في ذكرى استشهاد هفرين خلف... 'مسيرة مقاومة المرأة لم تتراجع أمام السياسة التركية'

رغم استمرار الاحتلال التركي باستهداف نضال المرأة إلا أن الأخيرة لم تتوانى عن الكفاح من أجل تحرير أرضها والدفاع عن حقوقها.

سيلفا الإبراهيم

منبج ـ يصادف 12 تشرين الأول/ أكتوبر 2022 الذكرى الثالثة لاستشهاد الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف الذي تزامن مع هجوم الاحتلال التركي على رأس العين/سري كانيه، وتل أبيض/كري سبي.  

عندما هاجم الاحتلال التركي ومرتزقته مناطق شمال وشرق سوريا في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2019، استهدفت مرتزقته في اليوم الرابع من الهجوم الأمين العام لحزب سوريا المستقبل هفرين خلف على طريق M4 أثناء قيامها بعملها.

وفي ذكرى استشهادها قالت الناطقة باسم مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل في منبج وريفها ابتسام عبد القادر "الشهيدة هفرين خلف ليست الضحية الأولى للسياسة التركية المعادية للمرأة، ولن تكون الأخيرة فقد يكون هناك استهداف أكثر وحشية، فالاحتلال التركي يستهدف إرادة المرأة ويحاول القضاء على مقاومة النساء وخاصةً نساء مناطقنا اللواتي وقفن في وجه سياساته".

 

إبعاد النساء عن النضال

وحول استهداف النساء في كل عملية عسكرية على المنطقة بينت ابتسام عبد القادر أن "استهداف الشهيدة هفرين خلف تزامن مع الهجوم التركي على رأس العين وتل أبيض، والذي كان بطريقة وحشية بعيداً عن القيم الإنسانية وهو يوضح سياسة الدولة التركية وأساليبها القمعية في محاولة تهميش دور المرأة وإبعادها عن ساحة النضال"، مبينة أن "الاحتلال التركي استهدف النساء اللواتي شاركن في وفود السلام من أجل دعم مقاومة رأس العين وتل أبيض وهي محاولة تركية فاشلة لزرع الخوف في نفوسهن، لكن حدث العكس فلم تزدهن هذه السياسة إلا الإصرار للمضي في مسيرة الشهيدة هفرين خلف".  

وترى أن "أي دولة احتلالية تسعى للسيطرة على مجتمع ما تبدأ أول خطواتها في إفراغ المجتمع، وإضعاف الركيزة الأساسية المتمثلة بالمرأة"، مذكرةً بثورة شمال وشرق سوريا كمثال على القوة المجتمعية التي انبعثت من إرادة المرأة في تحرير المنطقة "العنصر الأساسي الذي ساهم بإنجاح هذه الثورة هو إشراك المرأة في صفوفها".

وأوضحت أن "ثورة شمال وشرق سوريا اندلعت بطليعة المرأة واحتضنت كافة النساء في صفوفها، الأمر الذي أثار الخوف لدى الاحتلال التركي وغيره من القوى المتواجدة على الأراضي السورية، حيث أن مصالحهم تلتقي في ضرب المجتمع من خلال القضاء على فكر المرأة واغتيال النساء الفاعلات في رسم خارطة الحل السوري".

 

استشهاد هفرين خلف لم يحبط النساء

وقالت ابتسام عبد القادر أن الاحتلال التركي أعلن سياسته العدائية تجاه النساء حتى قبل أن تطأ قدمه الأراضي السورية من خلال المرتزقة الذين يعملون تحت رايته بالسر وبالعلن ومن بينها داعش، مشيرةً إلى أن النساء كن أهدافاً للاحتلال التركي بعد فشله في السيطرة على المنطقة من خلال داعش.

وعن الالتفاف الشعبي حول الشخصيات التي يتم استهدافها لفتت إلى أن "المرأة بطبيعتها تتميز بأسلوبها اللين في التعامل مع محيطها وهذه كانت إحدى أسباب تأثر المجتمع بمختلف مكوناته بالشهيدة هفرين خلف، كما أن أهدافها واضحة وتخدم الشعب السوري وليس فقط شعوب شمال وشرق سوريا، وقد عملت من خلال حزب سوريا المستقبل من أجل الوصول بالبلاد إلى بر الأمان".  

وأكدت أنه "تم استهداف هفرين خلف لإيقاف مسيرتها الساعية لتحقيق تطلعات الشعب السوري، ولذلك لا يمكن إنكار أن هذا الاستهداف أثر بشكل كبير على المجتمع حيث امتزجت مشاعر الحزن والأسى ومشاعر الفخر أيضاً بما قدمته الشهيدة لأرضها".

واختتمت ابتسام عبد القادر حديثها بالتأكيد على أن "الشهيدة هفرين خلف امتداد للشهيدات اللواتي سبقنها ولن تتوقف الأطراف المعادية لحرية المرأة عن استهداف الشخصيات المؤثرة في المجتمع لكن رد الشعوب هو السير على خطى الشهداء/ات".