فاديا كيوان: الحكومات تعمل من أجل مصالحها في المقام الأول وهذه أدوات تمكين المرأة

أوضاع النساء في البلدان العربية تكاد تكون متشابهة رغم خصوصية بعض البلدان التي تعاني من نزاعات مسلحة

أسماء فتحي  
القاهرة ـ ، والعمل على دعمهن يتطلب جهد ودأب وحرص شديد على عمل الممكن والمتاح في ظل الظروف السيئة والأزمات العالمية التي تصل لمستوى كارثي، وهو الأمر الذي تطلب تكاتف وتكامل من كافة المنظمات المعنية بالمرأة حول العالم ومنها منظمة المرأة العربية. 
للتغييرات المناخية تأثير كبير على النساء وأوضاعهن حول العالم ولذلك كان واحد من المحاور النقدية التي تم توجيهها للإصدار الأخير الخاص بمنظمة المرأة العربية باعتباره واحد من الأزمات الكبرى المؤثرة، ولم يأخذ المساحة المناسبة في الدراسة التي حملت عنوان "الأزمات والكوارث العالمية الكبرى وتأثيرها على النساء والفتيات في الدول العربية"، وعلى هامش الندوة التي ناقشت تلك الدراسة قامت وكالتنا بإجراء حوار مع مدير عام منظمة المرأة العربية، فاديا كيوان، والوقوف من خلاله على رؤيتها لهذا النقد، وتأثير المناخ على النساء وكذلك موقف الحكومات منها فضلاً عن عدد من القضايا ذات الصلة.  
 
تمر النساء في البلدان العربية بأزمات متعددة الأبعاد... كيف ترون تأثير الأزمات عليهن؟
النساء هن حائط الصد الأول في مواجهة الأزمات سواء على مستوى النجاة منها ووضع خطط وآليات تخطي الأسرة لها أو حتى فيما يقع على كاهلهن من أعباء وسلبيات ناتجة عنها. 
فبالنظر لوضع النساء نجد أن تعرضهن للعنف طوال فترة جائحة كورونا تزايد عدة مرات عما قبلها فضلاً عن كم الخسائر التي يتعرضن لها ومنها كما ذكر بعض الحضور في المناقشة التي حدثت في ندوة "الأزمات والكوارث العالمية وتأثيرها على النساء والفتيات في الدول العربية"، أن الخدمات الصحية النسائية أول ما تم الإطاحة به أثناء مواجهة الأزمة.
ونحن نعمل على الدوام من أجل دعم النساء وتوفير التوعية التي تساعدهن على تخطي الأزمات ومواجهتها والتعامل مع النتائج السلبية التي قد تقع على كاهلهن. 
تشارك منظمة المرأة العربية هذا العام في معرض الكتاب بإصدار عن الأزمات وتأثيرها على النساء والفتيات في البلدان العربية، هلا حدثتمونا عن مشاركتكم بالمعرض ونبذة عن هذه الدراسة؟
نهتم بالتواجد الفعال في عرض الكتاب كل عام وهو تقليد تحرص منظمة المرأة العربية عليه ومشاركتنا في الدورة رقم 53 جاءت من خلال إصدار يناقش أثر الأزمات والكوارث العالمية على النساء والفتيات في الدول العربية.
والكتاب يعمل على معالجة أربعة أزمات كبرى منها الكوارث الطبيعية الكبرى وجائحة كورونا بالإضافة إلى الأزمات الاقتصادية العالمية الكبرى والأزمة المالية كما يلقي الضوء على الأزمة المستمرة منذ فترة ويعاني منها العالم العربي والمتمثلة في النزاعات المسلحة وتداعياتها على النساء.
وقمنا بعقد ندوة تحدثت خلالها هالة صقر ممثلة منظمة الصحة العالمية عن النساء ذوات الإعاقة وكبار السن، وناقش لؤي شبانة المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للسكان أوضاع اللاجئين والنازحين فضلاً عن دور الأسرة، كما استعرضت يمن الحماقي عن جامعة عين شمس الجزء الخاص بالأزمات الاقتصادية، وقدمت قراءة نقدية لمفهومنا للكوارث الطبيعية، ووجهت بأهمية وضع عنوان رئيسي عن التغيرات المناخية التي تنبثق منها الكوارث الطبيعية ولها تأثير سلبي أيضاً على الاقتصاد، مركزة على ضرورة استباق الأزمات بخطط مواجهة للتخفيف من حدة تأثيرها.
 
قدمت الدكتورة يمن الحماقي نقد للدراسة وتحدثت عن عنونة الجزء الخاص بالتغيرات المناخية لأهميته فكيف ترون ذلك النقد وما مدى تأثيره على رؤيتكم للأزمات؟
ما قيل من مقترحات بشأن الدراسة عبارة عن وجهات نظر فأنا شخصياً اعتقد أن ما يمس البشر بشكل أساسي ومباشر هي  الكوارث الطبيعية فالتغير المناخي يصاحب الحوكمة العالمية، وهذا الأمر لو كان هناك وقت أثناء الندوة لأثرته، ويمكننا القول أن أزمة كورونا مضافةً إلى التغير المناخي، مضافةً إلى الأزمة الاقتصادية العالمية من جراء كورونا، وتقلص الإنتاجية على المستوى العالمي فضلاً عن الأزمة المالية التي ستزيد حدتها في السنوات القادمة؛ بسبب التضخم الذي سيصيب المالية العامة واقتصاديات الدول النامية بصفة خاصة جميعهم يجب أن يكونوا موضع مسؤولية عالمية.
كما أن المنظومة العالمية بها لاعبين في ساحة كبرى في قضية التغيرات المناخية ونحن بحاجة إلى أن نرتقي لمستوى المسؤولية العالمية، والاطلاع وتحمل المسؤولية على مستوى الأزمة.   
وتعتبر المساهمة في تخفيف تداعيات التغير المناخي وحدة وتيرته المتسارعة وكذلك تداعياته على مستوى الطقس في كافة الدول مسؤولية كبرى، ولكننا نرى أيضاً تكاثر الكوارث الطبيعية والهزات فضلاً عن حدوث الفيضانات والجفاف في نفس الوقت ترتبط بالتغير المناخي أيضاً وتتطلب التحرك على وجه السرعة والعمل على إيجاد جهة على المستوى العالمي تجتمع فيها إرادات الخير ويكون لها هيبة وتأثير حقيقي يمكنها من وضع رؤية وتوجيهات للدول وتفرض عليهم الالتزام بها لتجاوز الأزمة.
 
التغيرات المناخية واحدة من الأزمات الكبرى التي تأثر بها العالم أجمع والنساء على وجه الخصوص. فما تقديركم للدور الذي تقوم به الحكومات من أجل استيعاب تلك الأزمة والتعامل معها؟
الحكومات تدافع عن مصالحها على الساحة الدولية لا أقل ولا أكثر، وجميعها تستهدف الحفاظ على مصالحها في المقام الأول ثم تبدأ في بحث الصالح العام، وجدية تقديم تنازل أو حلول تتعارض مع مصالح الدول يمكننا أن نعتبرها منعدمة تماماً.
أما ما نراه في المؤتمرات على الساحة الدولية خاصةً المرتبط منها بالمناخ في السنوات الأخيرة فما هو إلا ترجمة لتلك المحاولات المرتبطة بحماية المصالح، والبعض يلتزم ولا يفي بالتزاماته، خاصة فيما يتعلق بتخفيف أضرار التلوث الناتج عن اقتصادياتهم والآليات الاقتصادية التي تعتمدها أغلب الدول والتي أدت لما نعانيه من كارثة مناخية فالقطاع الأكبر من الحكومات لا يريدوا التخلي عنها حرصاً على مكاسبهم ومصالحهم.
 
نعلم أن النساء هن حائط الصد الأول في مواجهة الأزمات والأكثر تأثراً بها... فما هي أبرز الآليات والأدوات التي تمكنهن من المواجهة برأيكم؟
المواجهة وتخطي الأزمات تحتاج لقدر كبير من الوعي واتباع اللازم وفق السلوكيات الجديدة للنساء خاصةً تلك التي تصنف بأنها صديقة للبيئة والتي تساهم في التخفيف من حدة تأثير تلك الأزمة وتحجم وجودها بشكل تراكمي. 
وهناك أدوات أيضاً تمكن المرأة من التحول للدور الفاعل، فبحكم موقعها هي الأكثر تأثيراً على الأطفال بل والأسرة والجانب الأكبر من المجتمع لذا فلها دور أساسي في التصدي ومواجهة الأزمات، وتحجيم تأثيرها ينطلق من رفع معدل وعيها.
كما أن واحد من الأدوات التي تنمي المرأة وتساعدها في تخطي الأزمات هو العمل على تنمية إدراكها بالمخاطر الكبرى التي تهدد الكون وتعزيز ثقتها في دورها الفاعل الذي يمكنها من النجاة.