علم المرأة "الجنولوجيا" خطوة مهمة لتطوير المجتمع

الجنولوجيا ثورة فكرية في رؤية المرأة لمواجهة الذهنية الجنسوية التي تطغى على فكر المجتمع

شيرين محمد

قامشلو ـ أكدت المنسقة في قسم الجنولوجيا "علم المرأة" في جامعة روج آفا بمدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا دجلة خلف على أهمية افتتاح قسم للجنولوجيا في الجامعات، مشيرةً إلى ضرورة تعرف المرأة على ذاتها، ومشاركتها في حل مشاكل المجتمع وتوعيته.    

اقترحت فكرة الجنولوجيا لأول مرة في عام 2008 من قبل القائد عبد الله أوجلان في كتابه سوسيولوجية الحرية، وبعد ثورة روج آفا في 19 تموز/يوليو 2012، حدثت تطورات عديدة في مناطق شمال وشرق سوريا، منها افتتاح جامعات تضم العديد من الأقسام والفروع ومنها فرع الجنولوجيا.

ويعتبر قسم الجنولوجيا (علم المرأة) ضمن كلية اللغات والعلوم الاجتماعية في جامعة روج آفا، الأول من نوعه في العالم، حيث تم افتتاحه في 15 أيلول/سبتمبر 2017، ويهدف إلى إضفاء المعنى الحقيقي للحياة، وإعادة تعريف للمرأة والحياة، وإطلاق ثورة فكرية في رؤية المرأة في مواجهة الذهنية الجنسوية التي تطغى على فكر المجتمع، وجعل العلاقة بين الرجل والمرأة قائمة على أساس المساواة والحرية.

المنسقة لقسم الجنولوجيا في جامعة روج آفا دجلة خلف بينت أنه "تم تأسس قسم الجنولوجيا في جامعة روج آفا للمرة الأولى على مستوى الشرق الأوسط منذ عام 2017 في مقاطعة قامشلو".  

وفيما يخص الصعوبات التي واجهت هذا الافتتاح قالت إن "الجنولوجيا تدرس للمرة الأولى في الشرق الأوسط لذلك واجهتنا العديد من المشاكل منها تحصيل كادر تعليمي لهذا القسم، ومن جهة أخرى لم يكن هنالك أقبال من قبل الطلاب في البداية، وإلى جانب هذا كان هنالك بعض الطلاب الذين يريدون دراسة هذا الفرع ولكن العائلة كانت تشكل عائق أمامهم، بالقول إنه لا فائدة من ذلك، ولكننا ناقشنا العائلات وشرحنا لهم الجنولوجيا وأهميتها، وبذلك تمكنا من ايصال الفكرة لهم وتخطينا هذه الصعوبات مع الوقت".  

وأوضحت دجلة خلف أنه "في البداية كان الإقبال قليل ولكن عندما تخرجت الدفعة الأولى زاد الإقبال، فخلال هذا العام سجلت نحو 50 طالبة، وهذا تطور جيد لفرع جديد".

وأردفت "تمكنا من ايجاد كوادر تختص بالفلسفة العامة والجنولوجيا والسوسيولوجيا، وقمنا بإعطاء تدريبات في هذا المجال ومختلف المواد التي تدرس في قسم الجنولوجيا، لتتمكن المتدربات من إعطاء محاضرات ودروس في الجامعة بأسلوب منهجي ومعتمد". 

وعن الدفعات التي تخرجت من الجامعة في فرع الجنولوجيا قالت دجلة خلف "تخرجت دفعتان حتى الان من الجامعة والدفعة الثالثة في السنة الأولى والرابعة تبقى لهم مرحلة واحدة من السنة الأخيرة ليتخرجوا بعدها".  

وذكرت دجلة خلف في حديثها بأنه تم تقسيم الجنولوجيا إلى خمس مراحل أساسية "تسمى المرحلة الأولى بالمرحلة التحضيرية إذ يتم التركز على تاريخ المرأة والجنولوجيا، ويتم تجهيز الطلاب للدخول إلى المراحل اللاحقة، وبعدها يتم إعطاء لمحة عن السوسيولوجيا، وسيوسيولوجيا الحرية والجنولوجيا، بالإضافة إلى دروس تتعلق بصحة المرأة، الاقتصاد الاجتماعي، الحياة الندية الحرة، طب الأعشاب، المرأة في الأديان، والكثير من المواضيع المتعلقة بالمرأة". 

كما بينت أن نظام التدريس في قسم الجنولوجيا هو نظام الفصول الدراسية، حيث يعتمد 4 فصول موزعة على سنتين، ويمكن للمتخرجات من كلية الجنولوجيا العمل في مراكز الدراسات والأبحاث، والمجالات الدبلوماسية، ومؤسسات التعليم والتدريب والإدارة، وكافة مؤسسات المرأة ضمن الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا. 

وجميع الطالبات اللواتي يدرسن الجينولوجيا تجدن صعوبة في التعامل مع من حولهن لأنهن يبدأن بمعرفة ذاتهن فتصبح لديهن أسئلة كثيرة فيبدأن بتحليل ما يجري حولهن ويحاولن أن يربطن هذا مع المجتمع ويعملن على ايجاد حلول لمشاكل المجتمع وتطبقن كل شيء على أرض الواقع لتفادي الاخطاء في المستقبل ويظهرن حقيقة المرأة للمجتمع بأكمله. 

وذكرت دجلة خلف بأنه منذ مدى يتم تجهز كوادر وطالبات لإرسالهن إلى جامعة (امدلير) في المانيا ليتم إعطاء سلسلة محاضرات لمدة شهر"، كما وقالت في الختام بانها تشجع المرأة للاهتمام بهذا المجال لكي تثبت ذاتها وثقافتها أمام المجتمع والعالم بأكمله.