فئة الصم... تحديات عديدة وإمكانيات ضعيفة
يعاني الصم في موريتانيا مشاكل كثيرة منها انخفاض مستواهم التعليمي وقلة وسائل تحقيق وتعميق اندماجهم في المجتمع المحيط بهم.
خديجة شيخنا
موريتانيا ـ أكدت مترجمة لغة الإشارة لالة كابر على ضرورة التوعية بقضايا الصم الأساسية وإعطائهم حقوقهم في التعليم والعمل والاندماج في المجتمع، وهذا ما تعمل عليه منظمة راما للخدمات الاجتماعية لدمج فئة الصم.
عملت مترجمة لغة إشارة ورئيسة منظمة راما للخدمات الاجتماعية المهتمة بقضايا الصم وشؤونهم وطرق دمجهم في المجتمع لالة كابر جاهدة على تحقيق الشيء الكثير لفائدة هذه الفئة، فبعد التحاقها عام 2010 بدار السينمائيين تعلمت الإخراج السينمائي، وتعرفت آنذاك على المسؤولة الإعلامية لمنتدى موريتانيا للصم وهو جمعية مختصة بدمج الصم بالمجتمع، وعملت متطوعة في الجمعية تدّرس الصم مادة المعلوماتية وقد نالت لغة الإشارة إعجابها فقررت تعلمها.
ومن خلال عملها كمتطوعة لمدة أربع سنوات في الجمعية بنت علاقة وطيدة مع تلك الفئة، حتى أنها بات تبحث عن مشاكلهم وتغوص في أعماق أحلامهم وطموحاتهم واهتماماتهم، وتقول لالة كابر إن "الصم أصبحوا يستعينون بها في المؤتمرات والملتقيات لتزويدهم بالترجمة، وبداية لم تكن لديّ الجرأة الكافية للوقوف أمام الجمهور فكنت أختار لهم زاوية ليتجمعوا فيها حولي وأقوم بالترجمة لهم، لكنهم لم يتقبلوا ذلك فطلبوا مني أن أقف أمام الجميع وأترجم لهم ليفرضوا لغتهم، فحضور مترجم إشارة بجانب صاحب الربط أو الصحفي فهذا يعنى وجود الصم وحضورهم، لقد شجعني ذلك على الوقوف أمام الجميع للترجمة في المهرجانات والمؤتمرات، وثقتهم بي أكسبتني حافزاً للمتابعة وإيصال معاناتهم".
وأضافت "كل ذلك دفعني لإنشاء جمعية متخصصة بالصم وقضاياهم وتأطيرهم وتكوينهم وتشغيلهم، وأول خطوة قمت بها منذ تأسيس الجمعية هي تكوينات على التصوير الفوتوغرافي والخياطة وكذلك تنظيم أيام لعرض أعمالهم اليدوية، هدفت منظمتنا بالمقام الأول على دمج الصم في المجتمع وتغيير النظرة الدونية التي يتعرضون لها والحث على معاملتهم كأي فئة في هذا المجتمع لها حقوق وعليها واجبات".
وأوضحت أنها كانت تقدم النصائح حول أهمية فحص الجينات ما قبل الزواج كون الإعاقة تتعلق بعوامل وراثية بشكل كبير، ووجهت نصيحة خاصة للأمهات والأبناء الصم أنه في حال لديهم أطفال يعانون هذا النوع من الإعاقة فعليهم تعلم لغة الإشارة حتى يتمكنوا من التعامل بالشكل الصحيح.
وأشارت إلى أن "هناك أطفال يولدون بدون إعاقة ولكن الصم من الإعاقات التي قد تحدث بعد ولادة سليمة من مرض يسمونه بورويص أي الشلل النصفي للرأس، فهناك بحث لدكتورة أكدت أن هناك 13 جين مسبب للصمم، فالسبب الرئيسي هو تقارب جينات الأب والأم، ومن أبرز أنواع الصمم هو الصم الكامل حيث صاحبه لا يسمع نهائياً وصمم جزئي يسمى بنصف أصم صاحبه ينطق بعض الكلمات ويسمى محليا (بالّكن) يمكن الزرع لهم (زراعة القوقعة) وبعدها ما يسمى بالترويض وهو المشكلة المطروحة في موريتانيا لعدم وجود أخصائيين للترويض، والأطفال الزارعي القوقعة لابد من متابعتهم وإجراء تدريبات للسان على النطق، وهذه أبرز مشكلة في موريتانيا لأن الأخصائيين الموجودين في البلد قلة ومكلفين وبعض الأسر غير قادرين على دفع التكاليف لذلك القليل من الأسر تلجأ لزراعة القوقعة في موريتانيا".
وبينت أن "هذا النوع من الصم يمكن لصاحبه أن يسمع عن طريق السماعة لكن حصولهم عليها بعد التقدم في العمر يسبب لهم مشكلة وهو مزعج بالنسبة لهم لأسباب منها أن السماعة تحتاج لصيانة ولابد لمستخدمها من أن يفهم ما يسمع كما أنها تسبب له نوع من التوتر والقلق فهو يكون في حالة راحة ثم فجأة يسمع الأصوات عن طريق السماعة فتسبب له تشويش مزعج لعدم فهمه لأي كلمه يسمعها .
وفي ختام حديثها قالت لالة كابر إن "الصم والأشخاص ذوي الإعاقة لا توجد لديهم إحصائيات دقيقة، لذلك لا يمكن معرفة مشاكلها واحتياجاتها بشكل دقيق ولا الطرق الممكنة لمساعدتها".