بيئة آمنة وتعليم أبرز ما تقدمه هيئة المرأة لأبناء الأمهات العاملات
تأمن الروضات والحضانات التابعة لهيئة المرأة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا مساحة آمنة لأطفال الأمهات العاملات لكي يتعلموا ويلهوا فيها، وبالتالي منحهن الراحة النفسية للقيام بمهامهن وعملهن بأفضل شكل.
نورشان عبدي
كوباني ـ تمنح الروضات والحضانات في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا الأمهات العاملات من خلال استقبالها أطفالهن، فرصة لتعزيز مشاركتهن في المؤسسات وانخراطهن في عالم العمل.
افتتحت هيئة المرأة في مقاطعة الفرات بإقليم شمال وشرق سوريا العديد من الروضات والحضانات في المنطقة منذ ثورة التاسع عشر من تموز/يوليو 2012، لدعم المرأة العاملة ومنح الاستقرار النفسي والاجتماعي لأسرتها وتشجيعها على الانخراط في الوظائف المختلفة وهي مطمئنة على أطفالها.
وحول أهمية عمل ودور الروضات في التربية والتعليم قالت الناطقة باسم مكتب رعاية الطفل التابع لهيئة المرأة في مقاطعة الفرات روجين حسن "عمل مكتب الرعاية يتمثل في المتابعة اليومية لعمل الروضات والحضانات وأوضاع الأطفال من الناحية التعلمية والنفسية، وذلك من خلال عقد اجتماعات دورية للمعلمات وذوي الأطفال، بالإضافة إلى تأمين الغذاء والقرطاسية بشكل شهري"، مشيرةً إلى أن الهدف الأساسي من افتتاح هذه الروضات والحضانات مساعدة المرأة وتشجيعها على الانخراط في عالم العمل، لذلك عملت الهيئة على زيادة عدد الروضات لتلبية احتياجات كافة الأمهات واستقبال أكبر عدد ممكن من الأطفال.
وحول عدد الروضات في المقاطعة قالت "في مقاطعة الفرات بلغ عددها 11 روضة منها روضة هيفي لذوي الاحتياجات الخاصة حيث تستقبل الأطفال من عمر 6 إلى 15 عاماً وتقدم علاج فيزيائي ونشاطات ترفيهية من قبل معلمات متخصصات بهذا المجال، أما باقي الروضات يتم استقبال الأطفال فيها من عمر 6 أشهر حتى ثلاث سنوات، ويتم فرزهم في الغرف حسب العمر وبعد إتمام عمر الثالثة يتم نقلهم إلى الروضة ليتم تأسيسهم وتهيئتهم للالتحاق بالمدرسة، وفي كل عام يتم التحضير لإرسال أطفال من قسم الروضة إلى المدرسة، ففي العام الماضي تم إرسال 109 طفل/ـة".
وأضافت "لاحظنا بأن الأطفال الذي ينتقلون من الروضة إلى المدرسة يكون مستواهم التعليمي أفضل في المرحلة الأولى من المدرسة عن باقي الأطفال، كونهم تلقوا تعليم مسبق لمدة عامين عن مناهج المدارس كما أنهم كسروا حاجز الخوف والرهبة، لذلك هناك حاجة ماسة لافتتاح المزيد من الروضات والحضانات لاستقبال كافة الأطفال ليس فقط أطفال العاملات في المؤسسات"، مؤكدةً أن الهدف من افتتاح الروضات تأمين بيئة آمنة للطفل أثناء قيام والدته بعملها بالإضافة لتشجيع النساء على العمل كونهن وجدن المكان الآمن الذي تودعن فيه أطفالهن.
ولفتت إلى أنه "قبل افتتاح الروضات والحضانات في مقاطعة الفرات كانت العاملات تواجهن العديد من العراقيل والصعوبات أثناء ذهابهن للعمل خاصة اللواتي لا تجدن مكاناً آمناً تودعن أطفالهن فيه، ولكن مع افتتاح هذه الروضات باتت الأم مرتاحة البال تعمل بشكل أفضل من أجل مجتمعها وذاتها".
وفي نهاية حديثها قالت روجين حسن "من أجل تعزيز مشاركة المرأة في النهوض بواقع مجتمعها وتحقيق اكتفائها الذاتي واستقلالها المادي، نسعى لافتتاح المزيد من الروضات والحضانات في المستقبل القريب".
من جانبها قالت المعلمة في قسم التأهيل عبير محمد "في هذا القسم نستقبل الأطفال من عمر 3 حتى 4 سنوات، ونركز على تعليمهم اللغة الكردية من خلال إعطاء الدروس بعد إتقانهم الأحرف، بالإضافة إلى النشاطات المتنوعة منها الموسيقية والرسم واللعب بهدف تنمية مواهبهم، كما نقرأ لهم القصص التثقيفية ليستوحوا منها العبر والدروس، وبذلك نكون قد ساهمنا في تربيتهم وتعليمهم بالشكل الصحيح"، مؤكدةً على حسن المعاملة التي تقدمها المعلمات للأطفال "التعامل مع الأطفال يجعلنا نواجه العديد من الصعوبات لأننا نتعامل مع كل طفل بطريقة مختلفة وذلك حسب شخصيته والظروف التي يعيشها، لذلك نعتمد أساليب تكسب الطفل راحة نفسية تجعله يتقبل التعامل مع المعلمة وباقي الأطفال".
وأضافت "الهدف الأساسي من افتتاح الروضات توفير بيئة آمنة ومناسبة لأطفال الأمهات العاملات وبالتالي منحهن راحة نفسية حيث أنهن مطمئنات أنهم يحصلون على التعليم والتربية في مكان آمن".
ومن جانبها عبرت نهيدة حمو عن امتنانها للرعاية والاهتمام الذي تقدمه الروضات والحضانات "منذ عامين بدأت العمل في إحدى المؤسسات ولم أتمكن من ذلك إلا بعد أن ألحقت طفلتي بإحدى الروضات التابعة للمؤسسة التي اعمل بها، بشكل عام المعاملة التي تتلقاها جيدة، وبالنسبة لنا كأمهات عاملات أعطتنا هذه الروضات والحضانات فرصة لكي نستمر في عملنا ونحن مرتاحات البال كون أطفالنا بين أيدي أمينة يتعلمون ويلعبون"، مضيفةً "أرى بأن طفلتي بعد دخولها الروضة تطورت كثيراً فهي تستطيع الكتابة وتعلمت الأحرف وهذا الشيء يسعدني".
وأكدت على أن "افتتاح مثل هذه الروضات يشجع الأم على الانخراط في عالم العمل كما أنها ستكون مرتاحة نفسياً وبالتالي ستعطي أكثر في عملها دون أن تقلق على أطفالها الذين يتعلمون الأعداد والأحرف ويقوموا بنشاطات مختلفة ومتنوعة، وتهيئ الإداريات والمعلمات في الروضة جواً مناسباً لدعهم نفسياً".