غزة... تهميش دور المرأة في المجال السياسي

لم تحظى المرأة في فلسطين حتى الآن بفرص متكافئة حيث يعكس مشاركتها ضمن الأحزاب والمنظمات السياسية الواقع الحقيقي الذي تعيشه.

نغم كراجة

غزة ـ أكدت رئيسة لجنة رقابة حقوق الإنسان هدى نعيم على أهمية المشاركة السياسية للمرأة وخوضها غمار العمل العام وتعزيز دورها النضالي، وإدماجها في الأحزاب وإشراكها في صناعة القرار السياسي بما يجسد مفاهيم المساواة والعدالة.

ترى رئيسة لجنة رقابة حقوق الإنسان هدى نعيم أن واقع مشاركة المرأة الفلسطينية في الشأن العام وفي المراكز القيادية لا يرقى لمستوى طموحاتهن، لكن هنالك تحسن نسبي وملحوظ حققته بإرادتها وعزيمتها؛ لأنها تسير في الاتجاه الصحيح حيث بدأت تزداد مشاركتها خاصة في الملفات الصعبة وتقلد مواقع صنع القرار.

وأشارت إلى أن المرأة في فلسطين تتقدم في مجال المشاركة السياسية لكن ببطء حيث تظهر الأرقام والاحصائيات المتعلقة بواقع مشاركة المرأة في السلطات التشريعية والقضائية والميادين العامة أن هناك تحسن نسبي في الحراك العام.

وغالباً ما تتعلق المعيقات التي تواجه النساء خلال عملهن بطبيعة العمل السياسي والشأن العام، باعتباره معقد إلى حد ما، ولا بد من أن يكون هنالك اهتمام من الشابات بالمجال لإنتاج قياديات متمكنات وقادرات كما أوضحت هدى نعيم، لافتةً إلى أن العديد من الصعوبات نابعة من التنشئة الاجتماعية والثقافية وترى أن المرأة غير مناسبة لخوض غمار العمل العام.

العديد من العراقيل شكلت حاجز أمامهن في خوض غمار العمل العام والسياسي والمتمثلة في الأحزاب والقيود العائلية والعشائرية، ورفض المجتمع الفلسطيني فكرة ترشيح النساء لمناصب عليا كالمجالس البلدية والقروية وبالرغم من الانجازات التي حققنها إلا أن دورهن كان مهمشاً في نظر الرجال والذهنية الذكورية.

وأشارت إلى أن المجتمع يفرض آرائه وقيوده على مشاركة المرأة وترشحها في الانتخابات إلى جانب الانقسام الفلسطيني الذي أثر سلباً على استمرارية نجاحها وإبراز نضالها وإنجازاتها "المرأة الفلسطينية استطاعت عكس الصورة النمطية وإثبات ذاتها وكيانها بالرغم من جملة التحديات التي وقفت في وجهها".

ومن جانب آخر حققت المرأة إنجازاً حقيقياً خلال فترة نضالها ومشاركتها السياسية على وجه الخصوص وهذا تبين في حضورها الغير مسبوق في دورة المجلس وارتفعت نسبة تمثيلها إلى 25% في العضوية، وفي السنوات الأخيرة وضعت لها نسبة في العمل السياسي تحت ما يسمى "الكوتا" والتي وصلت إلى 30% "من المؤسف أنه لا يوجد تطبيق للقوانين على أرض الواقع"، بحسب ما أوضحته هدى نعيم.

وأضافت "حتى يتغير الواقع للأفضل على المرأة المثابرة والكفاح والاجتهاد وتطوير الذات وإثبات أنها قادرة وبإمكانها أن توازن بين جميع الأدوار الموكلة إليها"، مؤكدةً على أن نضالات المرأة جزء لا يتجزأ من ثورة وصمود مجتمعاتها.

ونوهت إلى أن المؤسسات السياسية والجمعيات الدولية تعمل على تنفيذ العديد من الورش التوعوية والأنشطة التي تدعم المرأة وتزيد من معرفتها بحقوقها وواجباتها وتعزيز دورها السياسي والاجتماعي والثقافي في المجتمعات.

وحول تجربتها السياسية تقول "فخورة بمشاركتي في المجال السياسي واجهت صعوبات متعلقة بالإرث الثقافي الذي يتعامل به الزملاء أو البيئة المحيطة لكنني تجاوزت هذه العقبات"، مشيرةً إلى أنها حازت على عدة مراكز منها أمين سر البرلمان في القطاع ورئيسة لجنة رقابة حقوق الإنسان "اتطلع للحصول على العديد من المهام القيادية، وإنصاف النساء، فالفلسطينيات قادرات ومبدعات، وبإمكانهن إحداث تغييرات جذرية في المجتمع".

وأوصت هدى نعيم بتعزيز مشاركة المرأة السياسية في مستويات مختلفة بما يخدم فكرة المساواة بين جميع أفراد المجتمع وتجسيد مفاهيم العدالة والإنصاف وتوسيع مشاركتها في مراكز صنع القرار وإدماجها في الأحزاب وإشراكها في صناعة القرار السياسي.