كيف تستقبل الفلسطينيات العيد في ظل الأحداث الحالية
يمر العيد هذا العام على الفلسطينيات بشكل مختلف، فإضافة للأحوال الاقتصادية الصعبة التي تعاني منها غالبية الأسر في قطاع غزة تأتي أحداث التهجير للمقدسيين من بيوتهم في حي الشيخ جراح
رفيف اسليم
غزة ـ ، مما دفع الكثير من الفلسطينيات لوضع علامة استفهام حول مفهوم العيد في ظل كل ما تمر به فلسطين عموماً وقطاع غزة خصوصاً من ظروف استثنائية لا حلول لها حتى اليوم.
تقول كريمة الشنطي (40) عاماً ما بين أحداث القدس وتأجيل الانتخابات الفلسطينية التي كانت تحلم على إثرها أن يتحسن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة تلاشت بهجة العيد، خاصة أن زوجها الذي يعمل بنظام المياومة بالكاد يستطيع توفير قوت اليوم لها ولأطفالها الخمسة، وأن أولئك الأطفال كما تقول لا يعرفون ما تمر به البلاد أو الأسرة من أحوال تجعل الفرحة أمر صعب فهم يطالبون باستمرار بملابس جديدة وحلوى للعيد.
وتكمل كريمة الشنطي حديثها بالقول إن المؤسسات الخيرية التي تعرض المساعدة على الأسر المتعففة في غزة همها الأعظم هو تجميع أكبر عدد ممكن من الأسماء ليزداد الدعم، وتصوير العائلات أثناء الاستلام كي تنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لافتةً أنها عندما تلقت عدة قسائم شرائية حتى تكسي أطفالها للعيد تفاجأت بعد انتظار ساعتين أن الملابس لا تصلح ليرتديها الأطفال، وذهبت فرحتها سدى حين عادت للمنزل خالية اليدين بعد أن تشاجرت مع مسؤول الجمعية.
وتلفت كريمة الشنطي إلى أن "الاحتلال الإسرائيلي" هو سبب ما وصل إليه قطاع غزة من تدهور في القطاع الاقتصادي فلولا حصاره المشدد منذ أكثر من (15) عام والحديث لها لاستطاعت الكثير من العائلات الفلسطينية أن تحصل على مستلزماتها دون أن تتمنن عليها تلك المؤسسات ببضائع بخس لا تصلح للتداول، وتعتبر أن إسرائيل تستكمل إجراءاتها الخانقة على أهالي القدس في الفترة الحالية بهدف سرقة الأراضي وإرغام الفلسطيني على ترك وطنه. كما تقول.
تتفق أسماء السيد (28) عاماً مع ما قالته كريمة الشنطي وتشير إلى أن كل بيت فلسطيني يعيش في حزن دفين داخله سواء بسبب فراق أحد أحبته أو الوضع الاقتصادي الصعب، أو ممارسات الإسرائيلي وتحكم القيادات الفلسطينية بمصير شعب بأكمله، وتشير إلى أن مظاهر البهجة شبه معدومة في غزة منذ بداية شهر رمضان وقد ازداد الوضع سوءاً بممارسات الاحتلال التي وصفتها بالهمجية في حي الشيخ جراح بالقدس وما يشاهده العالم أجمع من صور وفيديوهات للأحداث عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتكمل أسماء السيد حديثها بالإشارة إلى أن على النساء عامة والفلسطينيات خاصة مراوغة الفرح ليشعر به الصغار، ويتم خلق البهجة من خلال أمور بسيطة كشراء الملابس وإعداد الكعك ومنح الأطفال العيدية أيضاً، مستدركة "بالرغم من أن الوضع الاقتصادي في قطاع غزة لا يساعد على القيام بتلك الأمور في ظل تقليص دفعات الشؤون الاجتماعية فمبلغ المال تتلقاه الأسر التي ليس لديها أي دخل، وهو الأمر الذي سيحدث ركود فائق في حجم المشتريات لهذا العام".
وقد بلغت نسبة الفقر في قطاع غزة حسب التصريح الأخير للجنة الشعبية لمواجهة الحصار ما يزيد عن (85%)، أي غالبية سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي لـ (15) عاماً على التوالي والإغلاق والاعتداءات والممارسات المتكررة، واستمرار جائحة كورونا التي زادت الأوضاع الإنسانية تعقيداً.
وتتفق نغم كراجه البالغة من العمر (23) عاماً مع سابقتيها أن العيد هذا العام ليس كما يرغبه الجميع، فبالإضافة للأسباب السابقة هناك أيضاً فايروس كورونا وتفاقم الوضع الصحي في قطاع غزة الأمر الذي يصعب الزيارات العائلية أو الخارجية خشية الإصابة، لافتةً إلى أنها حاولت أن تحضر طقوس العيد في المنزل وصنع الكعك والحلوى لإسعاد طفليها الصغار الذين يستعدون بفارغ الصبر لسماع تكبيرات العيد وزيارة جدتهم.
وتلفت نغم كراجه إلى أن تدهور الأحوال الاقتصادية في قطاع غزة لم يمنعها بالكامل من ممارسة العادات والتقاليد الخاصة بالأعياد، بل حاولت فعل ذلك بقدر المستطاع وأبسط الإمكانيات لتستقبل تلك المناسبة المقدسة. ولم تغب عن بالها الأحداث التي يشهدها حي الشيخ جراح في القدس الشرقية إثر تهجير ساكنيه من بيوتهم وتوتر الأوضاع الأمنية وهول الاعتداءات عليهم من قِبل الإسرائيلي وهو كما تقول عكر صفو استقبال العيد لذلك تأمل أن تنتهي تلك الأزمة بأقرب وقت.