خريجات كلية الطب في غزة... أولى لحظات عمل لهن في مشافي تفتقر للخدمات
تكابد خريجات كلية الطب في قطاع غزة آثار جسدية نتيجة العمل الشاق إثر تراكم ساعات التدريب المتواصلة، فضلاً عن الآثار النفسية التي تعتبر أشد وقعاً على أنفسهن بسبب فقد عدد كبير من الأشخاص في ظل استمرار الحرب.

رفيف اسليم
غزة ـ تعاني خريجات كلية الطب في قطاع غزة، ظروف صعبة إثر تراكم ساعات التدريب المتواصلة التي يخضنها لقضاء متطلبات التخرج تحت شبح الإبادة، ووسط ظروف اقتصادية منهكة تمنع الكثير منهن من استكمال تلك الخطوة، لتبقى البقية الباقية منهن تحت الضغط الهائل الذي تواجهه المشافي وحاجتهم لتلك القوى العاملة، حتى بعد انقضاء المدة المقررة للتدريب دون توفير أدنى الاحتياجات لهن.
أفادت الطبيبة شمس الدريملي فني عمليات، أنها درست ذلك التخصص في أحد كليات قطاع غزة وأنهته بتقدير امتياز، وهي تعي مدى صعوبة عملها في المستقبل كون مكانها غرف العمليات إلى جانب الجراحين، أي أن كل لحظة تقضيها هي حاسمة وفي غاية الخطورة على أرواح المرضى، مضيفةً أنها لم تكن تتوقع أن تكون أولى لحظات عمل لها في ظل الحرب في غزة.
ولا تنكر أن لذلك العمل آثاره الجسدية إثر طول ساعات العمل خاصة إذا ما تحدثنا عن دوام تحت الإبادة الجماعية في مدينة غزة، وأخرى نفسية تعتبر الأقوى تأثيراً ووقعاً على نفسها بسبب فقد الأرواح، والحالات الصعبة المتكدسة بالمشافي، وتردي الخدمات الطبية التي تعتبر نقص المعدات واستنفاذ الطاقم الطبي لقواه بعد أكثر من عام ونصف، سبب أساسي لها.
واعتبرت أن فترة التدريب ما بعد إنهاء دراسة التخصصات الطبية أمر مكلف، فالغلاء المعيشي إضافة إلى انعدام الدقيق، يجعل الخريج وأسرته غير قادرين على تحمل تلك الأعباء، خاصة أن المشافي أصبحت لا تستطيع توفير أدوات النظافة الشخصية للطبيب مما يعزز العدوى الخارجية للعديد من الأمراض والفيروسات الخطيرة.
واقترحت شمس الدريملي، نشر فكرة مبادرات حول انتشار الأمراض المعدية مثل مرض الكبد الوبائي الذي انتشر بشكل واسع بسبب عدم قدرة المواطنين في الحفاظ على النظافة الشخصية من جهة، والطواقم الطبية من جهة أخرى التي لم تتحكم تحت وطأة الحرب في نقل العدوى معها خارج المشفى لنقص في العديد من الأدوات أبسطتها القفازات الطبية والصابون والمعقمات.
ولفتت إلى أن الخريج يحتاج مبلغ ولو بسيط يغطي احتياجاته خاصة في ظل حاجة المشافي للمهارة من أولئك الأطباء الجدد، لافتة إلى أنها تتحمل تلك الأعباء على نفقتها الشخصية وتقوم بذلك العمل كونه عمل إنساني بالدرجة الأولى، لكن العديد من زميلاتها انحرمن من ذلك الحق ويجلسن في منازلهن كونهن لا يستطعن تدبر تلك النفقات التي سبق وتم الحديث عنها خلال الفقرات السابقة مما يعرقلهن من المضي قدماً بمستقبلهن.
تحاول شمس الدريملي، مساعدة زملائها من خريجي كلية الطب عبر توفير جهة مانحة تقدم مبلغ بسيط يستطيع تغطية فقط نفقات النظافة الشخصية من معقم وغسول وكمامة وكفات، إضافة للمواصلات، مؤكدة أنها قد قدمتها بالفعل لهيئة الأمم المتحدة وبعض رجالات الأعمال، والمؤسسات الدولية لكنها لم تجد مجيب حتى الآن.
وتفكر استكمال تلك الخطوات عبر توجيه حملة إلكترونية في الأيام القادمة عبر مواقع التواصل الاجتماعي مستهدفة على وجه الخصوص الاتحاد الأوروبي، لإنقاذ مستقبل آلاف الخرجين من الانهيار في ظل استمرار الحرب وتزايد العقبات التي بات يفرضها الوضع الاقتصادي المتردي بالقطاع والحرب التي أنهكت المواطنين في قطاع غزة وجعلهتم غير قادرين على التفكير حتى بمستقبلهم.