في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال... فتيات تتخلين عن طفولتهن لمساعدة عائلاتهم
بالرغم من صغر سنهم يعمل الأطفال في أفغانستان لمساعدة عائلاتهم في تأمين قوت يومهن، ولكن لا يتخلون عن أحلامهم.
بهاران لهيب
كابول ـ اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال لا معنى له بالنسبة للبلدان التي ترتفع فيها معدلات الفقر والبطالة، ففي تلك البلدان لا يعرف الآباء أن هناك مثل هذا اليوم لأن همهم الوحيد هو إيجاد قوت يومهم لإبقاء أطفالهم على قيد الحياة.
تعد أفغانستان واحدة من البلدان التي شهدت أسوأ الظروف الاقتصادية خلال عقود من الحرب والعنف، وقد تركت تلك الأزمات الناس بمن فيهم الأطفال محرومين من أدنى دعم حكومي ورعاية اجتماعية.
لقد جمع قادة الدولة وخاصة في السنوات العشرين الماضية، استثمارات ضخمة داخل وخارج البلاد، لقد احتكروا مليارات الدولارات من المساعدات الدولية، بدلاً من استخدامها للقضاء على الفقر وغيره من الأزمات التي تعاني منها البلاد.
وكانت قد أفادت منظمة إنقاذ الطفولة الدولية أن 13.1 مليون طفل أفغاني بحاجة إلى الغذاء في عام 2020، وفي العام الذي قبله كان هناك 9.7 مليون طفل بحاجة إلى الغذاء.
وقد أعلنت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الأفغانية في تقريرها الذي نشر العام الماضي، أن عدد الأطفال العاملين يبلغ 3.7 مليون طفل، ما يقارب من 2.1 مليون من هؤلاء الأطفال تتراوح أعمارهم بين 5 ـ 7 سنوات.
على الرغم من أن وزارة العمل والشؤون الاجتماعية أوضحت في نفس التقرير أن عدد الأطفال العاملين قد انخفض هذا العام، إلا أن هناك زيادة بنسبة 10% في عدد الأطفال العاملين، وفقاً للجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان.
أعلنت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان في تقريرها السنوي حول عمالة الأطفال الذي نشر في الـ 26 من آذار/مارس الماضي، أن 21% من الأطفال يعملون، وبحسب التقرير 9.9% من الأطفال يعملون في جمع النفايات، 9.9% يعملون في أعمال شاقة، 7.8% يعملون كباعة متجولين، و0.8% يعملون كعمال في الوكالات الأمنية.
وكانت قد أوضحت المنظمة الدولية لحماية الأطفال في تقرير عن الضحايا الأطفال أثناء الحرب، أن حوالي 3062 طفلاً قتلوا وجرحوا خلال العام الجاري، وكان معظم القتلى من الأطفال الذين فقدوا حياتهم أو أصيبوا خلال 192 هجوماً على المدارس و62 هجوماً على المستشفيات.
مع عودة طالبان إلى الحكم فقد معظم المعيلين وظائفهم، ومن ناحية أخرى، أدى الجفاف الشديد إلى جعل الأفغان أكثر فقراً، لذلك، لذا تم التحذير بأن عدد وفيات الأطفال بسبب الجوع والتغذية والعمل سيزداد هذا العام.
وكالتنا تحدثت مع ثلاثة أطفال للوقوف على أوضاعهم وتطلعاتهم، صفية غلام فتاة تبلغ من العمر خمس سنوات من العاصمة الأفغانية كابول، تجمع النفايات لكسب لقمة عيشها من بيع الزجاجات.
تقول صفية غلام "والدي فقد حياته في الحرب قبل عام. تزوجت والدتي مرة أخرى. وأنا أعيش مع أجدادي. أجمع الزجاجات الفارغة من المدينة، ليبيعها جدي ويشتري لنا خبزاً جافاً، نشتري الخبز الجاف فقط كل يوم".
وعن أحلامها تقول "أريد أن أدرس وأصبح معلمة، وأعلم الفتيات، سأشتري الأدوية لجديّ حتى يكونوا بصحة جيدة".
قالت مريم متين البالغة من العمر سبع سنوات "أنا طالبة في الصف الأول في المدرسة. أنا لا أحب طالبان على الإطلاق. لأن والدتي لم تعد تذهب إلى المدرسة لتعليم الأطفال بسببهم. كلما أطلب من والدتي شراء شيء لي تقول أنه ليس لدينا نقود. يحصل أبي أحياناً على أجر من طالبان، وأحياناً لا يحصل عليها. نحن ثلاث شقيقات في العائلة أختي الكبرى في الصف السابع. وهي أيضاً تكره طالبان لأنهم منعوها من الذهاب للمدرسة".
وأضافت "مع تقدمي في السن، سأطالب بطرد طالبان من السطلة، سأسعى للوصول إلى مراكز هامة حتى تتمكن شقيقاتي وأمي من الذهاب إلى المدرسة، وأعطي جميع الآباء رواتبهم لشراء ما يريدون لبناتهم".
من جانبها تقول أسماء عارف البالغة من العمر 11 عاماً، وهي تبيع الأقنعة في شوارع كابول مع أختها "نحن ستة أفراد في العائلة وليس لدي أخ والدي كان مريضاً وتوفي، أنا وأختي نكسب قوت يومنا من خلال بيع الأقنعة ومساعدة بعض الناس، لدينا الكثير من المشاكل. ما نجنيه لا يمكننا من شراء سوى 5 أرغفة من الخبز الجاف يومياً، أنا وأختي نريد أن ندرس لأن المتعلمين يمكن أن يعيشوا حياة جيدة".