فيدان عبد الله  

الشهباء ـ تساهم الدورة التدريبية لمؤتمر ستار الخاصة بالرجال بإظهار إنجازات وتاريخ المرأة الحافل وتغيير الذهنية الذكورية للتعرف على حقيقة المرأة وما تقدمه من نضال وتضحيات.

أكد الرجال المنضمين لتدريب مؤتمر ستار عفرين في الشهباء بشمال وشرق سوريا أن الدروس الفكرية والحياة العملية خلال أيام التدريب تساهم في التعرف على الوقائع والتاريخ والتغيير من الأفكار الرجعية التي رسخت في عقول الرجال على مدى قرون.

فيما بين مؤتمر ستار أنه يعمل بشكل مكثف على توعية كافة فئات المجتمع، ومستمر بافتتاح المزيد من الدورات التدريبية للرجال في الأشهر القادمة، فمن أبرز ما تم اقتراحه في كونفرانس مؤتمر ستار إقليم عفرين في الشهباء العام المنصرم ضرورة افتتاح تدريبات مغلقة خاصة بالرجال لتوعيتهم بجانب المرأة للوصول إلى مجتمعٍ ديمقراطي حر وواعي.

وبناءً على هذا افتتح مؤتمر ستار عفرين في الشهباء دورة تدريبية للرجال في الشهباء، وانضم إليها 19 رجل من الرؤساء المشتركين لكومينات ناحية شيراوا والشهباء، وتعتبر هذه الدورة التدريبية هي أول دورة يفتتحها مؤتمر ستار بعد التهجير القسري في عام 2018.

وبدأت الدورة في 20 حزيران/يونيو الفائت وستستمر 17 يوماً وستركز دروسها التي ستلقيها عضوات مؤتمر ستار على "أهمية التدريب، وتاريخ المرأة، والتعصب الجنسوي، وعلم المرأة، والحياة الندية، والثقافة والأخلاق، الإدارة المشتركة، وإيديولوجية حرية المرأة، وتغيير الذهنية الذكورية، وتسيس الحواس، ميثاق مؤتمر ستار".

 

"تدريب المرأة دون الرجل لن يغير من الواقع شيئاً"   

عن ضرورة وأهمية افتتاح الدورات التدريبية الخاصة بالرجال تحدثت لوكالتنا الإدارية في لجنة التدريب بمؤتمر ستار بإقليم عفرين نوروز هاشم وبينت أنه "كان من المقرر افتتاح هذا النوع من التدريبات بعد تهجيرنا قسراً صوب الشهباء، إلا أن الظروف التي تشهدها المنطقة صعبت من الأمر نوعاً ما".

وأشارت إلى أنه تم طرح الفكرة في كونفرانس مؤتمر ستار العام المنصرم وعلى ذلك افتتح مؤتمر ستار أول دورة تدريبية خاصة بالرجال في أواخر شهر حزيران/يونيو الفائت.

وعن الهدف من الدورات التي تستهدف الرجال قالت نوروز هاشم أنه من الأهمية تغيير الفكر الأبوي الرجعي من خلال تغيير ذهنية الرجال لتحقيق العدالة والديمقراطية في المجتمع خاصة في ظل ما يقدمه مؤتمر ستار من تدريبات ودروسٍ فكرية للنساء وتوعيتهن "تحرر المرأة الفكري وبقاء الرجل على أفكاره الذكورية والمتسلطة يخلق المزيد من المشاكل في المجتمع وهنا تكمن أهمية تدريب الرجال".

 

دروس تساهم في التعرف على تاريخ المرأة

وذكرت أنه تم التركيز في الدروس على تاريخ المرأة، وجودها ومكانتها في المجتمعات، وضرورة انفتاح الرجل وتحرره من الذهنية السلطوية التي لا تفيد المجتمع بشيء سوى المزيد من التخلف والانحطاط.

وعن التغييرات التي مستها بعد مرور عدة أيام على التدريب قالت "بعض الرجال المتواجدين في التدريب منضمين من قبل لتدريبات مغلقة وآخرين ينضمون للمرة الأولى لكن جميعهم يؤكدون أن التدريب مختلف وقدم لهم الكثير، وأثر على شخصياتهم".

 

القيام بالمهام المنزلية للشعور بمعاناة المرأة ومشاركتها

وعن تجارب الرجال العملية في التدريب أشارت إلى أن جميع الأعمال من تنظيف، وإعداد الطعام وغيرها من المهام يقوم بها الرجال إلى جانب خضوعهم للدروس الفكرية وهذا ما يكون بنية أساسية لشعور الرجل بمدى معاناة ومتاعب المرأة في الحياة اليومية وضرورة مشاركته لها في جميع الأعمال.

 

"سنعمل لافتتاح المزيد من الدورات في الأشهر القادمة"

وأكدت نوروز هاشم في ختام حديثها على أن هذا التدريب خطوة جيدة وقادرة على خلق الكثير من التغييرات الإيجابية في شخصية الرجل ومساندة المرأة للوصول لحريتها والسعي لخلق مجتمعٍ أخلاقي، اجتماعي وديمقراطي "أن سنحت لنا الظروف في الشهباء سنستمر في افتتاح هذا النوع من التدريبات".

 

التعرف على تاريخ المرأة الحافل وإمحاء الصورة الضعيفة عنها

الرئيس المشترك لكومين الشهيد خبات بقرية كشتعار بناحية شيراوا في عفرين بسام محمد علي والمنضم للتدريب نوه إلى أنه بمرور أكثر من 9 أيام على التدريب تعرف على الكثير من الوقائع والأحداث التي سعت الذهنية الرأسمالية والذكورية على إخفائها من تاريخ المرأة الحافل بالإنجازات والتطورات وطبع صورة ضعيفة ومنكسرة للنساء في فكر المجتمع.

وأشار إلى أن الدورة تساعدهم للتعامل مع الشعب كونهم رؤساء كومينات ويعتبرون البنية الأساسية في تطبيق الأفكار التحررية والوصول للديمقراطية في نظام الإدارة الذاتية الديمقراطية، مؤكداً أنه "على الرجل من الآن فصاعداً إلا يقبل بحصر دور المرأة في تربية الأطفال والأعمال المنزلية فحسب، وأن يكون متيقناً من أن مكانتها ودورها هو الأهم لتطوير المجتمعات وتقدمها". 

 

برنامج مكثف وغني في الدورة التدريبية

الرئيس المشترك في كومين الشهيد مظلوم بناحية أحداث في الشهباء زياد حسن أكد أنه استفاد بشكل كبير من الدروس التي تلقيها عضوات مؤتمر ستار في التدريب، وتعرف على الأحداث والمجريات التاريخية وما ورائها وصولاً ليومنا الراهن، كما أصبح داعماً لما يسعى إليه مؤتمر ستار بعد اطلاعه على أهمية وجوده لتوعية النساء والرجال معاً.

وواصل حديثه بالتطرق إلى البرنامج الغني والمتميز الذي أعده مؤتمر ستار للمنضمين إلى التدريب من ساعات الصباح والرياضة، إلى كل ما يقع على عاتق الرجل في إعداد الطعام لرفاقه وغسل ملابسه وتنظيف مكانه وقراءة الكتب ومشاهدة أفلام عن بطولات وتاريخ المرأة وهذا ما كان له دور في الشعور بالمرأة وعدم الاستخفاف بما تفعله للمجتمع والأسرة.

 

"سننشر ما تعرفنا عليه لباقي الرجال"

لفت إلى أن أكثر ما تأثر به وترك بصمة في فكره درس علم المرأة حيث أنهم لم يكونوا على علم بتاريخ المرأة الحافل بالانتصارات والمقاومة والكفاح "لم نكن نقدر وجود المرأة ومكانتها إلا أن طريقة تفكيرنا تغيرت بالكامل بعد هذا الدرس".

واختتم حديثه بالتأكيد على أنه "سنسعى بعد إنهاء الدورة ومن خلال زيارتنا وعملنا في الكومينات لنشر ما تعرفنا عليه وتعلمناه في التدريب لباقي الرجال لنصل لحياةٍ حرة وذات معنى".