"لا مبرر للعنف" حملة تسعى لإيصال صوت المرأة المعنفة إلى صناع القرار
تسعى حملة "لا مبرر للعنف" التي أطلقها مركز شؤون المرأة إلى إعلاء صوت النساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف وإيصالها إلى صناع القرار.
نغم كراجة
غزة ـ يعد العنف ضد المرأة انتهاك واضح لحقوق الإنسان؛ إذ يمنعها من التمتع بحقوقها الكاملة، وله عواقب خطيرة لا تقتصر على المرأة فقط، بل تؤثر على المجتمع بأكمله؛ حيث لا يعرف العنف ثقافة أو ديانة أو بلداً أو طبقة اجتماعيّة، بل هو ظاهرة عامة، ولمناهضته لابد من تكاثف مجهود المجتمعات المدنية والدولية لإعلاء صوت المرأة وحمايتها من العنف.
أطلق مركز شؤون المرأة بالتعاون مع جمعية عايشة لحماية المرأة ورعاية الطفل واتحاد لجان العمل الصحي، منذ شهر، حملة "لا مبرر للعنف" ضمن مشروع الحد والاستجابة للعنف ضد النساء والفتيات في قطاع عزة في ظل جائحة كورونا، التي تهدف إلى إعلاء صوت النساء والفتيات اللواتي تعرضن للعنف، وإيصالها إلى صناع القرار في المجتمع المحلي.
وعن تداعيات الحملة قالت الأخصائية النفسية ومديرة الحالة لدى مركز شؤون المرأة سلمى السويركي "أن أبرز تداعيات انطلاق حملة (لا مبرر للعنف) هو ازدياد معدلات العنف التي تتعرض لها المرأة في قطاع غزة نتيجة تفشي جائحة كورونا التي أجبرت المُعنف على البقاء في المنزل طوال اليوم، بالإضافة إلى انعدام مصدر الدخل وسوء الوضع الاقتصادي الذي بات حتى اليوم متدهوراً نتيجة الحصار المفروض ومخلفات الحروب".
وأكدت على ضرورة التنشئة الاجتماعية، قائلةً "إذا نشأ الطفل على رؤية والدته وهي تُعنّف ستتولد بداخله المعتقدات الخاطئة والعادات والتقاليد التي تجعل المرأة عرضة للعنف والقتل على مر الأزمنة، وعلى إثر ذلك تزداد نسبة العنف ضد النساء".
وعن الآليات المتبعة للحد من العنف أوضحت "لقد كان هدف الحملة التقليل من نسبة العنف وزيادة وعي النساء، ومن الإجراءات التي تم اتباعها هي جلسة التغريد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتجهيز سبوتات إذاعية لمناهضة العنف، ونحن بصدد إصدار فيلم قصير، وإرسال العديد من الرسائل النصية إلى النساء تتناول مجموعة قضايا يتعرضن لها وكيف يفصحنّ عن العنف ويعبر عنه وذلك من خلال حلقات إذاعية ولقاءات توعوية، والوصول إلى صناع القرار".
وأوضحت أن نسبة وصول الحملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي للنساء والفتيات عالية، وحققت نجاحاً في الوصول لأكبر عدد ممكن من فئات المجتمع، "نحن كمركز شؤون المرأة مزودي خدمات وأخصائيات ومقدمي رعاية استطعنا تفعيل هذه الحملة من خلال صفحاتنا الخاصة وصفحات المركز عبر كافة مواقع التواصل الاجتماعي".
وأضافت أن المشروع استهدف 200 امرأة من كافة مناطق قطاع غزة "قمنا بتوزيعهم على عدة أنشطة منها جلسات الدعم النفسي، وحصلت 40 امرأة على الدعم، بالإضافة إلى الدعم الاجتماعي والقانوني الذي يتمثل بإعطاء الاستشارات القانونية والتمثيل في المحاكم، ومن جانب آخر ساهمنا في دعم النساء من خلال التمكين الاقتصادي الذي يمكنهن من الحصول على تمويل لإنشاء مشاريعهن الصغيرة، في محاولةً لتحسين الوضع المتردي، وتخفيف حدة العنف الواقع عليهن".
تقول (م. د) 26 عاماً "أنا متزوجة وأم لثلاث أطفال، تعرضت للعنف المبرح بكافة أشكاله من قبل زوجي وأهله، زوجي عاطل عن العمل ومريض بالصرع ويتعاطى المخدرات، من شدة العنف والضرب القاسي الذي تعرضت له توجهت لمركز شؤون المرأة وتلقيت جلسات الدعم النفسي ومن ثم تم دمجي في جلسات الإرشاد الزواجي، وصولاً إلى تمكيني وحصولي على حرفةٍ من خلال التدريبات المهنية، وحصلت على حقيبة الحماية التي تحتوي على جميع المستلزمات في حال تم الاعتداء عليّ".
ومن جانبها قالت (ح. ع) 49 عاماً، تقطن في محافظة الشمال وأم لثمانية أولاد "تعرضت أنا وأبنائي للعنف بشكل متكرر من قبل زوجي الذي يتعاطى المخدرات، حتى أنه ذات مرة سكب علينا البنزين محاولاً حرقنا، ومؤخراً توجهت لمركز شؤون المرأة حتى أتلقى الأمن والحماية، وحصلت على عدة مساعدات مادية وتدريبات لتطوير مشاريع، وافتتحت مؤخراً مشروعاً وهو تربية الدجاج وتم تطويره بعد حصولي على تمويل، والآن أسكن أنا وأبنائي في منزل منفصل عن زوجي، وأعيل أسرتي وألبي حاجاتهم بمجهودي".