ذوي المفقودين لدى داعش: معاناتنا لا تزال مستمرة

عندما سيطر مرتزقة داعش على ريف دير الزور الشرقي بشمال وشرق سوريا، بدأ بفرض سطوته وأحكامه على أهالي المنطقة

إملي سلوم 
دير الزور ـ ، كما اختطف العديد من أبناء المنطقة، وتقول أمهات وزوجات المفقودين إن معاناتهن ما تزال مستمرة حتى بعد زوال داعش. 
تأذت النساء وعانين كثيراً خلال سيطرة مرتزقة داعش لكن الرجال لم يكونوا بمنأى عن هذه الانتهاكات، وخلف داعش الذي اندحر في ربيع عام 2019 آلاف المآسي، وما يزال أهالي دير الزور يعانون جرائه.
تقول أحلام محمد من منطقة الحوايج والتي اختطف زوجها من المنزل من قبل مرتزقة داعش "في عام 2017 جاءت مجموعة من مرتزقة داعش واخذوا زوجي وحتى اليوم لم نسمع أي خبر عنه". لم يكتفي المرتزقة بذلك ولكنهم حاولوا أيضاً سلبهم منزلهم "بعد ثلاثة أيام من اختطاف زوجي جاءت مجموعة أخرى منهم، وهددوني بقتل أطفالي إن لم أخرج من المنزل. رفضت في البداية لكنني خشيت على أطفالي وأجبرت على ترك منزلي". مضيفةً "حولوا منزلي لمقر لهم". 
لم تجرؤ أحلام محمد وعائلة زوجها على البحث عن زوجها، خوفاً مما سيرتكبه المرتزقة بحق العائلة أو اعتقال أفراداً أخرى منها.
وأصبح الناس ينادونها بالأرملة وعاش أطفالها الخمسة حياة قاسية "بعد فترة حاول المرتزقة تزويجي لأحد عناصرهم متذرعين بأنه لا يجوز أن أعيش مع عائلة زوجي". مما أجبرها على الزواج من شقيق زوجها لكيلا تترك أطفالها، أو أن تجبر على الزواج بأحد المرتزقة، "لم تكن لي إلا غرفة واحدة، أعيش فيها مع أبنائي واستخدمها كغرفة للنوم والجلوس وكمطبخ أيضاً".
تغير حال أحلام محمد كجميع أهالي دير الزور وخاصةً النساء بعد تحرير المنطقة في ربيع عام 2019، تقول عن تلك الفترة "بعد تحرير قوات سوريا الديمقراطية للمنطقة والقضاء على داعش عدت إلى منزلي، وعادت الحياة والأمان. لقد تخلصت من الظلم، وشعرت أن حياتي بدأت من جديد". 
وانخرطت في العمل مع افتتاح مؤسسات الإدارة الذاتية، كما لجأت للمنظمات النسائية التي دعمتها "تعلمت الخياطة من خلال الفرصة التي منحتني إياها لجنة المرأة". مضيفةً "لدي عملي الخاص وأثبت نفسي وأخذت حقوقي كما طورت عملي، لذلك أشجع كل امرأة لتكون إنسانة ناجحة". 
كذلك ما تزال هدلة الخلف والدة علي العيسى أحد أبناء قرية حمّار العلي المختطف لدى داعش منذ عام 2016 تنتظر عودة ابنها "كنا جالسين في إحدى ليالي شهر رمضان عندما جاءت سيارة فيها مسلحين اثنين وأخذا ابني"، وتصف الأم حال ابنها عندما اقتاده المرتزقة ولا يعرف ماذا سيحدث معه "كان ابني مصدوماً فهو متأكد من أنه لن يعود إلى منزله مرة أخرى".
لم تعلم عائلة علي العيسى أي شيء عن ابنها حتى اليوم سوى ورقة صغيرة وصلتهم بعد شهرين من اختطافه، كتب عليها أن علي تم قصاصه "لم نخشاهم بل سألنا في كل مكان في مقراتهم لكنهم لم يخبرونا أي شيء. قالوا لنا أنه تم إعدامه لكنني لم أرى جثته ولذلك ما زلت أنتظر عودته، أتمنى أن يكون مسجوناً وأن يأتي في أحد الأيام".