خبز "واشوكاني" يُخبز بروح الهجرة وأمل العودة
ثلاث نساء يخبزن معاً بالحب ورائحة ومشاعر الهجرة وينتظرن العودة إلى أرض واشوكاني القديمة.
سوركل شيخو
تل تمر - الهجرة من أقدم الأماكن، الطبيعة والجغرافية والتاريخية والحضارة لم تصبح عائقاً أمامهم ليضعوا أيديهم على خدودهم، ويعدوا الساعات والدقائق ليمضوا أيامهم ويعيشوا بشكل طبيعي، بل إنهم اختاروا النضال بطريقة جديدة، وليس معاً فقط، بل أيضاً للقيام بمثل هذا العمل الذي سيفيدون به أنفسهم وكل من حولهم، حتى يشعروا بجمال ذلك العمل الذي يبذلونه بعرق وتعب.
يعتبر خبز الصاج إرثاً وتقليداً قديماً وفولكلوراً يكافح مع الخبازين المعاصرين من أجل البقاء والحماية من الانقراض. وفي إقليم شمال وشرق سوريا، تحاول اللجنة الاقتصادية لمؤتمر ستار من خلال مشاريعها خلق فرص عمل للنساء وإبقاء المرأة أكثر ارتباطاً بثقافتها التاريخية وإبقائها حية.
وتم افتتاح مشروع "واشوكاني" لخبز الصاج للمهجرات في قرية تل نسري جنوب مدينة تل تمر في مقاطعة الجزيرة، وبهذا المشروع يصبح عدد مشاريع خبز الصاج التي افتتحتها ونفذتها اللجنة الاقتصادية لمؤتمر ستار للنساء 4 مشاريع.
ويحتضن مشروع واشوكاني ثلاث مهجرات نزحن بسبب الاحتلال التركي لمدينة رأس العين/سري كانيه، وبعد عجن الطحين، تشكل أحداهن كرات العجين، وترقها الثانية على الطاولة، وتقوم الثالثة بمدها على الصاج وهكذا تصنعن خبز الصاج.
افتتح المشروع منذ 20 يوم
تحدثت أميرة محيميد مجرس عن المشروع الذي ساعدتهن فيه اللجنة الاقتصادية لمؤتمر ستار مادياً ومعنوياً، وقالت إن هذا هو العام الخامس منذ أن تم تهجيرهم من مدينتهم بسبب هجمات الاحتلال التركي.
ولفتت إلى أنهم بعد التهجير والاستقرار في القرى الآشورية بدأوا بافتتاح مشاريع صغيرة، "لقد ساعدتنا اللجنة الاقتصادية لمؤتمر ستار في افتتاح مشروع خبز الصاج الخاص بنا. نحن ثلاث نساء نعمل هنا، ونقسم العمل بيننا. إحدانا تشكل كرات العجين والأخرى ترقها والثالثة تخبزها وهكذا نتناوب على العمل. عندما يكون هناك عمل مشترك، فهو ليس بالأمر الصعب، لقد عرفنا منذ فترة طويلة كيفية صنع الخبز، لكن مشروعنا عمره 20 يوماً".
يتم إيجاد حل لبطالة المهجرين عن طريق فتح مشاريع صغيرة والتوسع فيها
وقالت إنهم يخبزون الخبز كل يوم وحسب احتياجات اللاجئين الآخرين، يمكنهم تلبية احتياجهم في أي وقت يريدون، "بدون أي فرق، سواء كان للاحتفالات أو الحداد أو أي مناسبة، نصنع الخبز بحب حسب الطلب. يمكن لأي شخص أن يفتح مثل هذه المشاريع الصغيرة ويديرها، بالطبع، يصبح الأمر أكثر جدوى بمساعدة المؤسسات ذات الصلة. فبدلاً من الجلوس في المنزل، يمكن للجميع العمل من أجل أنفسهم ومحيطهم. الجميع ليس موظفا، لذلك يجب تقليل بطالة المهجرين أو إنهائها بالمشاريع الصغيرة وتوسيعها".
"العار هو الجلوس في المنزل"
وعبرت أميرة مجرس عن رأيها حول نظرة المجتمع للنساء والتي تقول إنه من العار أن تعمل المرأة، "العمل ليس عيباً بالنسبة للمرأة، العار هو أن يجلس المرء في المنزل ولا يعمل. العمر ليس عائقاً، إذا وجدت الإرادة حتى لو كان عمرك مائة عام، يمكنك العمل في أي مجال. العمل هو سعادة الإنسان، فالأشخاص الذين لا يعملون ولا يتعبون لن يشعروا بجمال وسعادة الحياة. ولهذا السبب عندما نعمل، فإننا نعمل معاً".
آمال إنهاء الاحتلال وبدء حياة جديدة
واستذكرت أميرة مجرس جراح هجرتها المليئة بجرائم الاحتلال التركي ومرتزقته "بيتي ذهب، تم غزوه، والآن يعيش فيه المرتزقة، بعد أن تم تهجيرنا، احتل المرتزقة منزلي واخذوا كل شيء من ذكرياتنا إلى الحديد الموجود تحت المنزل. لم يتركوا شيئاً. لا يمكننا الجلوس وانتظار عودتنا، علينا أن نبدأ حياة جديدة إلى أن يحين وقت العودة".
واختتمت حديثها بالقول "نريد أن ينتهي الاحتلال التركي لمدينتنا وأن يعود المهجرون إلى أراضيهم، وعلى كل من يستمع ويشاهدنا أن يساعد في إنهاء الاحتلال التركي على أرضنا، وذلك من أجل المستقبل السليم لأطفالنا بشكل خاص ولنا بشكل عام".