ذوات الإعاقة... تحديات مختلفة وعنف مضاعف
تواجه النساء من ذوات الإعاقة ظروفاً مختلفة على عكس المعاقين من الرجال، ربما لا تكون رؤية رجل على كرسي متحرك أو بساق صناعية مثيرة للاهتمام مثل رؤية امرأة معاقة، لذلك تتعرض المرأة لعنف نفسي مضاعف.
شبنم توكلي
طهران ـ ينقسم الأشخاص ذوو الإعاقة إلى المعاقين منذ الولادة والذين أصبحوا معاقين نتيجة لحادث ما، وجميعهم يعانون من مشاكل في القيام بمهامهم اليومية، ومعاناة النساء تكون مضاعفة، ويحرم هؤلاء من مرافق عامة مناسبة، إضافةً للاستبعاد الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وغيرها.
من أكثر الإعاقات التي تواجهها النساء هي الإعاقة الذهنية، تليها النطقية من ثم الجسدية، وتواجهن تحديات كبيرة خاصة في معرفة جسدها وملاحظة حالتها الجسدية وفهم عدم قدرتها على القيام بشؤونها الفردية، حيث تقارن نفسها بأفراد أسرتها وتدرك اختلافاتها، وتتعرض لضغوطات نفسية مضاعفة من خلال فهم وضعها، مما يؤدي في كثير من الأحيان إلى عزلتها عن محيطها.
واليوم ومع التوسع المتزايد في إدارة الجسم وانتشار التعريفات المختلفة للجسم المثالي، فإن الأشخاص من ذوي/ات الإعاقة لا يمكن أن يكون لديهم أمل في امتلاك الجسم المثالي، ولذلك يتم بذل المزيد من المحاولات لإخفاء إعاقتهم والذي سيسبب لهم ضغوطات نفسية.
وعلى الرغم من وجود منظمات غير حكومية مثل جمعية المعاقين إلا أن الكثير من المنضمين إليها يتعرضون لتغيرات عقلية ونفسية من خلال تواجدهم مع أشخاص مثلهم، وبهذه الطريقة يتمتع المعاق بمرونة أكبر، على الرغم من ثقل نظر الآخرين له وجميع الصعوبات الأخرى التي تواجهه.
تواجه النساء من ذوات الإعاقة ظروفاً مختلفة في تفاعلاتهن على عكس الرجال المعاقين، ربما لا تكون رؤية رجل على كرسي متحرك أو بساق صناعية مثيرة للاهتمام مثل رؤية امرأة معاقة، حيث تواجهن نوعين من التفاعل مع الآخرين خلال حياتهن اليومية، إما الشفقة أو التعاون.
وعندما يقترن التفاعل بالشفقة يشعر المعاق بنوع من الاستياء والعصبية تجاه الآخرين، وأحياناً لا يرغب حتى في التواصل مع ذلك الشخص مرة أخرى، وهي إحدى المشاكل الشائعة بين ذوات الإعاقة، مع الفارق أن عادة ما يتصرف الرجال بطريقة تجعلهم يتجاهلون إعاقات المرأة في تفاعلاتهم، وهو ما يكون أكثر إرضاءً لذوات الإعاقة.
يدرك المعاق/ـة تدريجياً حقيقة القيود التي خلقتها له حالته الجسدية ويتقبل هذا الأمر، ولكن في الغالب يصعب عليهم تقبل العديد من التفاعلات الاجتماعية، فالتعامل مع ذات الإعاقة وكأنها غير قادرة على فعل أي شيء، يدفعها للقيام بأشياء صعبة من أجل جذب الانتباه وإثبات نفسها، فهي ليست ضعيفة بأي حال من الأحوال.
هناك قيود ومشاكل أخرى يتعامل معها الأشخاص ذوو الإعاقة، وخاصةً النساء منهم، وهي القيود المفروضة على الزواج بحيث تكون فرصة الزواج بالنسبة للمرأة أقل بكثير من فرصة الزواج للرجل المعاق، فبالنسبة للأخير تكون احتمالية الزواج أكبر من امرأة سليمة أو على الأقل الزواج من امرأة معاقة مثله، بينما يكاد يكون من المستحيل أن تتزوج المعاقة من رجل سليم كما أن إمكانية الزواج من رجل معاق منخفضة أيضاً لأن هناك موقف سلبي بين عامة الناس بأن النساء ذوات الإعاقة تنجبن أطفالاً معاقين بينما العديد من النساء ذوات الإعاقة تنجبن أطفالاً أصحاء.
ومن المشاكل الأخرى التي تواجهنها عدم تكيف بعض الفضاءات العامة والتنظيمية مع حالتهن، مما يجعل تواجدهن في المجتمع ومشاركتهن الاجتماعية صعبة للغاية.
وحول المشاكل التي تواجه النساء من ذوات الإعاقة تقول (نيجار. م) 33 عاماً والتي تعاني من إعاقة في أسفل الظهر وتجلس على كرسي متحرك منذ عدة سنوات "في الطرق ومراكز التسوق، التي غالباً ما تحتوي على عدة طوابق منفصلة، هناك مرافق لتسهيل حركة الأشخاص، لا تعتبر مخصصة للمعاقين، ولهذا السبب لا أذهب إلى مراكز التسوق أبداً ويجب أن أطلب كل ما أريده عبر الإنترنت أو من عائلتي، حتى في مواقف السيارات، لا يوجد مواقف للمعاقين لذلك الوضع سيء جداً بالنسبة لي حتى لو كنت أعرف القيادة لا يهم في كل الأحوال يجب أن يكون شخص معي حتى أتمكن من الخروج، وإلا فإن الخروج وحدي هو حلم".
منذ اللحظة التي تخرج فيها ذات الإعاقة من المنزل وتفضل البقاء في المجتمع على البقاء بمفردها، فإنها تقاوم الضغوط القيمية والمعيارية التي تتشكل في عملية تفاعلاتها وتلعب دورا هاما في تحسين الذات، من خلال التجمع حول بعضهن البعض، يمكن لذوات الإعاقة الخروج من زاوية الوحدة وإقامة تواصل أسهل مع اللواتي لديهن موقف مماثل، بمعنى آخر، مع نوعهن، فهن لا ترين قدرات بعضهن البعض فحسب، بل يمكنهن أيضاً مراجعة أنفسهن وتحسين قدراتهن، لذا لا بد لهن من التواصل مع بعضهن للتخلص من شعور النقص والضعف ولتقوية الروح الجماعية والفردية.
والنساء ذوات الإعاقة معرضات للعنف المنزلي بمقدار الضعف تقريباً مقارنة بالغير معاقات، وتتعرضن لفترات أطول من العنف وسوء المعاملة وتعانين من إصابات أكثر خطورة بسبب العنف المنزلي. بعض هؤلاء النساء أكثر ضعفاً جسدياً وقد تكنَّ أقل قدرة على الهروب أو حماية أنفسهن من الهجمات العنيفة، وقد تكنَّ أيضاً أكثر محدودية اجتماعياً وغير نشطات بسبب إعاقتهن الجسدية واعتمادهن على أسرهن، عندما تكشف ذوات الإعاقة عن العنف المنزلي، فغالباً ما تواجهن الإنكار أو سوء الفهم من المحيطين بهن، في الواقع لا يعتقد الناس أن أي شخص قد يرغب في إيذاء شخص ذي إعاقة، وخاصةً الشخص الذي يبدو أنه يهتم بهذا الشخص ويحبه.