'لن ينال العالم من إرادة شعب اختار المقاومة'

أيمانها بقضية شعبها العادلة دفعها للالتقاء به لكن حديثه المطول والذي استمر لساعات للحشود كشف لها عن مشروع ديمقراطي إنساني يعمل لتحرير كافة الشعوب

سيلفا لإبراهيم
منبج ـ ، والارتقاء بالمرأة أينما كانت، آسيا حسين من أهالي مدينة رأس العين/سري كانيه بشمال وشرق سوريا التقت بالقائد عبد الله أوجلان مما أثر في شخصيتها.
 
"أدركت من خلال حديث القائد عبد الله أوجلان أن رسالته أممية"
آسيا حسين (55) عاماً، من مدينة رأس العين/سري كانيه المحتلة، وهي إحدى النساء اللواتي التقين بالقائد عبد الله أوجلان وأثّر ذلك اللقاء في شخصيتها، واعتبرت أن فكره خلاص لنساء تكبلن بالعادات والتقاليد، وخلاص لشعوب تعرضت للإبادة على مر التاريخ، معتبرةً أن على المرأة أن تحرر شخصيتها لتكون لائقة بتضحيات القائد عبد الله أوجلان الذي ما يزال معتقلاً منذ عام 1999.
  
التعرف على القائد عبد الله أوجلان وتحليلاته حول بناء الشخصية الحرة والعائلة
تقول آسيا حسين عن بداية تعرفها على الحركة التحررية "تعرفت على الحركة التحررية في شخصية القائد عبد الله أوجلان عام 1997 عن طريق السائرون على نهجه وأعضاء الحركة التحررية، فالقائد كان يبحث عن حرية المرأة ونحن كنا نبحث عن حريتنا، والقائد بدوره طرح الكثير من الأفكار وعرف حرية المرأة بمعناه الحقيقي والصحيح، ويقول إن على المرأة التواقة للحرية أن تحرر شخصيتها من العبودية، وهذا الأمر يبدأ من بناء شخصيتها على فكر حر ومن ثم بناء عائلتها على ذلك الفكر، وتصفية جميع الشوائب الرجعية والخاطئة في العائلة، فالقائد يصف دور المرأة في العائلة بالعمود فإذا كانت المرأة حرة بإمكانها أن تحرر محيطها وتبني مجتمع حر".
 
دوافع اللقاء بالقائد عبد الله أوجلان
وتابعت آسيا حسين حديثها عن دوافع لقائها بالقائد عبد الله أوجلان رغم رفض المحيطين بها السفر لهذه الغاية "عندما تعرفنا على فكر القائد عبد الله أوجلان وفلسفته وجدنا الحلقة المفقودة من شخصيتنا، فالفكر الذي طرحه كان السبيل لتحرير المرأة المستعبدة والمكبلة بقيود العادات والتقاليد، المرأة عطشى للحرية ولا تزال كذلك، وفكر القائد كان الارتواء لهذا الظمأ". مبينةً "عندما ذهبنا للقاء القائد كانت الحشود غفيرة وصل عدد الأشخاص للآلاف وصلوا من سوريا ولبنان ومن أوروبا أيضاً".
الآلاف احتشدوا لرؤية القائد عبد الله أوجلان والحديث معه بشكل شخصي لكن لم يتسنى للكثيرين ذلك "تأثرت كثيراً بالخطاب الذي كان يلقيه على الحشود، ورغم أني حاولت الوصول إليه لأعاهده بالسير على نهجه إلا أنني لم أستطع فالتقيت بالشهيدة ساكينا جانسز وأخبرتها بذلك".  
وعما تحدث به القائد عبد الله أوجلان أثناء الخطاب توضح آسيا الحسين "لم يكن لدي اطلاع كافي على فكره حتى التقيته، ما كنت أعرفه أن القائد يناضل من أجل قضية الشعوب والأمم وحرية المرأة". وأضافت "في الخطاب الذي استمر لأكثر من 5 ساعات تحدث عن التآمر لاعتقاله والعديد من المواضيع منها التآمر على الكرد وعن استهداف روج آفا، وتم تسجيل ذلك الخطاب على أشرطة CD ووزعت على الحضور".
 
المؤامرة الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان وخلفياتها 
وترى آسيا حسين أن التآمر على القائد عبد الله أوجلان يعود لخطر رسالته الإنسانية على الأنظمة الرأسمالية العالمية "بقيت الطائرة التي تقل القائد عندما خرج من سوريا معلقة في السماء ولم تقبل أي دولة إعطاءه اللجوء السياسي، لأنه حمل رسالة سلام في عالم يشهد الحروب والنزاعات". مشيرةً إلى أن "الدول الأوربية تدعي الديمقراطية وحرية الإنسان لكن هذه مجرد شعارات لا تنعكس على الواقع". 
وتؤكد "لو كان القائد حراً جسدياً لكان نشر الحرية في العالم"، مضيفةً "اعتقال القائد لم ينل من إرادة الشعوب التواقة للحرية فالشعب لا يستسلم بل زاد إصراره للسير على نهج القائد".
 
كيف تستمر المؤامرة في وقتنا الراهن؟ 
تآمرت عدة دول على القائد عبد الله أوجلان وبدأت هذه المؤامرة في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر 1998 ولكنها لمن تنتهي باعتقاله في 15 شباط/فبراير 1999 كما تؤكد آسيا حسين التي تعتبر أن "الضغوط التي تمارس على مناطق شمال وشرق سوريا والهجمات وآخرها ما شهده سجن الصناعة والقصف المستمر على المنطقة واحتلال أجزاء منها هو استمرار للمؤامرة التي حيكت ضد القائد". مبينةً أن "المؤامرة لا تستهدف القائد عبد الله أوجلان فقط بل تستهدف جميع الشعوب التي تسعى للخلاص من الظلم والإبادة". 
وأكدت أنهم أصحاب حق ولن يتخلوا عن حقوقهم "نحن شعب يسعى للعيش بسلام فحتى لو ارتكبوا آلاف المجازر ومختلف أشكال الإبادة بحقنا لن نستسلم، والمؤامرات التي يقومون بها لن تنال من إرادة القائد، لأن الملايين المؤمنين بفكره".
 
فكر القائد عبد الله أوجلان يخدم جميع الشعوب
ليست المرأة الكردية فقط من تأثرت بفكر القائد عبد الله أوجلان كما تؤكد آسيا حسين "استطاع فكر القائد أوجلان الوصول إلى جميع النساء في مناطق شمال وشرق سوريا فكل امرأة اطلعت على فكره تغيرت شخصيتها فكما يقول القائد 'لا أحب حديقة من نوع وردة واحدة بل أحب حديقة تكون فيها جميع أنواع الورود'". 
القائد عبد الله أوجلان معتقل منذ 23 عاماً لأنه طالب بحقوق الشعوب ولذلك على هذه الشعوب أن تستمر بالنضال حتى تحريره كما تؤكد آسيا حسين "على الشعوب أن تستمر بالتضحيات والمطالبة بحرية القائد الجسدية، وعلى وجه الخصوص على المرأة أن تكون في طليعة المطالبين بتحرير القائد".  
 
المؤامرة على سري كانيه/رأس العين 
وصفت آسيا حسين احتلال مدينتها رأس العين/سري كانيه في تشرين الأول/أكتوبر 2019 بالمؤامرة وقالت إن هذه المدينة استهدفت خلال الحرب أكثر من مرة "تعرضنا للعديد من المؤامرات منذ بداية الحرب وكان أولها هجوم جبهة النصرة والذي باء بالفشل، ولكن تركيا وجراء الصمت الدولي واستخدامها لمختلف الأسلحة حتى المحرمة دولياً، استطاعت احتلال المدينة". مضيفةً "رغم الرفض وخيم الاعتصام والفعاليات المستنكرة لهذه الهجمات والمطالبة بإيقافها إلا أن الدول التي أعطت الضوء الأخضر لهذا الاجتياح لم تلتفت لمطالبنا".
وتصف ما تعرضوا له خلال الهجمات "هجر الآلاف من الأهالي، وكنا من بين المهجرين. أثناء النزوح ومن شدة الضربات والقصف العشوائي نسينا طفلنا في المهد بالمنزل، حتى تفقدنا المهد وعدنا لأخذه. لهذه الدرجة تعرضنا للظلم". مضيفةً "هذه المؤامرة أشبه بالمؤامرة التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان. كانوا يودون أن نلجأ إليهم لكن الجميع هرب من وحشيتهم".  
في رأس العين/سري كانيه أخذت آسيا حسين دورها في مؤتمر ستار ووحدات حماية المجتمع HPG، والآن هي عضو في تجمع نساء زنوبيا في مدينة منبج وتهدف من خلال عملها إلى "تحرير القائد عبد الله أوجلان جسدياً، والعمل حتى تنال المرأة حريتها"، مختتمة حديثها بمطالبة الجميع المشاركة في حملة التواقيع لتحرير القائد عبد الله أوجلان ووضع تركيا على لائحة الإرهاب.
ولآسيا حسين أحفاد توأم طفل وطفلة من مواليد عام 2019 أسمت الطفل على اسم المغني ارام ديكرام الأرمني والذي كان يستمع إليه القائد عبد الله أوجلان، أما الطفلة فأسموها امارا على اسم قرية التي ينحدر منها القائد عبد الله أوجلان.