فريق نسوي تطوعي يتفقد أوضاع نساء وأطفال غزة بالعراق
يحاول فريق من الإعلاميات والناشطات في العراق التعبير عن تضامنهن مع أهالي غزة، من خلال توفير متطلباتهم من علاج ودعم نفسي إزاء ما تعرضوا له من انتهاكات وتدمير خلال أشهر الحرب المستمرة في غزة.
رجاء حميد رشيد
العراق ـ قدم فريق نسوي مؤلف من صحافيات وإعلاميات وناشطات في حقوق المرأة والطفل، الدعم النفسي والمعنوي والمادي للفلسطينيات وعوائلهن القادمين لتلقي العلاج في مستشفى دار المريض الخاص في مجمع مدينة الطب في العاصمة بغداد.
من خلال زيارة قام بها فريق نسوي مؤلف من صحافيات وإعلاميات وناشطات في حقوق المرأة والطفل أكدن على تضامنهن مع الفلسطينيات، كما أطلع الفريق خلال زيارته على أهم احتياجاتهن ومتطلبات أطفالهن، وخلال خمسة أيام قام الفريق بإطلاق حملة لجمع التبرعات لغرض تأمين الاحتياجات الخاصة بهن.
حيث وصف الطفل موسى ذو الـ 12سنة الوضع في غزة أنه جحيم لما عاشه من أهوال وتدمير، فيما أكدت والدته ابتسام كامل رمام عن العناية التي وفرها الفريق النسوي لها أن "العناية هنا فوق الوصف، حيث تتوفر الرعاية في كافة المجالات النفسية والطبية والاجتماعية".
وعن تقطع السبل وعدم حصولهن على العلاج بعد خروج المستشفيات داخل القطاع عن الخدمة منذ عدة أشهر قالت اسمهان المصري البالغة من العمر 29 سنة أم لستة أطفال بقوا مع زوجها في غزة "أُخرجنا قسراً من بيت حنون بعد أن تم قصف كل بيوتنا ونزحنا إلى مدرسة تعرضت لقذيفة دبابة وقد أصيب ساقي اليسرى ويدي ووجهي، معاملة القوات الإسرائيلية لنا سيئة جداً والمناظر التي رأيناها محزنة ومروعة، ولشدة القصف لم نستطع مساعدة بعضنا، ولكونه لم يبقى مكان آمن نقصده نزحنا إلى مصر ثم توجهنا إلى العراق لإكمال العلاج حيث تم استقبالنا بكل رحابة صدر".
وعن وضع كاميليا عثمان محمد التي كانت قد استفاقت من التخدير بعد خضوعها لعملية جراحية، قالت أخت زوجها فاتنة فهمي الصبار "كاميليا عثمان محمد مصابة بمرض السرطان منذ عشر سنوات، وبالعلاج انخفضت نسبته لديها ثم عاد مرة أخرى وانتشر في عظامها وبسبب الحرب على غزة لم يتم معالجتها، وما أن سنحت لنا الفرصة توجهنا إلى مصر وفي مستشفى الملاحة الصدرية بقيت لمدة شهرين وعشرة أيام ثم تم نقلها إلى المطرية في القاهرة وبقينا سبعة أيام هناك، حتى جاء الوفد العراقي وتم تبليغنا أنه تم تحويل كاميليا إلى العراق لاستكمال علاجها، لقد عانت كثيراً حتى وصلت إلى المكان المناسب خاصة أن وضعها الصحي حرج للغاية".
من جانبها قالت آيات حسن يونس والدة فتاة في العشرينات من عمرها خضعت لعملية جراحية، عن معاناتهم خلال الحرب "هربنا من براثن الموت ولجأنا في مدرسة بمدينة خان يونس ثم أخرجنا قسراً منها حيث تم قصفها، واستطعنا الوصول بأعجوبة إلى رفح، في ذلك الوقت كانت إحدى يديّ مصابة، بعدها تمكنت من الوصول إلى مصر برفقة ابنتي فداء، حيث تركت زوجي وأطفالي في دير البلح، وكونه لم يكن هناك أي علاج ليديّ سألني الفريق الطبي هل بمقدورك الذهاب إلى العراق؟ فأجبت أتمنى أن يكون العراق بلدي وأرضي، وبدأت العلاج هنا في بغداد حيث أن الأطباء والممرضين يقدمون لنا عناية فائقة، كما زارتنا العديد من الفئات من كافة أطياف المجتمع العراقي، لقد أثبتوا لنا أننا قصدنا بلدنا الثاني".
وقالت عبير أبو يونس ذات العقدين من العمر مرافقة لوالدتها التي تعاني من مرض السرطان إلى جانب أصابتها ببعض الشظايا "نشكر الشعب العراقي لوقوفه إلى جانبنا ومساندتنا وتقديم كل هذه العناية من قبل الكادر الطبي في المستشفى، خرجنا من تحت القصف رأينا كيف قتل الأطفال كما تم اعتقال أخوتي الأربعة إلى جانب مقتل أربعون شخصاً من أقارب والدتي، لم يبقى لنا أحد من أهلنا وأقربائنا ولا حتى منزلاً نعود إليه في حال انتهاء الحرب".
وعن الحملة التطوعية قالت الصحافية أمل صقر رئيس منظمة نما للتدريب الإعلامي "عندما علمنا بوصول مجموعة من المصابين/ات والجرحى من أهالي قطاع غزة، تم استلامهم رسمياً وادخالهم إلى مستشفى دار التمريض الخاص في مجمع مدينة الطب بالعاصمة بغداد، حرصنا على زيارتهم وتفقد أوضاعهم و الاطلاع على احتياجاتهم خاصة أن جلهم من النساء والأطفال حيث أن هاتين الفئتين لديهما احتياجات خاصة جداً، في البداية كنا عبارة وفد صغير، وبعد أن تفقدناهم وجدنا أن الأمر يحتاج إلى حملة تطوعية كبيرة لتوفير احتياجاتهم، فقمنا بالتوجه لبعض المنظمات وطلب المساعدة ووجدنا استجابة كبيرة سواء من الناشطين/ات في حقوق الإنسان والحريات وكذلك الداعمين للطفولة والنساء وعدد من الإعلاميات والصحافيات".
وأضافت "تمكنا من جمع التبرعات لتأمين احتياجات أهالي غزة الواصلين إلى العراق، وهذه الزيارة الثانية لنا إلى المستشفى قمنا خلالها بتوزيع المواد وتدوين بعض اللوازم الأخرى وسنعمل على تأمينها وحملتنا مستمرة خاصة أن هناك وفود أخرى سيتم إدخالها إلى العراق في أي وقت، العمل على قدم وساق لنكون جاهزين على استقبالهم وتأمين احتياجاتهم وذلك في إطار دعمنا لهذه العوائل وللفريق الطبي في المستشفى الذي يقوم برعايتهم، وبدورنا نتقدم بالشكر الجزيل للكوادر الطبية لعنايتهم الفائقة لكل الحالات الموجودة في المستشفى وهناك عناية ليست طبية فقط بل عناية نفسية".
من جانبها تحدثت الناشطة المدنية ذكرى سرسم عن الحملة أنه "نظمها مجموعة من الناشطين/ات والإعلاميين/ات بعد قيامهم بزيارة العوائل الفلسطينية التي استقبلتها العراق مؤخراً، وكان التفاعل كبير من قبل الكثير من الزملاء/ات للتبرع والمشاركة بهذه الحملة التضامنية والاطلاع على احتياجاتهم، ثم قام الفريق التطوعي بتوفير متطلباتهم، وخلال أقل من أسبوع تم تأمين الاحتياجات التي تم تسجيلها في الزيارة الأولى، ثم تم تنظيم زيارة ثانية لتوزيع الاحتياجات بالتعاون مع الكادر الطبي في المستشفى، وهناك أيضاً زيارات أخرى قبل عيد الأضحى لتوزيع الدفعة الثانية من الاحتياجات الخاصة لبعض المرضى والجرحى، نحاول قدر الإمكان دعوة المواطنين لتقديم المساعدة سواء بالتبرع أو مد يد العون لهؤلاء العوائل بأي طريقة كانت".