علا حلس: وسائل الإعلام سلطت الضوء على إنجازات النساء وأنشطتهن
قالت منسقة المبادرات الإعلامية لدى جمعية زاخر علا حلس أن وسائل الإعلام عملت على تغيير الأفكار والمعتقدات التي كانت تكبل المرأة، وسلطت الضوء على إنجازاتهن وأنشطتهن.
نغم كراجة
غزة ـ تعد وسائل الإعلام من أهم أدوات المجتمع في العصر الحديث حيث تمكن من الوصول لأكبر عدد من الجمهور وإحداث التغيير في التأثير على أفراد المجتمع والشأن العام، كما أنها تلعب دوراً فاعلاً في التركيز وتسليط الضوء على قضايا المرأة، ومن جانب أخر أبرز دورها وجدارتها فيما قدمته من انجازات وخدمات في كافة ميادين الحياة، وتوعيتها بحقوقها ومشاركتها في مراكز صنع القرار.
قالت منسقة المبادرات الإعلامية لدى جمعية زاخر علا حلس لوكالتنا "لقد ساعد الإعلام بشكل كبير في تمكين المرأة من ناحية تغيير الفكر والمعتقدات السائدة قديماً والتي اقتصرت على أن الدور الرئيسي للمرأة هو البيت كزوجة ومربية للأطفال فقط، لكن الوضع حالياً اختلف فقد ساهم الإعلام في إبراز أدوار المرأة من ناحية وجود نساء متمكنات وصانعات مشاريع، وجامعيات وإعلاميات، كما سلط الضوء على أنشطتهن وإنجازاتهن على كافة الأصعدة والمجالات في المجتمع".
وعن أهمية الإعلام بكافة صوره المرئية والمسموعة والمكتوبة أوضحت أن "الإعلام له علاقة برقي المجتمعات وتغيير ثقافتها بشكل كامل، ومن الأدوار المهمة التي قام بها هي نصرة المرأة إعلامياً وتسليط الضوء على حقوقها وقضاياها خاصة القضايا التي أحدثت ضجة إعلامية كقضايا تعنيف النساء التي كانت تخفى عن الجميع، أما الآن أصبح هنالك نقطة تحول وفرق شاسع حيث تنصف المرأة وتحصل على حقوقها علناً، كما أن الإعلام يشجعها على تطوير ذاتها دون أن تخضع للعادات والتقاليد التي تقلل من شأنها وتثبط معنوياتها".
وأضافت رغم الانجاز الكبير الذي حققه الإعلام في سبيل حماية المرأة ونصرتها إلا أن هناك بعض القضايا كانت تحتاج لضغط إعلامي أكبر على الجهات المسؤولة للوصول إلى حل رادع ومنصف لمرتكبي العنف ضد النساء كما حدث في قضية اسراء غريب التي اعتدى عليها ذويها بحجة الشرف دون أدلة واضحة وصريحة وإنما الأمر كان مزعوماً بدافع الانتقام منها، والقضية حتى الآن لم تنصف لصالح اسراء بالإضافة إلى التكتم الإعلامي والضغط عليه؛ لإخفاء بعض الحقائق، والمجرمون حتى هذه اللحظة لم يطبق عليهم القانون.
وقالت أن دعم وتشجيع المبادرات الإعلامية الخاصة والتي تعمل لصالح المرأة وتعزز حقوقها في وسائل الإعلام المكتوبة، المسموعة، المرئية، وكافة أشكال الاتصال لابد أن يكون قائماً على منظور مؤسساتي ما بين الإعلام والمنظمات النسوية، مشيرةً إلى أنه "في عصرنا الحالي تعتبر قضية المرأة هي قضية المجتمع ككل، والثورة التكنولوجية، واتساع دائرة المناصرة الرقمية على جميع مواقع التواصل الاجتماعي كانت دافعاً للمنظمات النسوية للتشبيك مع المؤسسات الأخرى واستمراريتهم بالسعي والاجتهاد نحو إيجاد بيئة إعلامية مناصرة، واليوم لم يعد الحديث عن المناصرة التقليدية لتبادل الأفكار ومعالجة المشكلات بل أصبحت المناصرة الرقمية هي الوسيلة الأسرع انتشاراً ووصولاً؛ لنصرة المرأة وطرح قضيتها".
وحول المنظور المؤسساتي ما بين الإعلام والمنظمات النسوية التي تركز على المشاريع الممولة القائمة على خدمة المرأة قالت "المنظمات النسوية لديها صفحات على جميع مواقع التواصل الاجتماعي تحت إشراف المنسقة الإعلامية الخاصة بالمنظمة، التي تقوم برصد أنشطة المبادرة الإعلامية ونتائجها، كما تعمل على نشر المساعدات للنساء المعنية بطلب الخدمة والتواصل مع المنظمة، ولكن أغلب المؤسسات ليس لديها التوثيق الإعلامي كاملاً وقلة فرص التشارك مع المؤسسات الإعلامية المحلية والدولية التي تخدم المرأة حتى يتم توضيح الصورة ويصل صوت النساء على نطاق واسع لسد احتياجاتهن ومتطلباتهن".
وعن بطء التغيير التقليدي لدور المرأة في الإعلام أوضحت "دور المرأة في الإعلام لا زال متدنياً من ناحية ترأسها لمؤسسات إعلامية أو نقابات صحفية بالنسبة للرجال، فبالرغم من إبداعها وإثبات جدارتها في جميع المجالات وخاصةً الصحافة ومشاركتها جنباً إلى جنب في مواجهاتنا مع الاحتلال، إلا أنه لا زال المركز الإعلامي الذي تحصل عليه ضعيف وتقليدي نتيجة العادات والتقاليد السائدة حتى اليوم، ونحن بحاجة لرفع الوعي والتأكيد على أن دور المرأة قوي جداً في هذا الميدان ولابد أن تحصل على حقها فيه".
وأكدت على أن أهم أسباب محدودية وصولها لوسائل الإعلام هو العادات والتقاليد في المجتمع الفلسطيني التي تقف عالقة أمامها وبالتحديد في مجال الصحافة وترسيخ فكرة أن المرأة من الصعب عليها أن تتقن هذه المهنة والرجل أفضل بالقيام بممارستها، والسبب الآخر ثقافة المجتمع التي لا تزال طاغية ولا تنصف المرأة نحو ممارستها لحقوقها بشكل طبيعي كما في الدول الأخرى.
وعن المقترحات والسياسات التي يجب اتباعها في المجال الإعلامي النسوي لضمان زيادة الوعي المجتمعي حول حقوق المرأة قالت "يجب أن يكون هناك برامج إعلامية نسوية تساهم في رفع صوت المرأة والمطالبة بحقوقها وذلك من خلال الشراكة مع مؤسسات إعلامية دولية، وأطالب برفع الوعي للصحفيين/ات وكل من يعمل في مجال الإعلام، وتعريف دور المرأة سواء رجال أو نساء حتى يمتلكون خبرة عند الدفاع عنها وحمايتها".
وأوضحت بأنه هناك بعض المراكز في قطاع غزة تهتم بقضايا النساء وحقوقهن على مستوى إعلامي، منها المركز الإعلام المجتمعي الذي يطرح قضايا العنف ويعالجها، كما يقدم البرامج والخدمة للمعنفات والناجيات من العنف، ومؤخراً عقد مشروعاً خاصاً بالنسويات الأكاديميات في قطاع غزة والضفة دعماً لها وإبراز إنجازاتها في المجتمعات.
وفي ختام حديثها أعربت المنسقة الإعلامية علا حلس عن رغبتها بضرورة وجود تغيير ملموس للإعلام والنساء، وذلك من خلال إقبال الفتيات على مجال الإعلام سواء المستفيدات من المشاريع أو العاملات في المؤسسات، ولابد من التشبيك والتواصل مع بعضهن البعض لإعلاء صوتهن، وإظهار إنجازاتهن، وتوضيح ما تحتاجه النساء لتحقيق مطالبهن ونصرة قضايا حقوق المرأة على نطاق أوسع.