"Lella Media" الصوت الناطق باسم كل النساء في تونس

تأسست منصة للا ميديا في 12 كانون الثاني/يناير 2023 وهي بمثابة الصوت الناطق باسم كل النساء من أجل أن تكنَّ فاعلات وقادرات على إثبات أنفسهن.

إخلاص الحمروني

تونس ـ حقوق المرأة والتخفيف من ممارسات المجتمع الذكوري تجاهها لطالما شغلت بال العديد من النساء اللواتي رفعن الصوت عالياً لدعم بنات جنسهن فكانت هذه الصرخة تأخذ أشكالاً عدة، ومنصة "للا ميديا" التي تأسست من أجل أن تكون صوتهن.

كلمة "للا" تعني باللغة الأمازيغية سيدتي أو مولاتي، ومنها أخذت منصة للا ميديا اسمها النسائي، وتقدم مواد صحفية على الديجيتال موجهة خصيصاً للنساء في الجهات حتى يكون لديهن صوت للتبليغ عن مختلف القضاياً والتحديات التي تواجههن.

جازية نومة صحفية بجزيرة جربة الواقعة في الجنوب الشرقي التونسي وهي مؤسسة المنصة الإعلامية Lella Media تقول عن تأسيسها للمنصة في 12 كانون الثاني/يناير 2023 أنها بمثابة الصوت الناطق باسم كل النساء من أجل أن تكن فاعلات وقادرات على إثبات أنفسهن.

وبينت أن تأسيس هذه المنصة استغرق الكثير من الوقت والتفكير "بمبلغ صغير تمكنت من أن أبعث هذه المنصة، فكانت حافزاً كبيراً جداً في بداية مشواري وهي مسألة أفتخر بها كثيراً كما أفتخر بنفسي وبكل امرأة تمتلك فكرة مشروع وتؤمن بقدراتها".

وعن الانطلاقة قالت "قدمت سلسة أولى تحت عنوان (سيب عليك) وهي سلسلة تقدم قصص نجاح نساء في مجالات يحتكرها الرجال فكانت الحلقة الأولى مع مدربة خيول وفارسة، وقد لاقت نجاحاً كبيراً، ثم فيما بعد صورت حلقة مع امرأة تعمل في مجال الحدادة وهي المرأة الوحيدة في منطقة جربة تعمل في المجال ونجحت أيضاً نجاحاً كبيراً".     

ويعتبر نجاح الحلقتين دافعاً قوياً لمواصلة طريقها الذي مازال يحتاج إلى أشواط كثيرة من العمل والمثابرة "أجريت لقاءاً مع امرأة تعمل في مجال البناء ولكنني خسرت هذه المادة بسبب رفض العائلة وضغطها على الزوج حتى لا يوافق على بث الحلقة مع زوجته اعتقاداً منهم بأن ذلك معيب وضاع تعبي ولكن عزيمتي لم تنكسر".

وأكدت جازية نومة أن هذه البدايات مثلث لها دعماً كبيراً لكي تواصل المشوار "أنجزت مشروع فيلم وثائقي مع مجموعة من الشباب لفائدة جمعية محلية في مدينة بنقردان في الجنوب التونسي الشرقي قريبة من جزيرة جربة، وكنت مصرة على أن يكون فريق إعداده بالتناصف بين الجنسين".

وبينت أن هاجسها الوحيد هو أن "تهتم مؤسستي في تعاطيها الإعلامي بكل المسائل التي تهم المرأة التونسية في مختلف الجهات من الجنوب التونسي إلى أقصى الشمال لأنني أرغب حقاً في كسر الحواجز وأعمل على تحقيق المساواة بين كلا الجنسين، وعندما تدخل الصفحة الرسمية للمنصة، تجد أن جميع المشاركين والمتابعين أغلبهم من المجال الصحفي وهذا يسعدني".  

وحول الصعوبات التي واجهتها، تقول إنها تعرضت في البداية لانتقادات كبيرة بدون سبب وحملات تشويه لمجرد كونها امرأة وصاحبة مشروع صحفي خاصةً أنها أول امرأة من محافظة مدنين تنتج مواد إعلامية تهتم فقط بالمرأة، ولكن ما يزال العمل مقتصراً على البث المباشر وعبر الفيسبوك لأن المقر لم يجهز بعد وبحاجة لتعديلات.

ولفتت إلى أن العديد من الأشخاص طلبوا منها الابتعاد عن إنتاج المواد الإعلامية لأنها تتسبب في الكثير من المشاكل، كما تم تحذيرها من التعقيدات الإدارية، مبينةً أن التمويل شكل عقبة أخرى أمام عملها "من الصعوبات التي واجهتها هو انتاج وثائقي فحتى إن كان قصير فهو مكلف جداً ويتطلب الكثير من الوقت إضافة إلى حملة تسويقية من أجل أن يلقى رواجاً".

وفي تقييمها لتجربتها تقول "من الصعب أن أقيمها لأنها تجربة فتية لكن يمكن القول إن منصة للا ميديا نجحت في وقت سيطرت فيه الأخبار اليومية على واقع الإعلام في تونس وتم تجاهل قضايا المرأة".

وفي ختام حديثها دعت جازية نومة كل امرأة إلى التشبث بالمبادئ والأفكار والأحلام التي تريد أن تحققها لأن البدايات دائماً صعبة "أمر أحياناً بفترات إحباط كثيرة عندما أفكر كيف ساجد مستثمر أو من يؤمن بأفكاري، لكن طموحي كبير في إنشاء وسيلة إعلامية توصل صوت النساء وتكون ميديا هادفة وجادة بعيدة عن المضمون الإعلامي النمطي في تونس والكلاسيكي الذي أصبح يخلق الرتابة عند المشاهد والمتلقي".