كيف تظهر المرأة الفلسطينية بالدراما الرمضانية؟

أكدت عدة ممثلات أن الدراما الفلسطينية شهدت تطور ملحوظ من خلال ظهور المرأة وتجسيدها لقضاياها.

رفيف اسليم

غزة ـ يعي المتابع للدراما الفلسطينية بشكل عام جيداً كيف تظهر المرأة خلالها، وما هي الأدوار التي تجسدها، ربما لأنها معروفة ومحصورة بين زوجة الأسير، وناجية من العنف، أو مضطهدة من قبل الأخ أو الزوج أو الأبن، لتبقى الأدوار القيادية في العمل جميعها للرجل الذي يقرر ويفرض على النساء ما هو الواجب فعله، الأمر الذي يعكس طبيعة المجتمع لأن الدراما هي مرآة الشعوب.

تقول المخرجة والممثلة ميرفت حميدة التي تجسد دورين في المسلسلات الرمضانية لهذا الموسم وهما أم مكسورة ووالدة أسير أن الأدوار التي تلعبها المرأة الفلسطينية محدودة كما يخضع السيناريو المكتوب لها لإشراف ومتابعة حثيثة من قبل طاقم العمل، مضيفة أنه لا يسمح للفتاة لعب الأدوار الجريئة أو تجسيد الحياة العامة التي تعيشها النساء في المجتمع الفلسطيني والتي تثبت أن تلك المرأة التي تكابد "الاحتلال الإسرائيلي" هي عادية وغير خارقة كما يصور.

وتتسأل ميرفت حميدة لماذا لا تأخذ النساء الأدوار القيادية؟ خاصة أن المرأة الفلسطينية واجهت ظروف عدة جعلتها قادرة على تحمل المسؤولية، لافتة إلى أنه خلال قرأتها لسيناريو الأعمال الرمضانية كان كل ما يجول في خاطرها أن تثور الأم على ذلك الأبن المتسلط والمتحكم في حياتها وبمصير ابنتها الصغرى وقدر زوجته التي قرر تطليقها فقط لأنها ستنجب له فتاة أخرى.

وترجع ميرفت حميدة انحصار المرأة في تلك الأدوار للاضطهاد الذي تتعرض له داخل المجتمع وللوضع السياسي والاقتصادي الصعب، إضافة إلى التزام المخرجين بالرؤية التي يفرضها المنتج لأن قطاع التمثيل والدراما غير مدعوم، منوهة بالرغم مما سبق ذكره إلا أن هناك تطور بالدراما الفلسطينية ففي السابق لم يكن يسمح لها بالظهور بل كان يجسد دورها في العمل أحد الرجال من خلال التخفي باللباس ووضع المكياج.

ومن جانبها أكدت الممثلة ومدربة المسرح هناء الغول حديث سابقتها بأن هناك تطور بالدراما الفلسطينية من خلال دخول المرأة وتجسيدها لقضاياها وإن كانت قضايا كلاسيكية، لافتة إلى أنها تلاحظ تحفظ الفتيات على أداء بعض الأدوار مثل دور في عمل اجتماعي درامي أو الأدوار الشريرة بشكل عام، بالمقابل يقلبن على الأدوار التي تظهرهن جميلات وتجعلهن محبوبات بين الجمهور، بالرغم من أن كل دور يقوم بتوصيل رسالة سامية أي كانت ماهيته.

وأشارت هناء الغول أن عمل المرأة بالتمثيل غير سهل فهي تواجه نظرة المجتمع الرافضة لتلك الفكرة، كما أنها قد تتأخر لساعات الفجر خارج المنزل بسبب الحاجة لتصوير مشاهد ليلية مما يتطلب وعي الأسرة ومساندتها للفتاة كي تتمكن من أداء ما عليها، مضيفة أن الدراما مهمة للمرأة كما الرجل لأن تجسد معاناتها وتعكس واقعها المعاش للعالم الخارجي الذي ربما ما زال محتفظ بصورة نمطية تعود بالمرأة الفلسطينية لحقبة السبعينيات.

وتستطيع المرأة أن تلعب كافة الأدوار الدرامية بحسب هناء الغول فهي تتقمص دور المناضلة أو الجاسوسة، المضطهدة أو القيادية لكن من المهم أن تقتنع بقدراتها وذاتها لتجسيد الدور ببراعة تامة، لافتة إلى أنها كممثلة قبل أدائها للدور تجلس مع الشخصية لتتعرف على نمط حياتها وطريقة حديثها ونوع الملابس الذي ترتديه، كما تنتبه لكافة التفاصيل كضحكها أو بكائها لتقف أمام الكاميرا وهي مستندة على نص وأداء قوي قادر على توصيل الرسالة.

وترى هناء الغول أن هناك حاجة للتنوع في تقديم الموضوعات التي تسلط الدراما الضوء عليها فالتطرق للموضوعات الوطنية في حالة شعبنا الذي يعيش تحت الاحتلال مهم، لكن إبراز الوضع الاجتماعي الذي يعكس واقع وقضايا المجتمع له أهمية أكبر في ظل التغيرات التي طرأت والتي كان لها انعكاس واضح على صعيد المرأة والرجل والأسرة بشكل عام.

وأوضحت الكاتبة نجوى غانم أنه خلال كتابة السيناريو تحاول أن تجعل النص مرن لتجسد المرأة جميع الأدوار بما فيها أدوار الرجال التي لطالما كانت حكراً عليه فقط، لأنها قادرة أن تؤدي أي دور وتوصل صوت كل مظلوم، لافتة إلى أن المرأة في السابق لم تكن متواجدة سواء في المسرح أو الدراما بالشكل الكافي وكان الرجل يؤدي دورها أما في السنوات الأخيرة فقد اختلف الأمر وأصبح وجود المرأة متقبلاً وضرورياً.

وقالت نجوى غانم أن النص عبارة عن رسالة أو مجموعة رسائل تُأخذ مما يحدث في المجتمع ويتم صياغة النص بناء على هذه الرسائل لتصليح خلل أو مخاطبة مسؤول أو المطالبة بحق أو مجرد بوح لهموم تعالج في صور عامة، مشيرة إلى أنها تحاول من خلال تلك الرسائل تسليط الضوء على حق المرأة في المراكز القيادية وعلى أحقيتها في شغل مواقع صنع القرار.