خلال أيام العيد "إسرائيل" تواصل غاراتها الجوية على غزة
كان المواطنون في قطاع غزة يأملون أن يوقف الإسرائيلي غاراته الجوية بالتزامن مع استقبال عيد الفطر، لكن هذا الأمل تلاشى بالنسبة لنساء القطاع عندما بدأت طائراته تستهدف منازل المدنيين
رفيف اسليم
غزة ـ ، مما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والإصابات وتدمير البنية التحتية للقطاع المحاصر منذ (15) عاماً، الأمر الذي سرق فرحة العيد منهم.
تقول شروق حرارة البالغة من العمر (27) عاماً أنها كانت تنتظر أن تقضي العيد مع طفلتها التي انتظرت مجيئها على هذه الحياة منذ 5 سنوات، وعندما قَدِمت للحياة اشترت لها ملابس جديدة كي تحتفل بها، لكنها لم تستطع الشعور بتلك الفرحة بسبب الحزن الذي يخيم على المدينة، وعدد الضحايا الذي يرتفع باستمرار، لافتةً إلى أن طفلتها الصغيرة لا تكف عن البكاء بسبب أصوات القصف المروحي المرعب، الذي يهز أركان المنزل في كل استهداف جديد يحصد عشرات الأرواح التي لا ذنب لها سوى أنها تقطن في قطاع غزة.
وتلفت شروق حرارة إلى أنه "لا وجود للعيد في ظل الخراب الذي أحدثه الاحتلال الإسرائيلي في جميع محافظات قطاع غزة، وفي ظل استمرار استهدافه للمدنيين العزل الذين ينتمون لعائلات ذاقت مرارة الفقد، بدل من أن يحتفلوا سوياً في مثل هذه الأيام فلم يبقى لهم سوى ذكريات مؤلمة"، مضيفةً أن ما يحدث في قطاع غزة كارثة إنسانية وإبادة جماعية لأحياء بأكملها في ظل صمت دولي وعربي مطبق.
فيما تقطع الطفلة زينة وأختها الصغيرة رنا عياد صوت التلفاز ليبادرا بالسؤال "ماذا تقصف الطائرات الآن، هل سيتم استهدافنا كما البقة أو هل سنبقى أحياء حتى العيد المقبل بسلام دون أن نتحول لأشلاء"، تلك الأسئلة والحديث لأمهم مريم عياد ذات الـ (32) عاماً من طفلين يبلغان فقط (8، 6) سنوات.
لافتة إلى أن جميع جهودها في تهدئتهم بائت بالفشل، بل أصبحوا يتنقلوا في المنزل بالحذاء حاملين دميتهم المفضلة استعداداً للرحيل سواء من المنزل أو من هذه الحياة.
وتشير شروق وشاح ذات (24) عاماً إلى أن قطاع غزة وفلسطين عموماً كانت تتحضر للعيد مثلها مثل بقية الدول العربية والإسلامية، "مع إنهاء تجهيزاتنا أنهى الاحتلال الإسرائيلي تلك الفرحة في دقائق، فقصف وقتل ودمر وهجر عشرات العائلات من منازلها في غضون ساعات فقط"، متمنيةً أن ينتهي "هذا العدوان على القطاع في أقرب وقت كي لا يُفقد المزيد من الشهداء الأبرياء من الضفة الغربية وغزة".
بينما تقول إسراء الجيش ذات (26) عاماً أنها كانت تنتظر أول أيام العيد بفارغ الصبر، لكنها تفاجأت كبقية سكان قطاع غزة في الثامن والعشرين من رمضان بتوالي الانفجارات ما بين صاروخ ومدفعية، مما جعلها وعائلتها يعشون حالة من الخوف والقلق، لافتةً إلى أن "كل ما كان بيدنا هو أن نستمر بالدعاء إلى الله كي ينقذنا من غوغائية القصف العشوائي التي تمارسها إسرائيل بحق سكان القطاع تحت مبررات واهية".
وتكمل إسراء الجيش أن "إسرائيل معروفة بعنجهيتها وهمجيتها على الفلسطينيين، وعدم احترامها للشعائر الدينية في هذه الأيام المباركة"، مضيفةً أن طفلتها لازالت تسأل عن العيد وزيارة الأقارب، "بالرغم من أني البسها الملابس الجديدة إلا أن هناك شيء ناقص حتى الأطفال لم يستطيعوا تقبله، فقد غابت تكبيرات العيد وساد الصمت وغابت كل وسائل ترفيه الأطفال وحبسوا في البيوت، وأصبح نومهم متعب إثر البكاء المتواصل والخوف والقهر دون أمان".
وتلفت إسراء الجيش إلى أن قلقها الوحيد على تيتم عدد كبير من الأطفال وتركهم دون عائلة تحتضنهم وتعتني بهم، لافتةً إلى أن "الفلسطينيين بالضفة والقطاع شعب واحد مهما حاولت كل المؤامرات تقسيمهم وأن جميعهم ذات الشعب الجبّار المرابط، وبإرادتهم القوية سيتم تعمير ما دمره الاحتلال من شوارع وبيوت ومحلات تجارية لخلق الأمل والحياة في قطاع غزة من جديد".
ويواصل الإسرائيلي شن غارته الجوية على قطاع غزة منذ مساء الاثنين 10 أيار/مايو، والتي أسفرت عن وقوع عدد من الضحايا والإصابات بينهم أطفال ونساء بمناطق مختلفة من القطاع، وذلك بالتزامن مع الانتهاكات التي يرتكبها جنود الاسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين بمدينة القدس ومدن الضفة الغربية.
وقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية برجان وما يزيد عن (500) شقة سكنية وتضرر (1000) شقة أخرى ملك للمدنيين وعدد من المحلات التجارية، لترتفع حصيلة ضحايا الإسرائيلي على القطاع حسبما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان لها إلى "87 شهيداً ومئات الإصابات غالبيتهم أطفال ونساء".
وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكيلة قد طالبت المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بـ "التدخل لوقف العدوان على أبناء شعبنا في قطاع غزة"، وفق لمنشور وزارة الصحة على "فيسبوك"، لافتةً إلى أنّ وزارة الصحة "على تواصل مستمر مع مراكزها ومستشفياتها في قطاع غزة لتلبية جميع الاحتياجات الناجمة عن هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم".