خولة عثمان تتغلب على إعاقتها بتعلم مهنة الخياطة

إصابتها بالصم والبكم جعل من الحقوق الأساسية لخولة عثمان أحلاماً تسعى إلى تحقيقها، وبدعم من والدتها استطاعت التغلب على إعاقتها.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ خولة عثمان ابنة مدينة منبج بشمال وشرق سوريا فقدت قدرتها على الحديث والسمع عندما كانت تبلغ عامان نتيجة ارتفاع في درجة الحرارة تسببت في أصابه جهازها العصبي، لكن إعاقتها لم تكن عائقاً أمام تحقيقها لطموحاتها.

عوش إبراهيم (38) عاماً هي والدة خولة عثمان تقول عن إصابة ابنتها ذات الـ 17 عاماً "لدي ست أبناء سليمين، لكن أبنتي خولة فقدت السمع والنطق منذ طفولتها، على إثر ارتفاع حرارة جسدها التي تسببت بإصابة الجهاز العصبي، وفي ذاك الوقت قال لنا الطبيب بأن تأخرها في النطق حاله طبيعية، وهذا الأمر جعلني انتظر ست سنوات إلى أن قمت بزيارة طبيب مختص في مدينة حلب وبعد الكشف عليها تبين أنها أصيبت بالتهاب عصب في البداية لكن تأخرنا بالعلاج تسبب بجفاف العصب، والأن نسبة العلاج لديها ضعيفة والحل هو تركيب السماعات".

وعن حالة خولة عثمان النفسية قالت "تعيش دائماً حالة نفسية صعبة، فأنا الوحيدة التي أفهم حالتها، ودائماً ما أنبه أخوتها لعدم إزعاجها ومسايرتها، فأغلب المحيطين بها يقدرون وضعها ويتعاملون معها بشكل طبيعي".

وأما عن وضعها التعليمي وعدم ذهابها للمدرسة أضافت "لم تقبل المدارس دخول خولة إليها، لعدم قدرتهم على التعامل مع وضعها الخاص، ولكن بفضل تركيب السماعات استطعت أخذها إلى جمعية نور المستقبل، التي تهتم بشؤون ذوي الاحتياجات الخاصة، واستمرت في الجمعية على مدار أربع سنوات".

وأوضحت "اعتمدت خولة على السماعات، ولم تعد تذهب إلى الجمعية، لكن إحدى السماعات توقفت عن العمل ولم نتمكن من إصلاحها أو شراء واحدة أخرى".   

 

تطورت موهبتها

قالت عوش إبراهيم "تعلمت ابنتي القراءة والكتابة والرسم، وكان ذلك بمثابة راحة نفسية لها، لذا عندما انقطعت عن الجمعية حاولت بقدر الإمكان ألا احصرها ضمن المنزل كيلا تعيش حالة من الضغط النفسي فدائماً ما أخرجها من المنزل إلى أي مكان".

منذ أكثر من ثلاثة أسابيع تتعلم خولة عثمان الخياطة في جمعية السلام التي افتتحت في أواخر عام 2021، قالت والدتها عن ذلك "عندما سمعت بافتتاح دورات للخياطة في جمعية السلام قررت اصطحابها إلى هناك لتتعلم المهنة وتعتمد على نفسها، فتعليمها لمهنة ما سيكون سنداً لها في المستقبل دون أن تكون بحاجة لأحد، وهذا الأمر جعلها سعيدة".

وعن المستوى الذي تسعى الوصول إليه خولة عثمان قالت والدتها "أتمنى أن تتعلم كل شيء يفيدها لتعتمد على ذاتها ولأطمئن على مستقبلها".