غياب المواصلات... يعرض العاملات للاستغلال والتحرش
تتعرض العاملات لمواقف محرجة عديدة وهن تحاولن الوصول إلى مكان عملهن البعيد بسبب قلة المواصلات وبعدها عن مكان سكنهن في المخيمات.
هديل العمر
إدلب ـ تواجه العاملات النازحات في الشمال السوري تحديات عديدة في الوصول إلى مكان أعمالهن البعيدة نتيجة لقلة المواصلات العامة الملبية لاحتياجاتهن بالمرور في خط المخيمات، لا سيما البعيدة منها والنائية، ما يعرض هؤلاء النساء في كثير من الأحيان للاستغلال والتحرش من قبل سائقي السيارات الخاصة.
هدية نور الدين (29) عاماً وهي نازحة مقيمة في مخيمات حربنوش، تواجه معضلة الوصول اليومي إلى عملها في إحدى المحلات التجارية في إدلب، حيث يستمر عملها من ساعات الصباح الأولى حتى المساء، وكثيراً من الأحيان تصل متأخرة إلى عملها لعدم وجود مواصلات عامة ذهاباً وإياباً.
وأضافت أنها تضطر في كل مرة للانتظار على قارعة الطريق ريثما يعطف عليها أحد سائقي السيارات ويقف لينقلها إلى أقرب مكان من عملها فتواصل الطريق سيراً على الأقدام.
مواقف محرجة عديدة تتعرض لها هدية نور الدين أثناء صعودها السيارات الخاصة أهمها رغبة السائق في التحدث إليها والحصول على معلومات عن مكان سكنها وقريتها وأحياناً يطلب رقم هاتفها للتواصل معها ما يدفعها إما للنزول من السيارة أو مسايرته ريثما تصل.
حسناء الزرزور (31) عاماً نازحة مقيمة في مخيمات قاح شمال إدلب وتعمل في إحدى المولات بمدينة الدانا، تقول أنها تعرضت لحالات تحرش عديدة من قبل سائقي السيارات الخاصة أثناء صعودها بغية الوصول إلى مكان عملها في الوقت المحدد "كثيراً ما كان يطلب السائق مني الجلوس بقربه ولا يسمح لي بالصعود من الخلف، وهنا كنت أرفض الصعود معه، غير أنني كنت اضطر أحياناً للصعود خوفاً من تأخري عن العمل وطردي، فأتعرض لما هو اسوأ وهو محاولات تحرش جنسي يدفعني للنزول على الفور".
تصمت قليلاً لتتابع "في إحدى المرات كان الجو ماطراً وطريق المخيم مليئاً بالطين وقلما تمر سيارة بالقرب من المخيم، وكان علي الوصول لمكان العمل في الوقت المحدد، وحين لمحت إحدى السيارات الخاصة، سارعت لإيقافها فاستجاب السائق لطلبي ووافق أن يوصلني في طريقه، غير أنه سرعان ما ظهرت لديه دوافع استغلال جنسي لوجودنا بمفردنا داخل السيارة ما دفعني للصراخ، فتوقف لشعوره بالخوف أنزلني في منتصف الطريق".
كانت تلك الحادثة من أكثر الحوادث التي أثرت في نفس حسناء الزرزور التي بقيت تحت الأمطار لمدة طويلة تبكي ريثما تمكنت من استقالة سيارة أخرى للوصول إلى مكان عملها، الذي تناضل للوصول إليه من أجل إعالة أبنائها الثلاثة الذين ينتظرونها آخر النهار بما يسد رمقهم وخاصة أنها فاقدة المعيل بعد اختفاء زوجها في غياهب سجون حكومة دمشق منذ ست سنوات.
من جانبها تعتبر سمية الكيروان (36) عاماً النازحة المقيمة في مخيمات دير حسان شمال إدلب والعاملة في ورشة خياطة بمدينة سرمدا، أن تأمين المواصلات من أكبر التحديات التي تواجهها بعملها، خاصة وأنها تقيم في مخيم نائي وقلما يتواجد سيارات مارة من الطريق المؤدي للمخيم.
وأشارت إلى حالة الإهمال الكبيرة التي تواجهها المخيمات فيما يخص موضوع تأمين المواصلات العامة والتي تؤثر بدورها في ترسيخ البطالة وصعوبة وصول العاملات النازحات المقيمات في المخيمات إلى أعمالهن اليومية، وهو ما يدفعهن للانتظار الطويل ريثما يحصلون على فرصة للركوب بإحدى السيارات.
وأكدت أن حاجة النازحات للعمل تدفعهن للاستعانة بأي مركبة تمر أمامهن وهو ما يعرضهن "لمواقف محرجة من ضعاف النفوس الذين يستغلون حاجة تلك النساء للوصول لعملهن اليومي دون تأخير".