لجنة اقتصاد المرأة تنهض بواقع النساء المهجرات

تستمر نساء إقليم شمال وشرق سوريا بكافة مكوناتها في الحفاظ على مكتسبات ثورتهنّ، بالرغم من كل السياسات والممارسات التي تقوم بها الأنظمة السلطوية لكسر إرادتهن والنيل من عزيمتهن.

روبارين بكر

الشهباء ـ تأسست لجنة الاقتصاد بمؤتمر ستار بإقليم شمال وشرق سوريا على مبدأ المساواة من أجل دعم دور النساء في القطاع الاقتصادي لتعزيز مشاركتهن في تحقيق الاكتفاء الذاتي للمنطقة.

مع اندلاع ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا أصبح للنساء دوراً بارزاً في كافة المجالات منها الاقتصادي، بعد أن عانين كغيرهن من نساء سوريا من سياسات التهميش والإفقار الممنهجة التي اتبعتها الأنظمة التي حكمت المنطقة قبل اندلاع ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو عام 2012 في إقليم شمال وشرق سوريا، حيث سلبن حقوقهن السياسية والاجتماعية وحتى العسكرية والاقتصادية، إلا أن الثورة شكلت لهن خطوة مهمة لإبراز دورهنّ والحفاظ على مكتسباتهن من خلال نهج الأمة الديمقراطية وفلسفة القائد عبد الله أوجلان.

وعن دور المرأة في النهوض بالمجال الاقتصادي أوضحت الإدارية بلجنة اقتصاد المرأة في مؤتمر ستار بمقاطعة عفرين ـ الشهباء في إقليم شمال وشرق سوريا غزالة حسن "لم تقتصر المشاريع التي افتتحت برعاية لجنة اقتصاد المرأة في مقاطعة الشهباء على الزراعية فقط، بل أيضاً شملت المشاريع الصناعية والتجارية بهدف خلق بيئة متوازنة في اقتصاد المرأة المجتمعي، بالإضافة لتمكينها اقتصادياً لتكون صاحبة إرادة قوية ومبدأ، ووفرت المشاريع فرص عمل كثيرة للعديد من النساء اللواتي استطعن تحقيق اكتفائهن الذاتي".

وحول المشاريع الاقتصادية بمقاطعة الشهباء قالت "بالرغم من الظروف الصعبة التي نتعرض لها في كل يوم خاصة في مناطق النزوح، إلا أن إصرارنا على المقاومة أقوى لدحض جميع المخططات ومواجهة الظروف، كل ذلك لم يكن كافياً ليعيق افتتاح مشاريعنا الاقتصادية منها معمل خاص بالمياه المعدنية تعمل فيه 3 نساء، بالإضافة لإطلاق ورشة للخياطة، وافتتاح محل للمنظفات والمعجنات والمثلجات بالإضافة للعديد من المشاريع الزراعية".

أما بالنسبة للمشاريع الزراعية بينت إن "الأراضي الزراعية التي بحوزة لجنة الاقتصاد تنقسم إلى قسمين الأول يتم زراعتها من قبل اللجنة، والثاني يتم توزيعها على الأهالي عبر مشاريع التعاونيات (الكمبراتيف) وهذه المشاريع تم إطلاقها منذ عام حيث زرعت بأربع دورات زراعية وقد كانت ناجحة خاصة أنها أنجزت بجهود النساء، وتم منح كل خمس عوائل مشروع، وخلال هذا العام أيضاً يوجد الكثير من العوائل الذين شاركوا بزراعة الأراضي ضمن مشروع التعاونيات ليستفيدوا من أرباحها".

وعن المشاريع المستقبلية التي تعتزم لجنة المرأة العمل عليها قالت "في الوقت الحاضر يتم العمل على تجهيز مشروع المونة الشتوية بكافة أنواعها، بالإضافة لمشروع تربية المواشي ضمن المشاريع الزراعية للعوائل".

ولفتت غزالة حسن إلى أن "مقاطعة الشهباء تعاني ظروف اقتصادية صعبة تؤثر بشكل كبير على المشاريع، خاصة في ظل الحصار المفروض وحرمانها من المحروقات، ولكن بقدر المستطاع وضمن الإمكانيات القليلة نعمل على تخطي تلك المعوقات، فقد بدأنا بالاعتماد على الطاقة الشمسية من أجل الاستمرار بعملنا ولتكون مشاريعنا ناجحة".

من جانبها قالت إحدى النساء العاملات بمعمل المياه المعدنية مزكين مراد "نحن 3 عاملات مهجرات من عفرين، وهذا المشروع يوفر لنا فرص عمل تساعدنا بشكل كبير على تأمين مستلزماتنا واحتياجاتنا، خاصة أن الوضع المعيشي في الشهباء متردي نوعاً ما مقارنة بعفرين قبل احتلالها من قبل الدولة التركية ومرتزقتها، لقد كانت فرص العمل كثيرة فقد كنا أصحاب أملاك وأراضي لهذا يوجد فرق كبير بين المنطقتين، ولكن المشاريع الاقتصادية التي افتتحها مؤتمر ستار تساعدنا على تأمين مصدر عيشنا".

كما قالت شيرين خليل العاملة بمحل المنظفات التابع للجنة اقتصاد المرأة "قبل أن أحصل على فرص عمل في هذا المحل كنت عاطلة عن العمل وأوضاع أسرتي المعيشية كانت صعبة للغاية، لكن عملي ضمن برامج اقتصاد المرأة ساعدني بشكل كبير في النهوض بوضعي الاقتصادي كما استطاعتُ أن أثبت مكانتي ضمن المجتمع وأصبحت صاحبة إرادة ومبدأ".