"ختام أبو عوض" تنشئ روضة إلكترونية لتعليم الأطفال خلال كورونا
أثرت جائحة كورونا على جميع نواحي الحياة فكان الإغلاق والتزام المنزل هو السبيل الوحيد للوقاية من الإصابة بالفايروس مع اتخاذ الإجراءات الوقائية
رفيف اسليم
غزة ـ ، ولأن أكثر الفئات تضرراً من الإصابة هم كبار السن والأطفال أصدرت حكومات كافة الدول أمر يقضي بإغلاق رياض الأطفال، من هنا جاءت فكرة مبادرة ختام أبو عوض البالغة من العمر (31) عاماً بإنشاء روضة إلكترونية للأطفال تساعدهم على تلقي تعلميهم بشكل أشبه بالطبيعي.
"أحباب في كل مكان" هو الاسم الذي أطلقته ختام أبو عوض على مبادرتها التي شملت (40) طفلاً في البداية لتضم اليوم (350) طفل يتلقون تعلميهم ضمن صفوف افتراضية منظمة، مهددة في أي لحظة بالانتهاء أو الاكتفاء بالعدد الموجود من الأطفال بسبب عدم وجود مؤسسة تدعم فكرتها التي تجمع أطفال من جميع أنحاء العالم عبر تطبيق الزوم، حسبما أفادت به ختام لوكالتنا.
بالعودة للبداية تقول ختام أبو عوض أن الفكرة خطرت لها بسبب الاستغلال الذي تتعرض له موظفات رياض الأطفال بقطاع غزة، فتهدر طاقاتهن مقابل مبلغ يكاد لا يذكر لذلك كان الحل بالنسبة لها هو إنشاء روضة إلكترونية عن طريق الزوم تضم الأطفال الذين لا تستطيع عائلاتهم تحمل نفقة تعليهم في الروضات، وعلى ذلك بدأت بالإعلان عن مبادرتها "أحباب في كل مكان" من خلال صفحة أنشأتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك".
وتضيف ختام أبو عوض أن الآلية لعمل الصف الافتراضي كانت من خلال استقبال طلبات الأمهات في قطاع غزة عبر رسائل صفحة الفيسبوك لتتولى هي إرسال الرابط لجمعهم في الصف، لافتةً أن مع مرور الأيام ذاع سيط الصفحة وأصبحت تتواصل معها أمهات من عدة دول عربية كمصر، تونس والجزائر وحتى الفلسطينيين الذين يعيشون بالشتات في أوروبا ليطلبوا منها أن تتولى ضم أبنائهن لإحدى صفوفها الافتراضية خلال فترة جائحة كورونا.
لعل هذا الأقبال الكبير من قبل الأمهات يرجع لمنهجية ختام أبو عوض في تنظيم العمل حسب حديثها، فهي معلمة متمرسة في تدريس رياض الأطفال منذ سنوات كما أنها استندت في تعليمها إلى المنهاج الذي توصي به وزارة التربية والتعليم الفلسطينية، لافتةً أن تعليم أولئك الأطفال كان يبدأ بالتدرج من الخطوط للحروف حتى يستطيع الطفل تعلم بدايات القراءة كما أنها استخدمت طرق متعددة للشرح بقرطاسية اشترتها على نفقتها الخاصة.
وتكمل ختام أبو عوض أن تلك القرطاسية كانت عبارة عن أقلام ولوحات ورقية وسبورة وبعض المجسمات والرسومات والألوان التي لها دور كبير في تعزيز الفهم ولفت انتباه الطفل خلال الجلسة، مضيفة أن تلك الوسائل كان لها آثر كبير في ضبط الأطفال خلال ساعة كاملة وعدم شعورهم بالملل مع تلقيهم الكثير من المعلومات فأظهروا التزام عالٍ فالجميع منتبه ولا يتم فتح الصوت سوى عندما تُطلب منه الإجابة أما أسئلتهم فكانت تؤجل لنهاية الدرس.
وتشير ختام أبو عوض أن تلك الصفوف الافتراضية يتخللها جلسات تنشيط مع أخصائيين تربية من مختلف الدول العربية وبعض الدول الأجنبية كهولندا الذين تواصلوا معها للمشاركة في المبادرة مما كان له آثر جيد في تعزيز صحة الأطفال النفسية خلال كورونا، كما أن هناك حكواتي في يوم محدد من كل أسبوع، إضافة إلى أنها تواصلت مع طلابها في قطاع غزة وأخذت عناوين منزلهم وأوصلت لهم ألعاب ليستمر تفاعلهم ويشجعوا غيرهم على التعلم.
وتلفت ختام أبو عوض أنها قد صممت شهادات مميزة في نهاية كل فصل وسلمتها للطلاب داخل وخارج فلسطين على أمل أن تنال تلك الروضة الإلكترونية اعتراف كأي رياض أطفال مسجلة رسمياً، مشيرة أنها تهتم بأمهات الأطفال أيضاً من خلال التنسيق مع أخصائية لتستقبل تساؤلاتهن في كيفية تعاملهن مع أطفالهن خلال المرحلة الحالية وإيجاد حلول لبعض المشكلات التي يتعرضون لها مع عرض تجارب مختلفة كي تستفيد جميع الأمهات الحاضرات خلال جلسة الزوم.
وتضيف ختام أبو عوض أنها تخصص كل يوم ما يقارب الخمس ساعات متواصلة بغرفتها في المنزل للعمل بها، فهي تبدأ يومها من خلال استقبال رسائل صفحة الفيسبوك، ثم تستلم تكليف كل طفل على حدة لتصححه من خلال رسالة صوتية، قائلةً إن متابعة ما يقارب (400) طفل أصبحت مهمة منهكة بالنسبة لها كما أنها لن تستطيع أن تكمل ما بدأته من أنشطة إضافية كتعليم الأطفال القرآن والتركيز على دروس الأخلاق والتسامح وطرق التعامل مع من حولهم.
وتلفت ختام أبو عوض إلى كونها هي من بادرت وقدمت شيء يفيد أولئك الأطفال ولكنها لا تستطيع أن تلزم غيرها من المعلمات لينضموا لها ويساعدوها بدون مقابل في متابعة عمل تلك الروضة بكامل أنشطتها، آملة أن تتحرك أي من المؤسسات التي قدمت لها أوراق المبادرة لتمويلها بالدعم المناسب لكيلا تضطر أن تنهي المبادرة أو توقف استقبال الأطفال لعدد محدد خلال الفصل الدراسي القادم خاصة في ظل أزمة كورونا وتفاقمها حتى يومنا هذا.