تحرير بني صخر

رام الله ـ أكدت الأخصائية النفسية سبأ مرعي بأن نسبة العنف زادت بشكل كبير ضد النساء وخاصة خلال فترة جائحة كورونا، التي دفعت الأشخاص للجوء إلى حيل لإسقاط ما بداخلهم من غضب على النساء على شكل  عنف جسدي ونفسي ولفظي. 

 قتلت رنا حداد على يد والدها في الخليل قبل أكثر من أسبوعين، وعثرت أجهزة الأمن الفلسطينية على جثتها.

وفي تفاصيل القضية فأن والد رنا حداد قام بقتلها وتقطيع جثتها إلى عدة أجزاء ونقلها إلى حفرة معدة لدفنها، وقام بزراعة شجرة زيتون فوق جثتها. 

وصرحت عائلة مرتكب الجريمة من خلال بيان بأن "خلاف نشب بين رنا ووالدها بسبب تصرفاتها واضطراباتها العقلية، حيث قام والدها بضربها بهدف تأديبها، لتحاول بعدها الهروب وترك البيت، لكن والدها منعها وتوفيت بين يديه، ونتيجة الخوف والارتباك قام بنقلها إلى منطقة خالية".

وعلى إثر هذه الجريمة قالت الأخصائية النفسية الفلسطينية سبأ مرعي لوكالتنا "لا ننكر وجود أثر كبير لفيروس كورونا على كافة مناحي الحياة التي نعيشها وعلى جميع الأفراد بدون استثناء، فقد لوحظ خلال الفترة الحالية ازدياد نسبة العنف داخل الأسرة خاصة ضد النساء نظراً للمسؤوليات الكبيرة التي تحملها المرأة وقضاء أفراد الأسرة فترة أطول داخل البيت مما يزيد من حدة المشاكل والضغوطات".

وأضافت بأن كل الظروف أثرت بشكل كبير على ضعف ثقة النساء بأنفسهن وشعورهن بعدم الأمان والخوف والقلق والتوتر والتفكير الزائد والإحباط، خاصة تلك الفئة التي لا تجرؤ على إبلاغ الآخرين عن تعرضها للعنف، كما تسببت الجائحة في زعزعة العلاقات داخل أفراد الأسرة وفقدان التواصل فيها وتفكيك الأسرة أيضاً.

وفيما يتعلق بمساندة النساء المعنفات، قالت "من واجبنا كأفراد وكجهات مختصة أن نكون سنداً دائما للنساء في أي مكان ونحن نعمل على تقديم الدعم النفسي لهن بالإضافة للاستماع لضغوطاتهن بهدف التخفيف من المسؤوليات المطلوبة منهن، كما نعمل على نشر الوعي بين أفراد الأسرة الذي بدوره ينشر الأمان والطمأنينة في قلوبهن".

وأضافت على كل امرأة تعرضت لعنف بغض النظر عن نوعه أن تتحدث مباشرة للجهات الخاصة ولا تتردد في الإبلاغ عن الأذى الذي تتعرض له، فعليها أن تثق بنفسها وأن تلجأ للجهات المختصة.

وسبأ مرعي من قرية كفرذان في مدينة جنين، تحمل ماجستير في الإرشاد التربوي من جامعة النجاح الوطنية وتعمل في كلية العندليب للقبالة والتمريض كأخصائية نفسية.