ديواندره... نقص عدد الأطباء المتخصصين يفاقم معاناة النساء

يعاني أهالي مدينة ديواندره في شرق كردستان وخاصة النساء منهم، إثر قلة عدد الأطباء المتخصصين في مجالات عدة، وهو ما يحرمهم من الحصول على الحد الأدنى من حقوقهم في تلقي العلاج.

آكرين حسيني

ديواندره ـ تواجه العديد من مدن شرق كردستان بما في ذلك مدينة ديواندره وسنه، أزمة نقص عدد الأطباء المتخصصين على الرغم من أنه سابقاً وتماشياً مع تنفيذ خطة التحول في النظام الصحي، فقد تم النظر في خطط الحوافز لبقاء الأطباء المتخصصين في المناطق التي حرمتهم الحكومة منها، ولكن بعد مرور ما يقارب من 7 سنوات على تنفيذ خطة التحول في النظام الصحي، تم تجاهل العديد من هذه الوعود.

 تسببت هذه المشكلة في مواجهة هذه المناطق نقص كبيراً في عدد الأطباء المتخصصين، وأخيراً تم اقتراح خطة لزيادة القدرة على قبول طلاب الطب، وقد تم الموافقة عليها مبدئياً، إلا أن المشكلة لا تكمن في عدد الأطباء المتخصصين، بل المشكلة تكمن في توزيعهم على المدن، فمدينة ديوانداره تواجه نقصاً في عدد الأطباء المتخصصين وحتى الأطباء العامين، فمرافق مستشفى الخميني في هذه المدينة تجعلهم بحاجة إلى أدنى حد لإجراء عملية أو اختبار، ويجب إرسالهم إلى المدن المجاورة مثل سنه وسقز.

في بعض الأحيان يؤدي عدم وجود طبيب متخصص إلى جعل الأشخاص المحيطين بالمريض متوترين للغاية لدرجة أنهم يحاولون نقل المريض إلى أقرب مركز طبي في أسرع وقت ممكن، مما يجعلهم يخاطرون بحياتهم في معظم الطرق، حتى أن بعض المدن والقرى محرومة من وجود طبيب عام.

تقول سميرة لطفي وهي إحدى النساء اللواتي توجهن إلى غرفة الطوارئ بمستشفى مدينة ديواندره "يعود سبب تحويل معظم المرضى الذين تعرضوا لحوادث من ديواندره إلى سنه، إلى نقص الأخصائيين في تقويم العظام وجراحتها في ديواندره"، مشيرةً إلى أنه منذ حوالي أسبوعين تعرضت لحادث وهي في طريقها من ديواندره إلى سنه وقد أصيبت بكسور عدة، وبسبب عدم وجود أخصائي تقويم العظام تم إرسالها إلى سنه لتلقي العلاج هناك.

وأضافت "أنا هنا اليوم لتغيير الضمادة، إن الطريق الواصل بين دواندره وسنه خطير جداً حيث نشهد العديد من الحوادث، لذا لا بد من وجود أخصائيين في تقويم العظام في ديوانداره لأن معظم المصابين يعانون من الكسور إثر الحوادث".

من جانبها تقول جاله أحمدي "عيادة أطباء ديواندره لديها طبيب نسائي واحد فقط وهو يستقبل المرضى من المدينة والريف كذلك، لقد اعتدنا التسجيل عبر الانترنت للحصول على موعد، وهو الذي نحصل عليه بعد أسابيع، لكن اليوم عندما ذهبت قالوا لي إنهم لا يستقبلون سوى النساء الحوامل وعليك الذهاب إلى مكتب الطبيب في فترة ما بعد الظهر لتحديد موعد آخر".

وأوضحت "غزالة. م" أنها ذهبت على عجل من قرية باغشيلي إلى ديواندره لأخذ ابنتها إلى طبيب الأطفال لإصابتها بالحمى، لكن عندما وصلت قالوا أنه ليس لديهم أخصائي أطفال في الوقت الحالي "طلب أمين الصندوق أن اصطحب ابنتي إلى مكانٍ آخر لتلقي العلاج قائلاً أن الأطباء غير مستعدين للمجيء ومعالجة المرضى في الوقت الذي لا يتلقون فيه مستحقاتهم في الوقت المحدد، كما أنه لديهم عدد قليل من الأسرة في قسم الأطفال ولا يوجد مكان لوضع ابنتها فيه.

وأشارت إلى أنه عادة ما يضطر الأهالي للذهاب إلى سنه وسقز وطهران لتلقي العلاج "لا يوجد سوى سريرين في جناح العناية المركزة في ديوانداره، وإذا تم حجز هذان السريران فماذا يجب أن يفعل الناس؟".

تواجه مدينة سنه في الوقت الراهن نقصاً في عدد الأطباء في جميع المجالات، هذه المآسي التي تحدث في هذه المدن هي سياسات متعمدة للحكومة لحرمان المضطهدين من الحد الأدنى من حقوق المواطنة، باختصار قد يكون معظم الكرد مشمولين بالخدمات الصحية الأساسية، لكنهم لا يزالون غير قادرين على الوصول إلى الخدمات المتخصصة، ونرى المرضى من المدن ذات الدخل المنخفض يأتون إلى المدن الكبرى لإجراء العمليات الجراحية وعلاج الأمراض.