في الذكرى الـ 32 لاستشهادها... الفنانة مزكين مصدر إلهام للفن الثوري
بصوتها وفنها أثرت الفنانة الثورية مزكين بشكل كبير على الثورة، وأعطت روحاً مختلفة لمقاومة الشعب الكردي وبشكل خاص المرأة.
نورشان عبدي
كوباني ـ في الذكرى الـ 32 لاستشهاد المناضلة والفنانة مزكين أكدت عدة فنانات أنها باتت هوية ثقافية وفنية للمرأة الكردية، مشددات على أنهن ستسمرين على دربها لتجسيد الصورة والصوت الحقيقي لثورة المرأة في روج آفا.
من هي الفنانة الثورية مزكين خليل؟
الفنانة الثورية والقيادية والمناضلة غربت آيدن التي تعرف باسم الفنانة مزكين خليل، تركت بصمتها في حركة التحرر الكردستانية وكانت من النساء اللواتي مثلن الثورة الكردية في أجزاء كردستان الأربعة بصوتها وفنها، ولدت عام 1962 في قرية بيليدر في مدينة باتمان بشمال كردستان، انضمت إلى حركة التحرر الكردستاني عام 1980 متأثرة بفكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان.
انتقلت عام 1983 إلى أوروبا لتنظيم نشاطات ثقافية وفنية وشاركت في تأسيس أكاديمية للفنون والثقافة والموسيقا وانضمت لفرق موسيقية عدة، عبر أغانيها عن الثورة والمقاومة الكردية أثرت على الشعب الكردي وبشكل خاص على المرأة واستطاعت أن تكون صوت الحرية من أجل كل امرأة تناضل وتقاوم للحصول على حريتها.
بعد مسيرة حافلة بالنضال والمقاومة دامت لأعوام في مدينة تطوان فقدت حياتها في الحادي عشر من أيار/مايو عام 1992 بعد تنفيذها عملية فدائية لصد هجوم ضد الجيش التركي.
وفي ذكرى الـ 32 لاستشهاد الفنانة الثورية مزكين خليل التي جسدت بصوتها العذب وفنها الثوري نضال المرأة الكردية أجرت وكالتنا لقاءات مع فنانات من مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا حول حياتها والإرث الثقافي الذي تركته خلفها في التاريخ الكردي للفن والثورة.
قالت الفنانة وعضوة مركز الهلال الذهبي سلافا بوزو (22) عاماً "تركت الفنانة مزكين خليل خلفها مسيرة حافلة بالنضال من الجانب الثقافي والثوري، فهي فنانة ثورية ومقاتلة وقيادية ناضلت من أجل قضيتها وقضية شعبها، لذلك كان لها ارتباط خاص بالشعوب من الناحية الثقافية والتراثية والفنية وأيضاً أثرت على الشعب والمرأة الكردية من الجانب الوطني والقومي كونها كانت مقاتلة ضمن صفوف قوات الكريلا وتلقت تدريبات على فلسفة تحرير المرأة بفكر القائد أوجلان".
وأضافت "من خلال أغانيها الثورية والوطنية نشرت القوة بصوتها الذي كان يدخل منزل كل عائلة كردية وكان لها ارتباط خاص بجنسها وقضيتها كامرأة وعبر فنها كانت تحمي هوية المرأة".
وعن طبيعة الأغاني التي كانت تجيدها أوضحت أنها كانت تغني أغاني ثورية تحاكي معاناة الشعب الكردي والمأساة التي مر بها عبرت التاريخ "أعانيها منذ بالبداية وإلى يومنا هذا لا ميت ما يشعر به الشعب الكردي من ظلم وعبودية".
وأكدت بأنهن كفنانات في الوقت الراهن تأثرن كثيراً بها وبصوتها "يجب علينا كفنانات هذا الجيل أن نحافظ على ما تركته الفنانة مزكين خليل من أجلنا ومن أجل الشعب ويجب علنيا إحياء ذكراها لنكون كما كانت صوت المرأة الكردية في جبال كردستان نحن اليوم بصوتنا وفننا سنكون صوت ثورة المرأة في روج آفا".
"بصوتها وفنها جسدت الهوية الحقيقة للمرأة الكردية"
من جانبها استذكرت الفنانة الشابة وعضوة في فرقة كيفارا في مركز باقي خدو للثقافة والفن في مدينة كوباني أحلام عبدي (20) عاماً التي بدأت تمكين ذاتها في مجال الموسيقا منذ أربع أعوام "الفنانة مزكين خليل لم تكن فقط فنانة بل كانت مقاتلة ومناضلة وقدوة للمرأة الكردية بنضالها الثوري، فمن أجل ثورة المرأة الكردية ضحت بالكثير وناضلت وقاومت من أجل تحرير أجزاء كردستان الأربعة".
وأضافت "الشعب الكردي في السابق كان لا يستطيع التحدث بلغته الأم ولكن المناضلة مزكين خليل غنت باللغة الكردية فهي من خلال صوتها حاربت الذهنية التي كانت تمنع الكرد من ممارسة أبسط حقوقهم، ولكن اليوم بعد الثورة وبفضل ما قدمه المناضلين والمناضلات نجيد الغناء بلغتنا الأم"، مؤكدة أن "صوتها وروحها ما زالت تعيش بيننا في كل وقت نستمع لأغانيها الثورية".
وأوضحت "بعد أعوام من استشهادها ما زالت الفنانة مزكين خليل قدوة ومصدر قوة من أجل تطوير وتمكين الفن وبشكل خاص الفن الثوري، بتاريخ الكرد هنالك فنانات كثيرات ولكن الفنانة مزكين خليل بصوتها والطريقة التي كانت تغني بها استطاعت أن تجسد الهوية الحقيقة للمرأة الكردية وبشكل خاص للمرأة المقاتلة الثورية في صفوف الكريلا، ونحن كفنانات في مقاطعة الفرات سنستمر على دربها لنكون صوت ثورة المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا كما كانت هي صوت نضال المرأة الكردستانية".