هيئة المرأة تعزز تواجد النساء في سوق العمل
تسعى هيئة المرأة في المجلس التنفيذي من خلال افتتاح العديد من الدورات المهنية في عدة مجالات على تنمية قدرات المرأة الشخصية بهدف تهيئتها للانخراط في سوق وميادين العمل لتحقيق استقلالها الاقتصادي.
يسرى الأحمد
الرقة ـ تساهم هيئة المرأة في المجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة بإقليم شمال وشرق سوريا من خلال افتتاحها لدورات فكرية ومهنية للنساء والفتيات، لتكن قادرات ومؤهلات لإدارة المشاريع والانخراط في سوق العمل التجاري.
تعمل المؤسسات والهيئات والحركات النسوية منذ تأسيسها في ظل نظام الإدارة الذاتية، على تشجيع ودعم النساء ودفعهن للاعتماد على ذاتهن وتحقيق استقلالهن المادي، وذلك عبر افتتاح العديد من المشاريع الخاصة بهن، وتنمية وتطوير مهاراتهن وقدراتهن الفكرية والعملية ليكون دورهن أكثر فاعلية في كافة الساحات والمجالات.
بناء على مذكرة التفاهم بين كل من هيئة المرأة في المجلس التنفيذي في مقاطعة الرقة والمشروع الإيطالي، افتتح في 23 نيسان/أبريل الماضي مشروع نسوي، نظمت في ظله العديد من التدريبات المهنية التي تهدف لصقل قدرات المرأة وتفعيل دورها لتكون أكثر قدرة وثقة على الانخراط في سوق العمل.
ويضم المشروع تدريبات في مجالات مختلفة منها دروس في محو الأمية وبرامج الحاسوب، وتنمية القدرات الشخصية وإدارة المشاريع وتسويقها، تتراوح مدة الدورة شهرين ونصف، حيث أن برنامج التدريب مقسم إلى ثلاثة جلسات في الأسبوع، ومدة الجلسة خمسة ساعات في اليوم.
وعن الهدف من افتتاح التدريبات المهنية أوضحت رئاسة هيئة المرأة في المجلس التنفيذي أمل الجاسم "هناك نساء تطمحن لافتتاح مشاريعهن الخاصة لكن عدم امتلاكهن الخبرة الكافية في مجال الإدارة حال دون ذلك، لذلك نسعى لدعمهن بالإمكانيات المتاحة لتعزيز ثقتهن بأنفسهن وإكسابهن الخبرات الكافية والمطلوبة، وبذلك تكون المرأة في نهاية المطاف قوية وقادرة على إعادة تنظيم وبناء نفسها من جديد وتفعيل دورها وتطوير مهاراتها الشخصية ورفع مستوى ثقافتها الفكرية لكي تكون مؤهلة ومتمكنة من مزاولة أي مهنة كانت وتفتتح مشاريعها الخاصة، وبالتالي تحقق استقلالها الذاتي والاقتصادي دون اللجوء أو الخضوع لسيطرة الذهنية الذكورية والاستغلال المادي الذي يعتبر وجه أخر للحرب الخاصة".
وحول الفئة التي يستهدفها المشروع بينت "تستهدف التدريبات شريحة معينة من النساء وهن اللاتي لا تملكن مهنة أو شهادات دراسية أو خبرات وخاصة المعيلات لأسرهن بهدف فتح المجال أمامهن لتكن فاعلات في المجتمع"، مضيفةً "شرعنة الذهنية الذكورية السلطوية أن سوق العمل هو حكر على الرجال فقط، ومنع المرأة من الانخراط فيه، لكن بعد تطبيق نظام الإدارة الداعم الأبرز لها تمكنت بمساندته من تخطي وكسر تلك المفاهيم الخاطئة من خلال إثبات جدارتها وقدرتها على الانخراط في جميع المجالات المؤسساتية وميادين العمل والسوق التجاري والصناعي وإدارة المشاريع والمشاريع الخاصة".
وعن أهمية الدورات الفكرية وما تصبه في صالح النساء قالت "تبنينا من خلال إعطاء الدروس الفكرية العديد من القضايا الاجتماعية التي تهم المرأة كقانون الأسرة بهدف تهيئة أرضية مناسبة، هذا القانون يشمل بنود تحفظ جميع حقوق المرأة وترسخ مبدأ الحياة التشاركية بين الجنسين، للحد من التفكك الأسري وبالتالي بناء مجتمع ديمقراطي حر، يقوم على حماية المرأة من العنف الأسري الذي يمارسه الزوج بحقها، وبالإضافة للتطرق إلى الأضرار والتداعيات السلبية المترتبة على زواج القصر وغيرها، إلى جانب تعريفها بحقيقة تاريخها وذاتها وكيانها، من خلال اكسابها المعرفة الكافية حول مفهوم ومبادئ مشروع الأمة الديمقراطية، والمكانة المهمة والمرموقة التي تشغلها المرأة ضمن المشروع".
وأضافت أمل الجاسم أن "التدريبات الفكرية ساهمت في كسر قوقعة فكر المرأة الذي شبعه المجتمع بالأوهام لتسليحها بالفكر الحر، فقد كان لحقبة سيطرة داعش على المنطقة والانتهاكات التي مُورست على المرأة تحت ذرائع الدين دور بارز في مضاعفة العنف ضد النساء، إضافة الى العنف الاجتماعي والأسري من عادات وتقاليد بالية ولدت معها، بهدف حرمتها من أبسط حقوقها، وكل ذلك كان له العديد من التداعيات والأثار السلبية أولها تقييد فكر المرأة وحصره في إناء ضيق وتحجيمه وخوفاً من تطوره، لهذا نسعى من خلال الدروات الفكرية للقضاء على تلك الأفكار، وتعريف المرأة على حقيقة تاريخها وأهمية دورها في المجتمع من خلال دفعها لتطوير فكرها بإيدلوجية حرية المرأة".
وحول تعرض المرأة والفئة الشابة على وجه الخصوص مؤخراً لأساليب الحرب الخاصة أكدت "بعد الإنجازات القيمة والعظيمة التي حققتها المرأة عبر ثورتها، تم استهدافها عبر بث الفتن والفساد وذلك عبر جرهم وراء آفات عديدة منها وسائل التواصل الاجتماعي واستخدامه الخاطئ وترويج المخدرات لتشويه صورتها، لهذا نسعى من خلال هذه الدورات التوجيه والتوعية بسياسة هذه الأساليب وكشف الوجه الحقيقي، عبر التعريف بمخاطر واضرار تعاطي وترويج المخدرات بين المجتمع، والانحلال الأخلاقي والجرائم والنزاعات التي تحدث نتيجته إدمانها".
وحول أهمية دور محو الأمية في المساهمة برفع وعي النساء أكدت "منذ عقود والمرأة محرومة من أبسط حقوقها على رأسها حقها في العمل والتعليم، لهذا نجد الكثير من النساء لا تجدن القراءة والكتابة، وبحكم ظهور عصر التكنولوجيا والثقافة العلمية وتطورها، كان من الضروري أن تسلح المرأة فكرها بالعلم والثقافة لتواكب التطورات العصرية، وبالتالي تساهم في بناء مجتمع يرتقي ويزدهر بالعلم والثقافة".
وعن خطط هيئة المرأة المستقبلية قالت أمل الجاسم "لدينا العديد من المشاريع قيد العمل حالياً، منها تجهيز مجمع نسوي وتفعيل كافة أقسامه العملية والنظرية، كما نسعى لافتتاح المزيد من التدريبات الفكرية والمهنية الجديدة منها في الخياطة والحرف اليدوية والنسج والحلاقة النسائية وصيانة الهواتف المحمولة والحواسيب لاستقطاب أكبر عدد من النساء ومساعدتهن، كما قمنا حالياً بتجهيز إحدى قاعات المجمع لافتتاح هذه التدريبات كبداية لإطلاق مشاريع للجميع".
وفي ختام حديثها وجهت رسالة حثت فيها النساء على العمل على تطوير ذاتهن، "يجب على المرأة أن تثبت دورها في المجتمع، وألا تبقى أسيرة المنزل ودورها التقليدي، يجب أن تحاول الانخراط في كافة المجالات وألا تستلم مهما كانت الصعوبات والعراقيل فبمقدورها تجاوزها وتخطيها، ويجب أن تتعرف على ذاتها وتطور قدراتها الفكرية والمهنية، فالمرأة كل المجتمع وليست فقط نصف".