كوباني... مقاومة سجلها التاريخ
في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2015 أعلن العالم تضامنه مع مقاومة كوباني بعد شهرٍ ونصف من الهجوم الذي نفذته مرتزقة داعش على المدينة بتاريخ 15 أيلول/سبتمبر من العام نفسه
سيلفا الإبراهيم
منبج ـ ، واستمرت المقاومة 134 يوماً ليعلن في 26 كانون الثاني/يناير 2016 تحريرها والانتصار على داعش.
"المقاومة التي شهدتها مدينة كوباني والتضحيات التي قدمتها وحدات حماية المرأة والشعب، لفتت أنظار العالم على معركة كوباني وثورة روج آفا، وهذه المقاومة نفسها أفشلت المخططات التركية بهزيمة داعش في المنطقة"، هذا ما قالته الرئيسة المشتركة للمجلس التشريعي سهام حمو في حوارنا معها حول يوم التضامن العالمي مع كوباني.
ما هي الآفاق التي فتحتها مقاومة كوباني لتغيير مصير شمال وشرق سوريا؟
المعركة التي خاضتها مدينة كوباني في مواجهة داعش كانت معركة القرن؛ لأنها استطاعت محاربة أكبر تنظيم إرهابي في العالم رغم صغر مساحتها، وتمكنت من تغيير مصير شمال وشرق سوريا بما أبدته وحدات حماية المرأة والشعب من مقاومة، ورغم عدم التكافؤ بالأسلحة مقابل أسلحة داعش الذي جمعها من المناطق التي سيطر عليها، إلا أن المقاتلين/ت تسلحوا بالإرادة والتصميم وتيقنوا بأن مدينتهم لن تستلم.
هجوم داعش على كوباني لم يكن فقط خطراً على مدينة كوباني وروج آفا بل كان خطراً على سوريا وعلى العالم أجمع، فلو استطاع مرتزقة داعش الانتصار في المعركة لكان العالم بأجمعه في خطر، لكن مقاومة كوباني كانت الحصن المنيع في وجه توغل داعش في بلدان العالم، وغيرت من مصير العالم وثورة روج آفا.
ما الذي جعل مقاومة كوباني تأخذ صدى عالمي؟
المقاومة التي أبدتها وحدات حماية المرأة والشعب، والتضحيات التي قدمتها والدور البارز للمرأة في هذه المقاومة والعملية الفدائية للشهيدة آرين ميركان شكلت منعطفاً لمعركة كوباني، إضافةً للإرادة التي ظهرت في كوباني بشخصية المرأة، هي التي لفتت أنظار العالم على هذه المقاومة وعلى ثورة روج آفا التي كانت بعيدة عن أعين العالم لكن بعد هذه المقاومة أصبحت كوباني الأجندة الأساسية للعالم، والجميع بات يتحدث عن صمودها ومن هذا المنطلق تم اختيار الأول من تشرين الثاني يوماً عالمياً للتضامن مع كوباني.
كيف تضامن العالم بأكمله مع مقاومة كوباني؟
عندما رأى العالم المقاومة التي تشهدها مدينة كوباني خرجت العديد من البلدان لإعلان التضامن معها مطالبةً المجتمع الدولي بالتحرك وكذلك من خلال المظاهرات التي خرجت بنتائج إيجابية ليتوجه المجتمع الدولي بعدها لهذه المدينة ويتدخل لمساندة القوات العسكرية ضد داعش، وأيضاً انضم العديد من الشبان ومن مختلف الجنسيات لمحاربة المرتزقة والدفاع مع أصحاب القضية والأرض وأيضاً لإفشال مخططات داعش الذي كان يسعى لتوسيع رقعة سيطرته، فالهجوم على منطقة حدودية له أبعاد وجوانب أخرى، لكن المقاومة الكبيرة جعلت من هذه المدينة مقبرة لمخططات داعش الذي كان يحلم بإطلاق اسم عين الإسلام على مدينة كوباني.
كيف أفشلت مقاومة كوباني المشروع التركي في المنطقة؟
أثناء معركة كوباني كان الرئيس التركي أردوغان يصرح على وسائل الإعلام بشكل مستمر أن "كوباني سقطت وستسقط"، وعلى ذلك نجد أن هجوم داعش كان من خططه والذي سعى من خلال هذه المعركة للقضاء على ثورة روج آفا، لكن جرت الرياح بما لا يشتهيه أردوغان وحزب العدالة والتنمية، وانكسرت شوكته وشوكة داعش، بالمقاومة التي شهدتها مدينة كوباني والتضامن العالمي.
أولى الخسائر التي جرت لمرتزقة داعش كانت في كوباني رغم عدم توقعهم لذلك لأن جميع المناطق التي هاجمها استطاع السيطرة عليها بسرعة، فهزيمته في كوباني وخسارته كانت خطوة تاريخية ومقاومة تركت بصمتها في ذاكرة العالم فلولا هذا الانتصار لكان الإرهاب منتشراً في جميع أنحاء العالم.
كيف تسعى تركيا الآن لتنفيذ مخططاتها في المنطقة بعد القضاء على داعش؟
بعد فشل المخططات التركية من خلال خسارة تنظيم داعش الإرهابي في كوباني باتت تركيا تدخل مباشرة بالأراضي السورية وتحتلها إذ احتلت إعزاز وجرابلس والباب وعفرين وسري كانيه، وكري سبي وهي تسعى لاحتلال جميع الأراضي السورية الحدودية لأنها لم تلقى النتائج المطلوبة من العملاء فكلما تمول تركيا فصيل إرهابي ولا يأتي بنتائج ترضيها تتدخل هي بشكل مباشر.
ما هو واجب المجتمع الدولي ليكون صاحب موقف إنساني تجاه الانتهاكات التركية كما في مقاومة كوباني؟
تركيا تعيش أزمة داخلية على جميع الأصعدة والانتهاكات التركية لا تشير سوى على ضعفها، لكن ينبغي على العالم أن يكون صاحب موقف إيجابي كما كان موقفه في كوباني واستطاع الضغط على المجتمع الدولي، فنحن نطالب أن يخرج المجتمع الدولي عن صمته، وأن يوقف الانتهاكات التركية في المنطقة، لأن الأراضي التي تحتلها تركيا هي أراضٍ سورية ومن حق الشعب السوري.
ما هي كلمتك الأخيرة بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع كوباني؟
في البداية والنهاية نستذكر شهدائنا الذين رووا بدمائهم أراضي كوباني، فالانتصار الذي حصل في معارك المدينة كان انتصار القرن الواحد والعشرين، وسجل الشهداء خلال هذه المعارك ملاحم بطولية، ونحن بدورنا نعاهدهم بالسير على خطاهم وعلى دربهم الذي رسموه بدمائهم، وكما انتصرت كوباني على مرتزقة داعش سننتصر على تركيا في المناطق المحتلة وسنعيد هذه الأراضي لأهلها.