خلال خمسة أعوام... الاحتلال التركي يرتكب 4 مجازر في تل رفعت

منذ التهجير القسري لأهالي عفرين إلى مدينة الشهباء، ارتكبت الدولة التركية المحتلة ومرتزقتها 4 مجازر بحق المهجرين وأهالي المنطقة راح ضحيتها أكثر من 23 قتيل وإصابة ما يقارب 49 آخرين من المدنيين.

روبارين بكر

الشهباء ـ منذ سبعة أعوام، يواصل الاحتلال التركي ومرتزقته بارتكاب المجازر والجرائم بحق مهجري عفرين وأهالي الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا عبر استهدافهم بالطائرات المسيرة وقذائف المدفعية وغيرها من الأسلحة الثقيلة بهدف تهجيرهم من منطقتهم.

استهدف الاحتلال التركي في الثاني من كانون الأول/ديسمبر عام 2019، ناحية "تل رفعت" في مدينة الشهباء بإقليم شمال وشرق سوريا، مرتكب مجزرة بحق الأهالي ومهجري عفرين حيث راح ضحيتها 10 مواطنين بينهم 8 أطفال وإصابة نحو 13 آخرين معظمهم من الأطفال.

وفي 23 كانون الثاني/يناير عام 2021، ارتكب الاحتلال مجزرة بحق أربعة من المدنيين بينهم طفلين وامرأة وإصابة 4 آخرين بناحية تل رفعت.

وفي 24 آب/أغسطس عام 2022، ارتكب الاحتلال التركي مجزرة أخرى بناحية تل رفعت أدت لمقتل 4 مواطنين وإصابة 5 آخرين.

كما قصف الاحتلال التركي في 26 تموز/يوليو 2022 محيط ناحية تل رفعت وقرى التابعة لها بشكل عشوائي راح ضحيتها فتاة صغيرة تبلغ من العمر 17 عاماً وتدعى فهيمة رشو، وإصابة 5 نساء كن تعملن بين الأراضي الزراعية.

واستهدف الاحتلال عبر مسيرة انتحارية في الرابع من آب/أغسطس 2022 ناحية تل رفعت أسفر عن إصابة 9 مواطنين 6 منهم أطفال.

وفي 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ارتكب مجزرة بناحية تل رفعت مما أدى لمقتل خمسة أشخاص وإصابة عشرة آخرين.

قالت الإدارية بمنظمة حقوق الإنسان عفرين ـ سوريا زينب سليمان إن "ما شهدناه في الآونة الأخيرة من استهداف الدولة التركية المحتلة بهجماتها على مناطق إقليم شمال وشرق سوريا عموماً ومدينة الشهباء خاصة أدت إلى وقوع أضرار كبيرة في المنطقة ومقتل وإصابة العديد من المدنيين، وهذا دليل على أن الاحتلال التركي يسعى جاهداً إلى استهداف المدنيين المهجرين قسراً من عفرين".

وأضافت "استهداف ناحية تل رفعت وأدى إلى وقوع مجزرة بحق المهجرين القاطنين في المنطقة أغلبهم أطفال ونساء، فمنذ التهجير القسري لأهالي عفرين إلى الشهباء يستخدم الاحتلال التركي كافة سياسات الإبادة ضد هذا الشعب، بهدف تهجيرهم من الشهباء ولاحتلال مناطق أخرى بعد عفرين بهدف توسيع مشروعه الاحتلالي بمناطق إقليم شمال وشرق سوريا".

وعن المجازر التي وقعت في ناحية تل رفعت، أوضحت أن "الاحتلال ارتكب خمسة مجازر في ناحية تل رفعت، وكان الأطفال الذين هجروا دون ذنب باحثين عن حياة آمنة، ضحايا سياسات المحتل"، مبينةً أن "تل رفعت ذات منطقة استراتيجية من حيث موقعها التجاري الذي يربط كافة المدن السورية والدول ببعضها ومن أكثر المناطق التي تتعرض للقصف، وبالرغم من القصف الشديد، إلا أن الأهالي يقاومون في الشهباء ويواجهون جميع السياسات التي تحاك ضدهم".

وشجبت زينب سليمان السياسات التي تمارسها الدولة التركية ضد إرادة الشعب ومكونات المنطقة "انتهاكات الاحتلال التركي بحق المدنيين تندرج تحت جرائم الحرب وفقاً للمادة 8 من قانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

وطالبت المنظمات الحقوقية بالخروج عن صمتها أمام جرائم الاحتلال التركي ومحاسبته على جرائمه التي ارتكبها بحق المدنيين، بالإضافة إلى خروجه من كافة المناطق التي احتلها وتأمين العودة الآمنة للمهجرين وحمايتهم من سياسات الإبادة.

من جانبها قالت غزالة محمد خليل والدة فهيمة رشو التي قتلت في عام 2022 بناحية تل رفعت أثناء عملها بين الأراضي الزراعية "بعد نزوحنا من عفرين ساءت أوضاعنا المعيشية، لهذا كنا نعمل أنا واثنتان من بناتي بين الأراضي الزراعية من أجل تأمين قوت يومنا ولنستمر بمقاومتنا في الشهباء، وأثناء تواجدنا في الأرض سقطت قذائف الاحتلال التركي فوق رؤوسنا مثل المطر وأدى هذا القصف لإصابة واحدة من بناتي ومقتل أخرى".

وأكدت أن "ابنتي فهمية رشو لن تكون الأولى ولا الأخيرة تتعرض لهذا الاستهداف وتكون ضحية من ضحايا الاحتلال، ففي البداية ارتكب مجزرة بحق عشرة أطفال كانوا يلعبون في الشارع، بالإضافة إلى العديد من المجازر وآخرها كانت بحق أربعة أشخاص كانوا يقاومون على أمل العودة إلى عفرين، ولكن قذائف الفاشية أنهت بحياتهم".

بدورها نددت آسيا شيخ رشيد وهي أم لاثنان أصيبوا بآخر استهداف على تل رفعت في 23 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بجرائم الاحتلال ضدهم، مطالبة بمحاسبته على ما يفعله من انتهاكات بحق أهالي عفرين، مؤكدة بأنهم لن يتخلوا عن مقاومتهم في تل رفعت وسيبقون صامدين أمام الانتهاكات حتى عودتهم إلى عفرين.