لمواجهة الأعباء والضغوطات نادي الجميلات متنفس للكثير من التونسيات

تلجأ العديد من النساء للغناء والرسم وغيرها من الفنون للتخلص من الأعباء والضغوطات التي تتعرضن لها في فضاءات العمل أو المنزل.

إخلاص الحمروني

تونس ـ يعد "نادي الجميلات للغناء" بمدينة السوسة التونسية واحد من النوادي التي شكلت ملتقى للغناء خاص بالنساء وبمثابة متنفساً تحصلن من خلاله على الراحة الجسدية والنفسية بعد عناء يوم كامل تقضيه في العمل أو بين جدران المنزل تلبي جميع احتياجات أسرتها.

بحكم عملها ومسؤولياتها تواجه المرأة ضغوطات يومية سواء كأم أو عاملة، وقد أصبح "نادي الجميلات للغناء" يؤمن للنساء من جميع المستويات التعليمية والفئات العمرية مساحة للاسترخاء والتخلص من جميع الأعباء بمجرد دخولهن فضاءه لتطلقن العنان لموهبة الغناء لديهن، جميع النساء فيه تسعين وراء هدف وحيد وهو تخطي الصعوبات والضغوطات مهما كان نوعها، تهرعن إلى الموسيقى لمحو كل تعب وإرهاق.

يشهد النادي إقبالاً كبيراً من النساء اقتناعاً منهن بالفوائد النفسية والجسدية التي يوفرها النادي أهمها الترويح عن النفس من خلال الغناء، حيث تقول المؤسسة والمسؤولة عن "نادي الجميلات" جميلة علوي "جميع المشاركين هن من النساء فقط ومن مختلف الفئات العمرية، يلبي النادي رغبات غنائية موسيقية مدفونة داخلنا، رغبات لا نجدها في وسائل إعلامنا التقليدي المسموعة أو المرئية، لقد وفرنا هذا الفضاء ليكون المتنفس الذي نلتقي فيه كأسرة واحدة، وبالطبع كل منا تحب الغناء والتعارف والتلاقي، ولدينا مواهب عديدة في النادي".

وأكدت أن كل واحدة من المشاركات لديها موهبة دفينة وصوت مغمور وطاقة بحاجة لتفجرها بعد يوم مليء بالمسؤوليات، "كل امرأة تونسية هي في مجمل الأوقات مشغولة بأسرتها وبشؤون بيتها لكن في ظل وجود هذا النوع من النوادي بات لديها متنفس ومساحة لتروح على نفسها وتطلق العنان للطاقات داخلها عبر الموسيقى".

وأضافت "الموسيقى هي دواء وعلاج تمنح هواتها التقارب والاندماج وهي أيضاً لغة الشعوب، وكل من يبحث عن السعادة والراحة سيجدها في هذا النوع من النوادي التي أصبحت هي الملاذ لكل النساء وبمثابة علاج للعديد من الأمراض".

 

 

هروباً من ضغوطات العمل ومسؤوليات المنزل تشارك العديد من النساء في" نادي الجميلات" من بينهن رانا شباح امرأة متقاعدة

شاركت في النادي منذ مدة، وتؤكد بأن "التونسية تقضي معظم أوقاتها في العمل والمنزل، بفضل هذه النوادي أصبح بإمكانها مغادرة هذين الحيزين للحصول على الترفيه وللتعرف على نساء أخريات وكذلك لتبادل الآراء والتخلص من الضغوطات".

وأضافت "بفضل هذا النادي نقضي "عشوية مزيانة" مع بعضنا البعض ثم نتجاذب أطراف الحديث عن مختلف المجالات ونغني ونمرح كثيراً"، مؤكدة أنه "بات يشكل هذا المكان حيزاً مهماً في حياتنا حيث نخرج من البيت ضجيرات وبفضل الغناء والموسيقى نعود إليه فرحات خاصة وأن جميع المشاركات في النادي نساء راقيات في تعاملهن".

 

 

وعن مساهمة اللقاءات الدورية بين المشاركات في الترفيه عن أنفسهن لتخطي الروتين اليومي قالت خولة عز الديني وهي أيضا واحدة من المشاركات في النادي لديها صالون تجميل إن عملها يعد من المهن الشاقة إلا أن ذلك لم يمنعها من الانضمام إلى "نادي الجميلات"، مضيفةً "اقصد نادي للغناء وهناك نتعرف على بعضنا البعض ونخلق أجواء من الأنس والفرح وهكذا نتخلص من الضغوطات والتعب ومن الطاقات السلبية".

وقالت "أقطن وحدي في المنزل بحكم أن ابنائي هاجروا، لذلك أخرج بقصد الترويح عن نفسي وللحصول على صداقات جديد، وبهذه الطريقة منحنا النادي فرصة التعارف وبتنا نزور بعضنا في الأعياد والمناسبات"، مؤكدة أن "المرأة التونسية حرة ومن حقها الخروج للتخلص من الضوضاء التي تلقى على كاهلها فهي لا تجد الوقت الكافي لتحصل على الترفيه أو للقيام بالأنشطة الثقافية أو ممارسة الرياضة، لذلك هذا النادي يشكل فضاءً مناسباً تقيم فيه حتى الحفلات".

 

 

من جانبها قالت أستاذة التربية الموسيقية سيرين مهذبي "مجال دراستي في الأساس هو تقنيات الغناء العربي وبعد ذلك انخرطت في العديد من نوادي الغناء التي تضم الكثير من النساء من جميع الفئات العمرية، أنهن نساء تحبن الفن والموسيقى كونها تخلصهن من ضوضاء وضغوطات الحياة، كما نلتقي أحياناً في إطار المناسبات العائلية، ونقوم بتصوير هذه اللقاءات لنشرها على وسائل التواصل الاجتماعي".

وأكدت أن النادي منحها الفرصة لتوظيف مكتسباتها ومهاراتها التي تعلمتها خلال دراستها من خلال اقتراح أغاني من وحي اللحظة تتبادل فيها المشاركات لحظات الفرح مع بعضهن البعض، مضيفةً "أعزف مختلف ألوان المقطوعات الموسيقية حتى تحصل المشاركات على الفائدة من هذه اللقاءات التي تتخللها الأغاني التقليدية والحديثة، هدفنا هو أن تشعر جميع المشاركات بالفرح والسعادة، فهنا نتعلم ونطلع على موسيقى وثقافات أخرى ونعمل من أجل تكوين كورال وتكوين رصيد ننظم به حفلة وهناك من النساء من يحضرن من أجل الترفيه عن أنفسهن".