، في البداية يجب ريها لكي تنضج بشكل جيد، وإن كانت الأمطار جيدة فلا تحتاج للري كثيراً، وبعدها نقوم بحفر الأرض حول جذور الشجرة وتنظيفها من قطع الأغصان التالفة حولها، وحراثة التربة بشكل سنوي، كما يجب رش الأشجار بالمبيدات والمواد الكيماوية للمحافظة عليها من الأمراض والتلف، فتبدء الأشجار بمنح الإنتاج الجيد بعد ما يقارب 7 سنوات بحسب هطول الأمطار الخريفية".
وحول الوقت المناسب الذي يجب جني المحصول فيه توضح "في شهر تشرين الأول من كل عام تبدأ النساء بجني محصول الزيتون بعد هطول أمطار الخريف"، مشيرةً إلى أن النساء أكثر من يعمل في مجال الزارعة والعناية بالأشجار وهي من تتحمل عبء ومشقة العمل في الأراضي.
ولفتت إلى أن "إنتاج الزيتون هذا العام كان قليلاً بسبب قلة الأمطار، بالإضافة إلى عدم استخدام المبيدات والأسمدة بشكل جيد لصعوبة تأمينها إثر ارتفاع أسعارها".
ومن جهتها قالت مولودة إبراهيم (60) عاماً "الموسم هذا العام ليس جيداً، فقد خابت أمالنا بسبب قلة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة مما أدى لجفاف التربة، وهو ما أثر على إنتاجية المواسم الزراعية بشكل عام"، لافتةً إلى أن "العمل في قطف الزيتون متعب جداً، لأن ذلك يحتاج وقت واهتمام".
ولفتت إلى أنه لديها "أشجار من النوع الزيتي أبدأ بقطف حباتها في بداية شهر تشرين الثاني لكي أرسلها للمعصرة، كل كيس كبير من الزيتون يستخرج منه تنكة الزيت"، مشيرةً إلى أن "الزيتون الزيتي له انتاج أكثر ففي كل موسم ينتج ما يقارب مئة تنكة زيت في العام الواحد لكل عائلة".
"مع بدء الموسم تسارع النساء بتحضير مؤون الزيتون بأنواعها"
وعن طريقة تخزين الزيتون قالت مليكة إبراهيم (45) عاماً "بعد الانتهاء من قطاف موسم الزيتون تبدأ النساء بمؤون الشتاء، مثل الزيتون المكسر، والمكلس، والعطون"، لافتةً إلى أن "الزيتون المكسر هو من النوع الزيتي وله طريقة خاصة، في البداية نكسر حبات الزيتون، ومن ثم يوضع في وعاء يضع فوقه ماء ويتم تغيير هذه المياه ثلاث مرات متتالية تحت أشعة الشمس، حتى تتخلص حبات الزيتون من المرارة، وفي النهاية يضاف له الملح والليمون".
وأضافت "أما الزيتون المكلس من النوع الخلخالي، فيتم تسخين الماء ويضع فيه الزيتون مع الملح ومادة الكلس ويحرك بشكل مستمر حتى يذوب الملح بشكل جيد، ومن ثم يضاف له الليمون وأيضاً الملح وزيت الزيتون، وأما العطون فيتم جرح حبات الزيتون بالسكين ومن ثم يضع بكيس تحت حجر ذات وزن لكي يخرج منه الماء، ومن ثم يضاف له الملح ويوضع بوعاء تحت أشعة الشمس ليومين، وفي النهاية يضاف له الزعتر البري والملح والليمون والزيت"، موضحةً "النساء وحدهن من يعملن لأيام عديدة في تحضير هذه المؤون".