'لقائنا بالقائد عبد الله أوجلان كان منعطف نحو تحرير المرأة'

أشارت نساء في إقليم الفرات بشمال وشرق سوريا كن قد التقين بالقائد عبد الله أوجلان إلى أن رؤيتهن للقائد كانت نقطة تحول جذرية في حياتهن نحو التقدم والتنظيم

نورشان عبدي 
كوباني - ، مؤكدات بأنهن مستمرات بالسير على فكره ونهجه والمطالبة بحريته.  
حميدة علوش (54) عاماً وهي من النساء اللواتي التقين بالقائد عبد الله أوجلان عند مكوثه في قرية علبلور عند دخوله أول مرة إلى كوباني عام 1979 تقول "تعرفت على حركة التحرير الكردستاني مع قدوم القائد أوجلان إلى سوريا"، وتوضح "في ذلك الوقت قال أحد أقربائنا في إقليم كردستان أن بعض الأصدقاء يجب أن يعبروا الحدود لأن تركيا تريد اعتقاليهم، حينها لم نكن نعلم بأن الشخص الذي كان سيأتي إلى كوباني هو القائد عبد الله أوجلان، وفي ذلك الوقت بدأ الشعب الكردي بالتعرف على قضيته".
وأضافت "بعد دخول القائد أوجلان إلى كوباني بقي في منزل ابن عمي، وكانت المرة الأولى التي التقيته بها. أطلق على نفسه اسم الرفيق علي، ومن ثم غادر نحو حلب، ومن ثم إلى لبنان وبقيت بشكل مستمر أسأل عن حال الرفيق علي وأنا لا أعلم أنه القائد أوجلان، ولكن بعد عامين من لقائي به عرفت هويته الحقيقية". 
اللقاء الذي عرفت به هوية الرفيق علي كان في لبنان، تقول عن ذلك اللقاء "في عام 1990 التقيت بالقائد أوجلان للمرة الثانية في لبنان، كانت لحظات لا تنسى عندما صافح الجميع واحتضن الأطفال والعجائز، أدمعت أعين الأهالي في وقتها فالشعب الكردي لم يصدق بأن له قائداً يحرره وينقذه من الظلم والاستبداد"، مضيفةً "عقد الاجتماع للأهالي وتضمن الحديث عن القضية الكردية والشعوب المضطهدة وإبادة الأرمن. حتى اليوم لم أنسى كلماته".
وعن دعم القائد عبد الله أوجلان للمرأة بينت حميدة علوش "خلال اجتماعه تحدث عن المرأة وحقيقتها، وكيف يمكن تحريرها. قال إن الرجل لا يرى المرأة كشريك في الحياة ولا يعطيها أي أهمية، وهذا بسبب الأفكار التي زرعها النظام السلطوي".
وأضافت "بعد الانتهاء من الاجتماع ذهبنا إلى مزار الشهداء وهناك تحدث القائد أوجلان عن الشهداء، قال لأهالي كوباني بأن الكرد من أجزاء كردستان الأربعة سيجتمعون في كوباني ويستشهدوا في هذه المدينة"، مبينة أن ما قاله القائد عبد الله أوجلان "نعيشه اليوم"، مضيفةً "قراءة القائد أوجلان للتاريخ ساعدته في فهم ما نمر وسوف نمر به في الأعوام المقبلة".
وعن المرة الثالثة التي التقت بها القائد عبد الله في عام 1993 في مدينة حلب أثناء اجتماع للأهالي، قالت "بعد الانتهاء من الاجتماع جلس بيننا كان شخص مختلف يؤثر في كل من يراه كان يقول 'أنا من عائلة فقيرة والدتي كانت ذات شخصية قوية، عندما كنت طفلاً واتشاجر مع أصدقائي كانت والدتي تذهب وتأخذ بثأري'". 
أما اللقاء الرابع فكان أيضاً في مدينة حلب وخلال اجتماع عقد للأهالي عام 1995 "دائماً ما يظهر مدى محبته للناس وإخلاصه لهم". وترى حميدة علوش أن أسلوبه الإنساني في التعامل والتفاف الجميع حوله أحد أهم الأسباب التي أدت للتآمر عليه واعتقاله "القائد عبد الله أوجلان كان وما يزال صاحب رسالة سلام فعندما هددت تركيا باجتياح سوريا فضل الخروج ليحمي هذا الشعب".
 
 
تقول عن لحظة سماعهم بخبر اعتقال القائد عبد الله أوجلان "بث التلفزيون خبر الاعتقال بكى الجميع لكننا أدركنا أن الدموع لن تحرر القائد أوجلان فخرجنا في مظاهرات وأقمنا العديد من الفعاليات الشعبية المطالبة بإطلاق سراحه. الشعب الذي كان يخشى أن يحتفظ بصور القائد بسبب قمع النظام السوري رفع صور القائد وما ما يزال حتى اليوم يقاوم ويناضل من أجل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان".
واختتمت حميدة علوش حديثها بالقول "اليوم حان وقت الحرية وعلينا أن نوحد صفوفنا من أجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية".
ومن جانبها قالت وحيدة أحمد (58) عاماً وهي من النساء اللواتي التقين بالقائد عبد الله أوجلان "عندما تعرفنا على فكر القائد أوجلان وحركة التحرر الكردستاني كنت في العشرينات من عمري وحينها كان من الصعب أن تعمل المرأة في المجال السياسي أو أن تحضر الاجتماعات ولكن بالرغم من الصعوبات كان لدي إصرار للعمل من أجل هذه القضية فعملت في العديد من الفعاليات الشعبية".
وتضيف "في عام 1995 طلب القائد أوجلان رؤية بعض الأشخاص من كوباني وحينها كان عدد النساء اللواتي تعملن مع حركة الحرية قليل جداً، والأشخاص الذين سيذهبون لزيادة القائد سيكونون رجال فقط، لكنني تحديت الصعوبات والرفض من أجل الالتقاء بالقائد، وذهبت معهم إلى مدينة حلب"، وتبين "خلال الاجتماع تحدث كثيراً عن المرأة وطالب النساء بتنظيم أنفسهن في المجتمع وليس فقط المرأة الكردية، وطلب بأن تكون النساء في الاجتماع أول من يصافحه وتلتقطن الصور معه". 
وفي ختام حديثها قالت وحيدة أحمد "كفى لتركيا فرض العزلة على القائد عبد الله أوجلان ويجب على المنظمات الدولية والحقوقية الأخذ بعين الاعتبار وضع قائدنا في سجن الفاشية التركية ومنعه من الالتقاء بعائلته ومحاميه، ونحن النساء يجب علينا تنظيم أنفسنا وعلينا أن نتحد جميعاً من أجل كسر العزلة المفروضة على قائدنا".